تفاؤل روسي حول سوريا..وواشنطن تحذر من "مواجهة"

23-09-2015

تفاؤل روسي حول سوريا..وواشنطن تحذر من "مواجهة"

اعتبرت واشنطن، اليوم الأربعاء، أن الدعم العسكري الروسي للرئيس بشار الأسد، "قد يثير خطر حدوث مواجهة مع قوات التحالف الدولي" التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"-"داعش"، فيما أكد مصدر ديبلوماسي روسي أن بلاده تنظر بتفاؤل إلى إمكانية توحيد الجهود لتسوية الأزمة السورية، وذلك بعد يوم من دعوة لندن وباريس إلى "تفعيل العملية السياسية" المتعلقة بهذا الملف.
وفي مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من دعم موسكو العسكري للأسد في الحرب السورية التي دخلت عامها الخامس.
وأضاف كيري "هذه التصرفات قد تفضي إلى مزيد من التصعيد في الصراع، وقد تؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح البريئة، وستزيد تدفق اللاجئين وتخاطر بمواجهة مع قوات التحالف التي تقاتل داعش في سوريا".
ولكن في مقابل التحذير الأميركي، تنظر موسكو بتفاؤل إلى إمكانية توحيد الجهود لمكافحة تنظيم "داعش" وتسوية الأزمة السورية، معتبرةً أن الفشل في توحيد الجهود في هذا المجال "يهدد بوقوع كارثة حقيقية"، بحسب ما أفاد مصدر ديبلوماسي.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن واشنطن "يجب ألا تقترح تغيير الحكم في سوريا في حال تمسكها ببيان جنيف".
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إنه "إذا كانت الولايات المتحدة تتمسك ببيان جنيف الذي دعمه المجتمع الدولي ووقعته واشنطن، فكيف يمكن الحديث عن طرح شخصيات أو سيناريوهات لتغيير السلطة أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة"، لافتة إلى أن "السوريين هم الذين يجب أن يقرروا مستقبل بلادهم"، ومعتبرة أن "واشنطن في حال طرحها الخطط لتغيير السلطة يجب أن تسحب توقيعها من بيان جنيف".
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا "لا تناقش التغييرات السياسية في سوريا مع غيرها من الدول"، مؤكداً أن "الشعب السوري هو فقط الذي يناقش مستقبل بلاده ويتخذ القرارات".
أوروبياً، وفي سياق الإنعطافة التي أظهرتها بعض الدول حيال الملف السوري، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، "ضرورة تفعيل العملية السياسية" في سوريا، مبديان رغبتهما "في العمل سويا" للوصول إلى حلول للأزمة.
وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية إن هولاند وكاميرون أجريا خلال لقائهما في مقر الإقامة الصيفي لرئيس الوزراء البريطاني في تشيكيرز وسط انكلترا، "مباحثات معمقة ومفصلة، عرضا خلالها وجهات نظرهما ولا سيما في ما خص سوريا وليبيا".
ووصف المصدر الفرنسي  تبادل وجهات النظر بين كاميرون وهولاند "بالخطوة المهمة"، محذراً من أن "غياب الاستقرار يؤدي إلى تفاقم أسوأ ازمة للاجئين في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".
وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية، من جهتها، في بيان أن كاميرون وهولاند اتفقا على أن "جزءا كبيراً من الرد على أزمة اللاجئين يجب ان يكون في ايجاد حل للوضع في سوريا".
وشدد الزعيمان على ضرورة أن تقر القمة الأوروبية الطارئة في بروكسل، اليوم الاربعاء، "تقديم مساعدة للدول المجاورة لسوريا لتمكين المزيد من اللاجئين من البقاء فيها".
وقال المتحدث باسم كاميرون، إن رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي اتفقا على أنه "على الدول الأوروبية ان تبذل مزيداً من الجهود من أجل إعادة الذين لا يملكون اسباب اللجوء الى بلدانهم".
من جهة ثانية، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مسؤول أميركي لم تسمه، أن المبعوث الأميركي لـ"التحالف الدولي" ضد تنظيم "داعش" جون ألن، سيترك منصبه قريباً بسبب الانتقادات لاستراتيجية مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيم.
وقال المسؤول إنه من المرجح أن يحل محل آلن، المبعوث الاميركي الخاص الى المنطقة المكلف شؤون مكافحة تنظيم "داعش"  بريت ماكغورك، وهو كان الرجل الثاني بعد آلن.
ويأتي رحيل ألن في الوقت الذي تتعرض فيه استراتيجية الولايات المتحدة للقضاء على "داعش" لانتقادات حادة، خاصة في سوريا، حيث كانت الخطة ترتكز على تدريب مقاتلين "معتدلين" في المشهد السوري الفوضوي.
وعلاوة على ذلك، فإن وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" تحقق في مزاعم بشأن قيام كبار المسؤولين العسكريين بإدخال تغييرات على التقديرات الإستخبارية، لجعلها تبدو كما لو أن الحرب ضد "داعش" تسير بشكل أفضل مما كانت عليه.


وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...