خامنئي يقترح وحدة إيران والعراق وتركيا وسوريا

20-08-2009

خامنئي يقترح وحدة إيران والعراق وتركيا وسوريا

قدم الرئيس بشار الاسد، الى نظيره الايراني محمود احمدي نجاد في طهران امس، اكثر من مجرد تهنئة على إعادة انتخابه رئيسا لأربع سنوات مقبلة، التي اعتبرها درسا للاعداء والغربيين، واشار الى ان اللقاءات التي تعقد بين رئيسي جمهورية البلدين هي «من اجل إيصال رسالة الى البلدان البعيدة وبلدان المنطقة لان ذاكرتهم ضعيفة وهم ينسون الدروس التي تلقوها سابقا»، والتي قال انها ستفتح ابواب المجتمع الدولي على مصراعيها امام سوريا وايران في الفترة المقبلة. خامنئي مستقبلاً الأسد بحضور نجاد في طهران أمس
الرئيس الايراني عزز «ثقة» الاسد بالانفتاح الغربي على البلدين، قائلا ان العالم أدرك ان «النظريات الغربية وصلت الى نهاية الطريق ولذلك ينشدون مساعدة وتعاون ايران وسوريا»، فيما كان مرشد الجمهورية الايرانية آية الله السيد علي خامنئي يصف «الوحدة» بين ايران وسوريا بانها «تجسد المقاومة في المنطقة»، داعيا الى «تعزيز جبهة المقاومة في الشرق الاوسط».
وتحدث الرئيس الإيراني في القمة غير الرسمية مع نظيره السوري، فأكد أن البلدين «يقفان في خندق واحد ضد أطماع الغرب»، مضيفا أن الأوضاع في المنطقة «تتغير بسرعة لصالح المقاومة وشعوب المنطقة وأن على ايران وسوريا توظيف كل حدث سياسي لصالحهما». وأشار نجاد الى أنه «في ظل الظروف العالمية الجديدة، فان المسؤولية باتت اكثر جسامة». لكنه اضاف ان هذه الظروف أوجدت «فرصا جديدة يتوجب علينا استغلالها بأحسن وجه لصالح شعوب المنطقة». وتابع ان «العالم أدرك اليوم بان النظريات الغربية وصلت الى نهاية الطريق ولذلك ينشدون مساعدة وتعاون ايران وسوريا»، لافتا الى «جهود الغرب للحد من تنامي فكر المقاومة بين أوساط شعوب المنطقة».
من جهته، قدم الاسد التهاني لنظيره الايراني لمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لولاية ثانية، قائلا ان «ما حدث في ايران كان حدثا عظيما وشكل درسا كبيرا للأجانب ولذلك فانهم يشعرون بسخط كبير حيال هذا الامر». ولفت الى ان «العلاقات القائمة بين البلدين هي اكثر متانة ورسوخا من ان يريد رئيسا جمهورية البلدين التأكيد عليها»، مشيرا إلى ان «اللقاءات التي تعقد بين رئيسي جمهورية البلدين هي من اجل إيصال رسالة الى البلدان البعيدة وبلدان المنطقة لان ذاكرتهم ضعيفة وهم ينسون الدروس التي تلقوها سابقا».
ولفت الأسد إلى ثقته التامة بأن «أبواب المجتمع الدولي ستفتح على مصراعيها امام ايران وسوريا خلال الفترة المقبلة». وأدان مجددا التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية، معتبرا «ان السبب الرئيسي وراء تدخلات الأعداء والغربيين هو ألا يسمحوا بتكرار الانتصارات المتتالية لإيران وسوريا في الأعوام الأربعة المقبلة». وأضاف «إنني على يقين بان انتخاب الشعب الإيراني (للرئيس أحمدي نجاد) هو تأكيد جديد على ان تواصل إيران وسوريا سياساتهما السابقة في المنطقة».
وتوج الاسد زيارته بلقاء مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي الذي قال ان «الوحدة بين ايران وسوريا تجسد المقاومة في المنطقة»، داعيا الى «تعزيز جبهة المقاومة في الشرق الاوسط». وأشاد بالتقارب بين سوريا والعراق، معتبرا ان «الوحدة بين ايران والعراق وتركيا وسوريا ستكون مفيدة للمنطقة برمتها».
وخلال محادثاته مع وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، قال الاسد ان «المشاورات بين طهران ودمشق من شأنها ان تؤدي دوما الى ترسيخ وتوطيد العلاقات بين البلدين، وان تعمل عبر المزيد من المشاورات والتدابير الأكثر منهجية لإحباط المخاطر الناجمة عـــن التحـــديات الجارية في المنطقة وتحــــويلها الى فـــرص لخدمة أهــدافهما السامية».
