لقاء مبارك – عباس بشرم الشيخ والمنعطف الجديد في عملية السلام

04-01-2010

لقاء مبارك – عباس بشرم الشيخ والمنعطف الجديد في عملية السلام

الجمل: شهد منتجع شرم الشيخ المصري صباح اليوم انعقاد لقاء الرئيس المصري حسني مبارك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس, وتقول التقارير والمعلومات, بان هذا اللقاء سوف يشكل منعطفا جديدا في عملية سلام الشرق الأوسط, وذلك بسبب توجهات القاهرة الجديدة إزاء إدارة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
جدول أعمال زيارة محمود عباس لمصر:
أشارت التقارير إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد وصل لمصر, وعقد لقاء مع وزير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان ثم توجه بعد ذلك حيث عقد صباح اليوم لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ, وبعدها سوف يغادر محمود عباس في جولة تشمل كل من الكويت-قطر-وتركيا. تقول المعلومات والتقارير بأن لقاء مبارك-عباس, قد ناقش العروض التي قدمها الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخصوص استئناف المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية, وذلك بما يحقق قفزة دبلوماسية في عملية سلام الشرق الأوسط, وذلك, بالإضافة إلى عرض نتنياهو الذي قدمه لحسني مبارك, لجهة عقد قمة ثلاثية تضم: مبارك-نتنياهو-محمود عباس للتفاهم حول كيفية تحريك عملية سلام الشرق الأوسط.
لقاء الرياض: الحدث الموازي لاجتماع شرم الشيخ
عندما غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عاصمة السلطة الفلسطينية رام الله, لم يذهب مباشرة إلى القاهرة, وإنما إلى العاصمة السعودية الرياض, حيث عقد لقاء مع خالد مشعل زعيم حركة حماس, وتقول المعلومات والتقارير, بان اللقاء مركز على التفاهم حول صفقة المصالحة بين حركة فتح وحركة حماس المقدمة بواسطة مصر, والتي تتضمن العديد من النقاط, والتي من أبرزها:
•عقد الانتخابات الفلسطينية في 26 حزيران (يوليو) 2010م القادم.
•تكوين هيئة إشرافية برئاسة محمود عباس تتولى مسئولية إدارة شؤون قطاع غزة, وإعادة تعمير قطاع غزة.
هذا وتقول المعلومات والتقارير, بان حركة حماس وإن كانت قد أبدت الموافقة على مضمون صفقة المصالحة, فإن هناك العديد من التحفظات التي مازالت تمسك بها حركة حماس.
تحركات القاهرة الأخيرة: ماذا يوجد تحت طاولة حسني مبارك؟
جاء نتنياهو إلى مصر, وعقد لقاءه الأسبوع الماضي مع الرئيس حسني مبارك, والذي بعد أن قدم فيه وجهة النظر الإسرائيلية فقد حث حسني مبارك على ضرورة الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكي يقبل بالآتي:
•العودة لطاولة المفاوضات دون قيد أو شرط.
•الموافقة على عقد لقاء ثلاثي يضم حسني مبارك-نتنياهو-محمود عباس, وأعقب ذلك إجراء الاتصالات المصرية, والتي أسفرت عن حضور محمود عباس إلى مصر, حيث عقد لقاء مع وزير المخابرات المصري عمر سليمان, والذي تفاهم معه حول الآتي:
•أهمية الجدار الفولاذي العازل في ترويض حركة حماس وحلفاءها السبعة المتمركزين معها في قطاع غزة.
•السيناريو الجاري وتطوراته المتوقعة إزاء صفقة إطلاق سراح الجندي جيلعاد شاليط.
•كيفية التنسيق بين الحكومة المصرية والسلطة الفلسطينية إزاء ملف إدارة قطاع غزة, وتعيين ملفات الخلافات الفلسطينية-الفلسطينية.
أما لقاء مبارك-عباس, فقد سعى من خلال حسني مبارك إلى إقناع محمود عباس والضغط عليه لجهة القبول بمطالب نتنياهو, وتقول المعلومات, بأن حسني مبارك, قد أكد لمحمود عباس موافقة الإدارة الأميركية على "الخطة المصرية", والتي تتضمن استئناف المفاوضات, مقابل بعض الحوافز التي سوف يقدمها الإسرائيليون لمحمود عباس, وبرغم أن هذه الحوافز لم تتخذ بشكل واضح بعد , فإن هناك تلميحات إسرائيلية تقول بان إسرائيل سوف تقوم بتحويل المنطقة "ب" إلى السلطة الفلسطينية ( الضفة الغربية مقسمة إلى ثلاث مناطق: المنطقة «أ» وتخضع للسلطة الفلسطينية, والمنطقة «ب» والمنطقة «ج» وتخضعان لإسرائيل) إضافة إلى تلميح يقول بأن إسرائيل سوف تقوم بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
تقول المعلومات والتسريبات, بان الخطة المصرية تتضمن العديد من البنود, منها:
•تجميد الاستيطان.
•إطلاق سراح المسؤولين الفلسطينيين.
•تفعيل دبلوماسية عملية سلام الشرق الأوسط.
