كتابك القديم هو كتابي الجديد (مشروع ثقافي تبادلي بلا أعباء مادية)

29-10-2011

كتابك القديم هو كتابي الجديد (مشروع ثقافي تبادلي بلا أعباء مادية)

اختتمت الغرفة الفتية الدولية بدمشق المرحلة الثانية لهذا العام من مشروع حملة التشجيع على القراءة التي تنظمها منذ ثلاثة أعوام وبواقع ثلاث مراحل في كل عام وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية وذلك أمام الدامسكينو مول في دمشق.

وتقوم فكرة المشروع الذي تشرف عليه لجنة تشجيع القراءة في نطاق تطوير الفرد في الغرفة على مبدأ سلة الكتاب التي تحوي عددا من الكتب القابلة للتبديل مع كتب أخرى لمن يرغب بذلك وتحت شعار (كتابك القديم هو كتابي الجديد).

وقال مصطفى عساف مدير المشروع في الغرفة الفتية الدولية لوكالة سانا.. إن الفكرة ظهرت قبل ثلاث سنوات عندما أنشأنا كأعضاء في الغرفة نادياً للكتاب بين بعضنا البعض يتم من خلاله قراءة كتاب ما ومناقشته فيما بعد ومن ثم تطورت هذه الفكرة ليتم تبادل الكتب فيما بيننا ثم رغبنا بتعميمها على الناس لتكون عامة وتحقق الفائدة للجميع.

وأضاف عساف العضو في الغرفة الفتية الدولية منذ عام 2010 أن هذا الحدث هو الثاني لهذا العام ضمن المشروع الذي يمتد إلى ثلاث سنوات مضت مبيناً أن الغرفة تنفذ المشروع في كل عام ثلاث مرات وكانت المرة الأولى في هذا العام في شهر تموز الماضي .

وأوضح عساف أن الظروف هي التي تتحكم بأوقات تنفيذ المشروع في كل عام وفي كل مرحلة وأنهم عازمون على تنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع ضمن هذا العام في الشهرين القادمين مع احتمال تنفيذه مرة أو اثنتين في الجامعات في الفترة القادمة.

وقال عساف إن الفكرة نفذت في دمشق فقط ولم تنفذ في بقية المحافظات كون كل محافظة لها غرفتها وإدارتها ومشاريعها التي تنطلق من الحاجة التي تراها الإدارة مناسبة وملحة وبما يتوافق مع الخصوصية لكل محافظة ومن واقع الظروف والإمكانيات المتاحة.

وبين أن الحاجة كانت ملحة في هذه المرحلة من المشروع لعدد من الكتب التي يجب أن تكون موجودة في السلة ليأتي الناس ويبدلون كتبهم بها وتسير من بعدها الدورة التبادلية ولكن في هذا العام لم تتشجع دور النشر للتبرع بالكتب ما عدا دار أطلس وهنا لجأنا لفكرة بديلة بحيث تبرع كل أعضاء الغرفة وأصدقاؤهم والراغبون بالتعاون بكتبهم القديمة وهكذا انطلق الحدث .

وأشار عساف إلى أن مرتادي سلة الكتب هم من مختلف فئات المجتمع وأغلبهم من الشباب بين أعمار الثامنة عشرة والأربعين عاماً بالإضافة إلى الأمهات اللواتي يحضرن أولادهن لتبديل كتبهم بأخرى ليقرؤوها.

وأوضح أن أغلب الناس علموا بالمشروع من خلال صفحة الفيس بوك التي تعرف الناس بهذا الحدث وأهدافه ويتم تسجيل أسماء الزوار وبياناتهم لمشاركتهم في الأحداث القادمة مبيناً أن عدداً كبيراً من الناس ممن شاهد الحركة في الشارع وتعرفوا على المشروع ذهبوا ليحضروا كتبهم وعادوا لتبديلها.

وكان المشروع في مرحلته الأولى لهذا العام بدل نحو خمسمئة وخمسين كتاباً وفي هذه المرة اقترب العدد من هذا الرقم رغم انشغال الناس بالجامعات والمدارس.

ويتوجه عساف بدعوة دور النشر والمكتبات للمشاركة في هذا المشروع للمساهمة في التشجيع على القراءة ما يعود بالفائدة على المجتمع وعلى الدور أيضا من الناحية التسويقية.

وأشار إلى أن أكثر الكتب التي يتم تبادلها هي الكتب الأدبية وكتب الأعمال والإدارة والكمبيوتر واللغات الى جانب قسم لكتب الأطفال والثقافة العامة.

بدوره يقول أبي الحاج علي نائب الرئيس لنطاق تطوير الفرد في الغرفة الفتية الدولية لعام 2011 إن المشروع يهدف إلى التشجيع على القراءة من خلال فكرة التبادل بالكتب بين الناس دون تخصيص ميزانية لذلك وهذا المشروع يندرج ضمن لجنة تطوير القراءة في نطاق تطوير الفرد.

وأضاف..أن لدى نطاق تطوير الفرد مشروع تشجيع القراءة عند الأطفال الأيتام من خلال محاولة تأمين الدعم لمكتبات المياتم بالكتب وإيجاد السبل لتشجيع هؤلاء الأطفال على القراءة من خلال الأساليب التفاعلية وبالمسابقات والهدايا والجوائز.

وأوضح الحاج علي إن لديهم عدة مشاريع في نهاية هذا العام منها مسابقة فن الخطابة والمناظرة لطلاب الجامعات ويضم هذا المشروع نحو مئة طالب جامعي سيتم تدريبهم على فن الخطابة والمناظرة لمدة أربعة أيام ومن ثم يتم تنظيم مسابقة بينهم حيث سيتم هذا الحدث في نهاية شهر تشرين الثاني المقبل .