ورد وزير الخارجية الإيرانية بالقول ان «على أوروبا في المرحلة الجديدة لرئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية مواءمة نفسها مع الحقائق الجديدة». واعتبر «ان العلاقات بين إيران وسوريا تستوجب في ظل الأحداث الجارية في المنطقة تعزيز وتكثيف المشاورات بين البلدين وتوسيع نطاق التعاون الثنائي ليشمل الدول الصديقة في المنطقة لتوجيه الفرص الاقتصادية الجادة نحو خدمة ورفاهية وتقدم وامن المنطقة»، مشددا على ان نتائج الانتخابات الرئاسية وفرت الأرضية للمزيد من تعميق العلاقات بين طهران ودمشق.
سريعة كانت زيارة الأسد إلى طهران. لكن الأهمية لا تقاس بالمدة الزمنية، فكلام الحلفاء لا يحتاج الى الكثير من المقدمات والشروحات. هو كلام مباشر هدفه التشاور والتنسيق. وفي حالة الأسد في زيارته الطهرانية السريعة، اقتراح بعض الخطوات، لاسيما في ما يتعلق بـ«القضايا العالقة»، كمسألة الفرنسية كلوتيلد ريس، وربما نقل رسائل في ما يتعلق بالملف الأبرز بالنسبة للمجتمع الدولي مع إيران، ألا وهو الملف النووي.
ولعل النفي الإيراني المتكرر لرواية الرسالة الفرنسية التي يحملها الرئيس الأسد، له ما يبرره في إيران، التي تريد ان تخرج علاقتها بالحليف سوري من ساحة الأخذ والرد والتأكيد أمام الجميع على أنها علاقة تكامل وتعاون، لكنها في الوقت ذاته لا تحتمل تأثير أي طرف على الأخر في مواضيع ذات أبعاد أجنبية ولاسيما غربية. ولذا أصر معظم الحاضرين من الوفد السوري المرافق للأسد والمسؤولين الإيرانيين الحاضرين، على نفي أي هدف للزيارة، سوى ما حكي عن بحث في القضايا التي تهم البلدين وسبل تطويرها، وتوجيه التهنئة الى الرئيس محمود احمدي نجاد.
لكن ما هي هذه القضايا؟ بحسب المعلومات، فقد تم البحث في عناوين متعددة، منها ما يعني البلدين بشكل مباشر، ومنها ما يعني المنطقة بشكل عام. وإذ جاءت الزيارة الرئاسية السورية غير الرسمية بعد يوم واحد فقط على زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى دمشق، وضع الملف في بلاد الرافدين في مرتبة عالية على جدول المباحثات، في ظل ما يحكى عن أيد متعددة تعبث في الداخل العراقي، منها الهادف لإيصال رسائل خاصة إلى طهران، التي أعلنت أكثر من مرة عن دعمها للعملية السياسية في البلاد.
ومن الأمور التي تم التباحث فيها ايضا، الملف الفلسطيني في ظل ما يحكى عن حوار إيراني متقطع مع حركة فتح، بدأه وزير الخارجية منوشهر متكي في قمة حركة عدم الانحياز الأخيرة في شرم الشيخ بلقائه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، واستتبع عبر وسائل الإعلام والرسائل المباشرة وغير المباشرة.
لبنان كان حاضرا أيضا على جدول أعمال الرئيسين، لاسيما في ظل انقلاب واضح في الوضع السياسي، تحديدا بعد سلسلة المواقف الأخيرة. ولعل الملف اللبناني كان الأقل بحثا كون العقد الرئيسية التي كانت تمثله، فكت بمعظمها.
وعلى الصعيد الثنائي، جرى البحث في التعاون العسكري والاقتصادي. وفي الملف الأخير، تبدو العلاقة متجهة إلى مزيد من التقارب حيث افتتحت مصانع إيرانية في سوريا، فيما يتوجه العديد من المستثمرين السوريين إلى طهران، في ظل تسهيلات تقدم من قبل السلطات الإيرانية المختصة، في بلد يتخطى عدد سكانه السبعين مليون نسمة، ما يجعله من أكبر الأسواق في المنطقة.
لكن الأهم هو ما حكي عن كلام حمله الأسد إلى الإدارة الإيرانية الجديدة القديمة حول الملف النووي والحوافز المقترحة والضمانات المقدمة. لكن ردا إيرانيا على هذا الأمر لم يصدر بعد، لا بشكل مباشر ولا غير مباشر. حتى أن كلاما نسب إلى سفير طهران لدى الوكالة الدولية للطاقة النووية في فيينا عن انفتاح على التفاوض مع كل دول العالم من دون أي شروط تم نفيه في وقت سابق.

علي هاشم

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...