شوقي الماجري: الحب والموت في بغداد 2003

03-03-2009

شوقي الماجري: الحب والموت في بغداد 2003

لا يطرق شوقي الماجري «الطرق المطروقة» إذا استعرنا تعبير هيثم حقي. بعد «الاجتياح» و«أسمهان»، ها هو المخرج التونسي يدخل منطقةً لم تقاربها الدراما العربية، بل حتى السينما. إذ رغم مرور ستّ سنوات على احتلال العراق، فضّل الفنانون العرب الابتعاد عن معالجة حدث بهول سقوط بغداد، وهو الموضوع الذي تناولته السينما العالمية أكثر من مرة. لذا، مَن غير الماجري جدير بدخول هذه المغامرة؟ هو الذي راهن على عمل جريء كـ«الاجتياح» وصنع «تحفةً» تلفزيونيةً كـ«أسمهان».شوقي الماجري يتحدث إلى فراس إبراهيم خلال تصوير مسلسل «أسمهان».
«بغداد: زمن الحب والموت» إذاً، هو العمل الجديد للماجري. المسلسل الذي كتبه الروائي والسيناريست خالد خليفة. تنتجه art مع شركاء آخرين كـ«روتانا خليجية» بميزانية تقدر بأربعة ملايين دولار، وتنفّذه شركة أوغاريت السورية (هلال أرناؤوط) ـــــ التي نفّذت مسلسل «عرب لندن».
يؤدّي دور البطولة في المسلسل الجديد السوري عابد فهد والمصرية غادة عادل. ويشارك فيه عدد كبير من الممثلين العرب من سوريا والعراق ومصر ولبنان وفلسطين وتونس، وممثلين أجانب من تركيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، إلّا أن النسبة الأكبر من المشاركين ستكون من العراقيين والمصريين. وقد قام فريق العمل بالبحث عن ممثلين عراقيين من دول عدة، وهم ـــــ وإن وجد بينهم أسماءً موهوبة ــــ غير معروفين عربياً بالقدر الكافي. وقد تمّ اللجوء إلى مراقبي لهجات ومترجمين لترجمة الحوار وقامت الزميلة علا الشافعي بتحويل المشاهد إلى اللهجة المصرية.
سيجري تصوير «بغداد: زمن الحب والموت» في القاهرة وإسطنبول ودمشق وأماكن أخرى من سوريا كمنطقة نهر الفرات، حيث سيظهر في المسلسل كبديل عن نهر دجلة، كما ستصوّر في المنطقة عينها مشاهد تمثّل منطقة الرمادي العراقية القريبة منها بطبيعتها الجغرافية. ويُنتظر أن تصوّر المشاهد البغدادية في دمشق، كما سيجري إدخال مادة وثائقية محدودة في العمل. ومن المتوقّع أن يبدأ التصوير في أواخر هذا الشهر ليكون العمل جاهزاً للعرض في رمضان المقبل. ورغم سخونة الموضوع وحساسيّته، فإنّ الحديث بدأ يدور عن فرص عدة لعرضه.
وكشف الكاتب خالد خليفة لـ«الأخبار» أنّ القصة تدور حول تجربة المراسلين الصحافيين في العراق قبل ثلاثة أشهر من سقوط بغداد عام 2003 وينتهي بعدها بستة أشهر. ويشير خليفة إلى أنّ هناك ثلاثة محاور أساسية يتناولها العمل هي «المراسلون وتضحياتهم في حرب العراق، وانتهاكات الجيش الأميركي، وآلام العراقيين».
الشخصيتان الرئيسيتان في المسلسل هما ناجي (عابد فهد) المراسل الصحافي السوري الذي يعمل في إحدى وكالات الأنباء التي تتخذ من القاهرة مقراً لها، وناهد جلال (غادة عادل) الصحافية المصرية. هكذا، تنشأ قصة حب بينهما في بغداد. «أريد تقديم عمل مشوّق، ونقل آلام المراسلين الصحافيين، كما أرغب في تصوير عمق العلاقات الإنسانية، وكيف ينشأ الحب في ظروف مماثلة» يقول الكاتب. ويؤكد أنّ العمل لن يكون سياسياً، وإن حضرت السياسة فعبر «التفاصيل التي تهم الدراما، وليس من خلال تعقيدات الوضع العراقي». وإن كانت السياسة غائبة، فإن الكاتب يصرّ على أن العمل ليس «محايداً» فهو معني بفضح الاحتلال، وسيضم مشاهد تصوّر الفظائع التي ارتُكبت في سجن أبو غريب.
وعن اختياره هذا المدخل ـــــ أي الصحافيين ـــــ لمقاربة الحدث العراقي يقول خليفة «استهداف القوات الأميركية للصحافيين كان حدثاً بارزاً، إذ عُدّ هؤلاء طرفاً في المعركة، وهذه هي المرة الأولى التي يجري التركيز فيها على حياة المراسلين في الدراما، هم الذين لديهم إيمان بقضية الإعلام، دفعوا أثماناً باهظة. العمل تحية إلى أرواحهم».
ويلفت الكاتب السوري إلى أنّه استشار عدداً من المراسلين، كنجوى قاسم من «العربية» التي أرسلت إليه يومياتها في بغداد، وأجابت عن عدد من الاستفسارات. «عمل كهذا وأعمال كـ «التغريبة الفلسطينية» و«الاجتياح» تشجّع الدراما العربية على تناول قضايا حقيقية» يوضح خليفة، ولا ينسى التذكير بالعدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006 الذي يستحقّ بنظره أكثر من عمل، إضافةً إلى مذبحة غزة «الدراما العربية مقصّرة رغم الإمكانات المتوافرة لنقول رأينا، بعيداً عن المناكفات السياسية».

مقبرة الصحافيين

شهد العراق سقوط العدد الأكبر من الصحافيين في العالم، فقد قُتل فيه 284 صحافياً منذ بدء الغزو الأميركي عام 2003 حتى نهاية 2008 بحسب الاتحاد الدولي للصحافيين في بروكسيل. وتشير لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك إلى أنّ 13 صحافياً قتلوا في العراق حتى نهاية 2003، وتعدّ هذه أكبر حصيلة لقتلى الصحافة في بلد واحد خلال عام. وكان الثامن من نيسان (أبريل) 2003 اليوم الأكثر دموية للصحافة، إذ قتلت النيران الأميركيّة تاراس بروتسيوك، المصور الأوكراني في وكالة «رويترز»، وخوسيه كوسو، المصور الإسباني لشبكة التلفزيون الخاصة «تيليثينكو». وطارق أيوب، مراسل قناة «الجزيرة». وبين الصحافيين الذين قتلوا عام 2003 المصوّر الفلسطيني لتلفزيون «رويترز» مازن دعنا الذي قتل برصاص جنود أميركيّين في بغداد.

عمر المختار

لن يكتب خالد خليفة مسلسل «عمر المختار» رغم توقيعه العقد. العمل الذي يُخرجه شوقي الماجري وتنتجه قناة «الليبية» و«شركة طارق زعيتر» الأردنية أصبح مصيره مجهولاً بعد تراجع المنتج. وكان خليفة الذي اختير لكتابة المسلسل قد أعدّ المادة التاريخية، ثم توقّف ليبدأ بكتابة «بغداد» المشروع الذي يحتفظ به منذ سنتين.

منار ديب

المصدر: الأخبار

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...