كما أن هناك مسابقة أفضل مشروع تطوعي لطلاب الجامعات التي يتم من خلالها تدريب الطالب على كيفية وضع فكرة المشروع وتخطيطه وإيجاد الميزانية له والرعاية والخطة التسويقية وكل ما يتعلق بالمشروع لينطلق ويصبح قابلا للتنفيذ وعندها يصبح المشاركون في المشروع قادرين على تنفيذ أفكارهم التطوعية بين بعضهم البعض دون الحاجة للجمعيات والمنظمات وفي نهاية التدريب سيكون هناك اثنا عشر فريقاً يتبارون على تقديم أفضل خطة مشروع.

وأشار الحاج علي إلى أن المجتمع لدينا يتطور من ناحية فكرة التطوع فحالياً لدى الغرفة الكثير من الطلبات للتطوع ولديها الكثير من الأصدقاء والرعاة والشركاء.

وتستفيد الغرفة الفتية الدولية في سورية من ارتباطها بالغرف الدولية في بقية أنحاء العالم من حيث التدريب والمعلومات والخبرات ولديهم مؤتمر سنوي لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط ومؤتمر سنوي دولي تشارك فيه الغرفة بشكل دوري لتطلع على أفكار الغرف الأخرى وخبراتهم التنظيمية والعملية في المشاريع المنفذة.

كما تشارك الغرفة الفتية الدولية في سورية ضمن مسابقات كثيرة على نطاق الغرف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويبين الحاج علي أن الغرفة حققت مراكز متقدمة في هذه المسابقات ففي العام الماضي حصلت على المركز الأول في فن الخطابة كما أن المشاريع التي تنفذها تنافس من خلالها ضمن مسابقات المؤتمرات الإقليمية والعالمية وحققت ست جوائز في كل من المؤتمرين الأخيرين.

وأوضح الحاج علي أن أغلب الأشخاص الذين يتقدمون للتطوع هم من طلاب الجامعات ومن دون أي مقابل مادي وهذا يعود لإيمانهم بالعمل التطوعي الهادف لتنمية المجتمع والبلد وليخدموا شرائح من هذا المجتمع مثل ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم ومن ناحية أخرى هذا العمل يقدم لهم خبرة عملية في إدارة المشاريع وتنفيذها على ارض الواقع.

الشابة ميسان البقاعي متطوعة بالغرفة الفتية الدولية منذ عام 2009 في نطاق تطوير الفرد وفي هذا المشروع منذ بدايته قبل ثلاثة أعوام عبرت عن حماستها للمشروع الذي تحرص على الاستمرار في التطوع فيه نظرا لنجاحه في السنوات السابقة وطلب الناس لإعادته حتى صار ينفذ ثلاث مرات بالعام.

وقالت البقاعي إن هذا المشروع يتيح لها مساعدة الناس على القراءة دون تكلفة كما أنه ينمي حس التعاون بين فئات المجتمع لصالح فكرة ثقافية راقية ومهمة وهنا تكمن المتعة في العمل التطوعي.

وقال الصحفي غيث حمور الذي بدل كتاباً من كتبه القديمة بآخر من موجودات السلة..إن المشروع مميز في ظل غلاء الكتب وهذا يساعد على نشر الكتاب بين شريحة الشباب مع غياب القراءة في العالم العربي عموماً حسب ما تثبت الإحصاءات مبينا أن مثل هذه المشاريع تحتاج للدعم والتوسع والاعلان عنها بطرق منتشرة أكثر ليستفيد منها اكبر عدد من الناس.

بدورها تقول صفاء رشيد إن فكرة المشروع مهمة فلدى كل واحد الكثير من الكتب التي لم يعد بحاجتها في مكتبته ويحتاج لتجديدها وليس هناك أي مانع في تبادل هذه الكتب مع من يملك البديل المناسب مبينة ان المشروع يقرب الكتاب بشكل ابسط ودون كلفة .

وقالت رشيد التي بدلت خمسة كتب انها علمت بالمشروع من إحدى صديقاتها مبينة أهمية أن يكون المشروع على نطاق أوسع ومعمماً في أكثر من مكان ليستفيد منه الراغبون بالثقافة.

أما صفاء حمود فوجدت في المشروع رداً مناسباً على غلاء الكتاب وعلى الكثير من العادات الاستهلاكية التبذيرية التي يعاني منها مجتمعنا فمن ناحية يشجع المشروع على فكرة التعاون والتبادل الثقافي ومن ناحية ينمي الحرص على الكتب من التلف ولا يحمل المثقف أو محب القراءة اي أعباء مادية إضافية.

يشار إلى أن المشروع في هذه المرحلة من رعاية كل من مركز إس بي إس للتدريب ودار أطلس للنشر ودامسكينو مول وإذاعة أرابيسك.

والغرفة الفتية الدولية جي سي أي هي شبكة عالمية للمواطنين الفعالين الشباب بين عمر 18 الى 40 سنة وتهدف الى تنمية فرص التطوير التي تمكن الشباب من خلق التغيير الايجابي في المجتمع وتنمية المهارات القيادية لديهم من خلال إقامة دورات تدريبية متقدمة وتنظيم مشاريع رائدة على النطاق الفردي و الاجتماعي والأعمال والعالمي.

وتأسست في سورية عام 2004 في دمشق تحت رعاية غرفة التجارة الدولية في سورية ويفوق عدد أعضائها اليوم 800 عضو متواجدين في غرفها بدمشق وحلب وحمص واللاذقية وقيد التأسيس في دير الزور وحماة وتأتي أهمية الغرفة من ارتباطها بأكثر من 500 غرفة محلية في 120 دولة.

محمد سمير طحان

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...