وعلى خلفية نتائج لقاء مبارك-محمود عباس, والذي تم بالضرورة على خلفية لقاء محمود عباس-خالد مشعل, فإن التحركات الجديدة تتضمن:
•زيارة محمود عباس للكويت والقطر وتركيا.
•زيارة أبو الغيط-عمر سليمان إلى العاصمة الأميركية واشنطن.
•عودة المبعوث الخاص السيناتور جورج ميتشل إلى منطقة الشرق الأوسط.
بعد أن أوشك الجدار الفولاذي العازل بين مصر وقطاع غزة على أن يكتمل ويصبح أمرا واقعا, فقد أصبحت أطراف مثلث تل أبيب-القاهرة-واشنطن أكثر إدراكا لمدى إمكانية وفعالية استخدام وجود هذا الجدار في تحقيق ليس المنافع الأمنية لصالح إسرائيل, وإنما المنافع السياسية والدبلوماسية لجهة جعل القاهرة تمسك على الجزء الأكبر من زمام المبادرة والسيطرة في إدارة الشأن الفلسطيني.
من خلال لقاء مبارك-محمود عباس يتضح لنا, أن دبلوماسية القاهرة, خلال مرحلة ما بعد بناء الجدار الفولاذي العازل سوف تركز على ابتزاز جميع الأطراف المعنية بالصراع الشرق أوسطي:
•حركة حماس: سوف يتم إخضاعها لمعادلة تتضمن إما التعاون مع القاهرة, أو مواجهة الضغوط, والتي سوف لن تضر بقدرات حماس العسكرية وحسب, وإنما أيضا بقدراتها السياسية من جراء الضغوط المعيشية التي قد تدفع سكان القطاع إلى معارضة توجهات حركة حماس.
•حركة فتح: سوف يتم إخضاعها لمعادلة تتضمن, إما التعاون مع القاهرة, أو مواجهة مخاطر قيام مصر بفتح المعبر وتسهيل حركة الإمدادات للقطاع وحركة حماس.
•إسرائيل: التعاون والتفاهم مع القاهرة, إضافة إلى عدم السعي من أجل تجاوز القاهرة في عملية سلام الشرق الأوسط, طالما أن بوابة السجن الغزاوي قد أصبح واحد من مفاتيحها الرئيسية في يد القاهرة.
•واشنطن: أن تواصل تقديم الدعم للقاهرة, طالما أن القاهرة قد نجحت في احتواء حركة حماس وحلفاءها, بما سوف ينعكس إيجابا على أمن واستقرار إسرائيل.
من الواضح أن الجدار الفولاذي العازل سوف يعزز من الضغوط المصرية على قطاع غزة, بما يتيح لدبلوماسية القاهرة القيام بدور تدخلي أكبر في إدارة عملية سلام الشرق الأوسط, ولكن, وبرغم ذلك, فإن ما أغضب القاهرة أكثر فأكثر هو استمرار حركة حماس في المطالبة بان يتم إجراء احتفال المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية بين حركة حماس وحركة فتح في العاصمة السورية دمشق. وليس في القاهرة, الأمر الذي أثار حفيظة القاهرة, وواشنطن إضافة إلى باريس التي بدأت خلال هذه الأيام وهي أكثر رغبة في العودة كلاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط.
أشارت بعض التسريبات التي وردت اليوم, بان تفاهمات وزير المخابرات المصري عمر سلمان مع المسئولين الأميركيين سوف تركز على ملف التوازنات الأمنية الجديدة في المنطقة خلال فترة ما بعد الجدار الفولاذي العازل, أما تفاهمات وزير الخارجية المصري أبو الغيط, فسوف تركز على ملف دبلوماسية عملية سلام الشرق الأوسط الجديدة خلال فترة ما بعد الجدار الفولاذي العازل, وأضافت التسريبات, بان تفاهمات خط القاهرة-واشنطن قد تضمنت بعض المعالم الجديدة لعملية سلام الشرق الأوسط والتي من أبرزها:
•تحديد فترة عامين لإعلان قيام الدولة الفلسطينية تبدأ من لحظة استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية.
•تحديد الطرف الإسرائيلي لواجباته والتزاماته ومطالبه.
•تحديد الطرف الفلسطيني لواجباته والتزاماته ومطالبه.
•الإسراع في إكمال مفاوضات الوضع النهائي قبل اكتمال فترة العامين.
من خلال هذه النقاط يبدو التساؤل القائل, هل سيستطيع الرئيس المصري حسني مبارك بمعاونة وزيريه أبو الغيط, وعمر السليمان, إقامة الدولة الفلسطينية في عام 2012م أم أن رئيس الوزراء الرئيس بنيامين نتنياهو سوف ينجح في تحقيق أهدافه غير المعلنة والتي من أبرزها: استخدام دبلوماسية القاهرة من أجل الضغط على الفلسطينيين وإرغامهم على العودة إلى طاولة المفاوضات مع التخلي عن شرط وقف الاستيطان وملف تقرير غولدستون بما يشكل ضربة قاصمة لظهر حركة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني والتي بدأت تتزايد وتظهر خطوطها وبوادرها الأولى في أوساط الرأي العام البريطاني والأوروبي بما أدى إلى تشكيل ضغوط مرهقة على الإسرائيليين: إن عودة الفلسطينيين لطاولة المفاوضات في هذه الطريقة معناه أن الرأي العام العالمي سوف يغير تركيزه باتجاه المفاوضات, ويتخلى عن ملفات إدانة إسرائيل, وهذا هو المهم حاليا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...