معهد واشنطن يدعو إلى تحالف مصري – إسرائيلي - أمريكي

الجمل: عقدت لجنة الشرق الأوسط وجنوب آسيا الفرعية التابعة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي جلسة استماع قدم فيها اليهودي الأمريكي وخبير اللوبي الإسرائيلي ديفيد ماكوفيسكي رؤيته الراهنة للتطورات الجارية في الشرق الأوسط.
يتولى ماكوفيسكي منصب مدير مشروع سلام الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، هذا ومن الثابت أن أفكار وآراء ماكوفيسكي ظلت على مدى الأعوام العشرة الماضية تلعب دوراً رئيسياً فغي توجيه عملية صنع واتخاذ القرار في السياسة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، وتشكيل المواقف الإسرائيلية فيما يتعلق بالصراع العربي – الإسرائيلي.
* فرضية ماكوفيسكي الجديدة: بناء تحالف مصري – أمريكي – إسرائيلي:
نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى نص إفادة ماكوفيسكي التي قدمها أمام لجنة الكونغرس الأمريكي وما كان لافتاً للنظر هو الآتي:
• قدم ماكوفيسكي إفادته أمام اللجنة المعنية بشؤون الشرق الأوسط التابعة لمجلس النواب الأمريكي التي تقوم بمهمة إصدار القوانين كقانون محاسبة سوريا وقانون مكافحة الإرهاب الفلسطيني وقانون تحرير العراق وما شابه ذلك.
• إفادة ماكوفيسكي جاءت مباشرةً بعد قيامه بجولة شرق أوسطية شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن ومصر، وكانت هذه الجولة متزامنة مع المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة التي تم الإعلان عنها في الأسبوع الماضي.
• العنوان الذي نشرت تحته إفادات ماكوفيسكي على الموقع الإلكتروني كان «العلاقة الثلاثية بين الولايات المتحدة – إسرائيل – مصر: تقديم الدعم للسلام الإقليمي».
* مفهوم فرضية ماكوفيسكي الجديدة:
أشارت إفادات ماكوفيسكي أمام اللجنة إلى النقاط الآتية:
• كانت مصر تمثل مصدراً رئيسياً للخطر على إسرائيل، وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979م أصبحت مصر أول طرف في الصراع العربي – الإسرائيلي يوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل.
• بعد انقضاء حوالي 30 عاماً على توقيع الاتفاقية فإن الالتزام بها ما زال قوياً، ولكن برغم ذلك، فقد ظل السلام بين مصر وإسرائيل يأخذ شكل صيغة "السلام البارد" ويختلف طرفا الاتفاقية في تفسير ذلك:
* يقول المصريون بأن السبب يعود إلى الفشل في حل الصراع مع الفلسطينيين.
* يقول الإسرائيليون بأن مصر تجنبت الدخول في التطبيع الكامل باعتباره يمثل روح الاتفاقية، حيث أن المصريين اكتفوا بالتوقيع عليها فقط.
• تنخرط مصر حالياً في قيادة عملية تحول سيتحدد على ضوئها مصير العلاقات المصرية – الإسرائيلية وهو أمر سيؤثر كثيراً على موازين القوى في الصراع العربي – الإسرائيلي.
• للولايات المتحدة مصلحة كبيرة في ما سوف تتوصل إليه القيادة المصرية الحالية التي ترى في السلام مع إسرائيل والشراكة مع أمريكا حجر الزاوية في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
• يتقاسم المصريون والإسرائيليون العديد من المصالح المشتركة من أبرزها:
* يشترك الطرفان المصري والإسرائيلي في عدم تأييد حركة حماس.
* يشترك الطرفان المصري والإسرائيلي في رفض سيطرة حركة حماس على قطاع غزة باعتبارها تجعل لإيران حدوداً مع مصر وإسرائيل.
* يشترك الطرفان المصري والإسرائيلي في معارضة الدعم الإيراني لحزب الله.
* يشترك الطرفان المصري والإسرائيلي في معارضة البرنامج النووي الإيراني وينظران إليه باعتباره عامل خطر على أمن الشرق الأوسط.
• برغم التوافق المصري – الإسرائيلي فإن هناك بعض الخلافات منها:
* لا توجد رؤية مصرية – إسرائيلية مشتركة حول مستقبل الوضع في قطاع غزة.
* التوافق القائم بين الطرفين لا يصل إلى مستوى التطابق لأنهما يتوافقان في النظرة العامة ويختلفان في التفاصيل.
* التوافق المصري – الإسرائيلي والدور الأمريكي:
يرى ماكوفيسكي بأن تعزيز التوافق المصري – الإسرائيلي ودفعه باتجاه أن يصل إلى مرحلة التطابق الكامل هو المهمة التي يجب أن تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي، ويقترح أن يتم ذلك عبر حوار استراتيجي مصري – إسرائيلي – أمريكي يهدف إلى:
• إنهاء الخلافات المصرية – الإسرائيلية حول التفاصيل.
• دفع الطرفين لتجاوز مرحلة "السلام البارد" والدخول في التطبيع.
• تعزيز العلاقات العسكرية المصرية – الإسرائيلية بحيث يزور العسكريون الإسرائيليون مصر والعكس أيضاً.
• وضع الأسس للحوار الاستراتيجي المصري – الإسرائيلي المستمر لجهة التفاهم والتشاور حول التهديدات ومصادر الخطر المحتملة والمتمثلة حالياً في إيران، حزب الله، وحركة حماس.
• بناء الروابط الاقتصادية المصرية – الإسرائيلية.
هذا، ويخلص ماكوفيسكي إلى أن الولايات المتحدة تستطيع تقديم المساعدة عن طريق قيادة الإستراتيجية المتعددة الأطراف التي تسعى إلى التأكيد على التعاون الحقيقي المشترك في قضايا الأمن والسياسة والاقتصاد، على النحو الذي يؤدي في النهاية إلى إقامة تحالف أمريكي – مصري – إسرائيلي يكون قادراً على التصدي لبناء السلام في الشرق الأوسط، ويرى ماكوفيسكي بأن الأرضية المشتركة لإقامة هذا التحالف موجودة ومتوافرة حالياً.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة