بريجنسكي: ما يجري في سورية سببه نظاما الاستبداد في قطر والسعودية.. على واشنطن البحث عن حل مع روسيا والصين

27-06-2013

بريجنسكي: ما يجري في سورية سببه نظاما الاستبداد في قطر والسعودية.. على واشنطن البحث عن حل مع روسيا والصين

أجمل زبيغينيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأسبق في البيت الأبيض رؤيته لما يجري في سورية بأنه يشكل انخراطا غير مفهوم من قبل واشنطن في مساعي قطر والسعودية كجزء من استراتيجية إسقاط الأنظمة في المنطقة لمصلحة إسرائيل معتبرا أن الانخراط بتسليح المعارضة يضر بمصداقية واشنطن وقد يساهم في النهاية بتقوية أعدائها كما رهن الحل بتعاون واشنطن مع روسيا والصين والهند وقوى آسيا التي تريد الاستقرار في المنطقة على عكس بريطانيا وفرنسا صاحبتي التاريخ الاستعماري والمكروهتين في المنطقة.

واعتبر بريجنسكي في حوار مع صحيفة ناشيونال انترست الأمريكية المتخصصة بالسياسة الخارجية أن "السياسة الأمريكية تجاه سورية تحتاج إلى توضيح حتى يمكن فهمها" إذ إنه من غير المفهوم "لماذا انخرطت واشنطن في المساعي القطرية السعودية لإسقاط النظام في سورية".

ولفت بريجنسكي إلى أنه في بداية 2011 اندلعت الأحداث في سورية "بتحريض من قبل اثنين من الأنظمة الاستبدادية المعروفة في الشرق الأوسط هما قطر والسعودية" وفجأة تم الإعلان أن على القيادة السورية أن "ترحل" وعلى ما يبدو فإن واشنطن انخرطت في ذلك دون أي استعداد حقيقي لتحقيق ذلك.

وأشار بريجنسكي إلى أنه من الواضح أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لديه "مشكلة صعبة وهناك جوانب غامضة في قرار الانخراط في سورية "مشيرا إلى أن توقيت التدخل فيما يجري في سورية منذ مطلع 2011 لم يكن مناسبا لإدارة باراك أوباما التي كانت تتحضر لعام الانتخابات ومع ذلك وقعت ضحية دعاية من نوع ما.

وقال بريجنسكي المستشار في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية وأستاذ أبحاث في مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكينز إن الاستخبارات الأمريكية المركزية سي آي ايه في عهد الجنرال ديفيد بترايوس بذلت "جهودا واسعة النطاق لمساعدة القطريين والسعوديين وربطهم بطريقة أو بأخرى مع الأتراك في تلك الجهود" متسائلا "هل كان ذلك موقفاً استراتيجياً .. لماذا قررنا فجأة زعزعة الاستقرار وإسقاط الحكومة في سورية .. هل تم تفسير ذلك للشعب الأمريكي".

وأوضح بريجنسكي أن العام 2012 قدم صورة أوضح لما يجري في سورية حيث "تحول تيار الصراع إلى حد ما ضد "المسلحين" وبات من الواضح أنه ليس كلهم ديمقراطيين ولذلك بدأت إعادة النظر في كل السياسة الأمريكية المتبعة "مشيرا إلى أنه "لا بد من توضيح كل هذه الأشياء حتى يتمكن المرء من أن يتفهم بشكل أفضل ما هو هدف السياسة الأمريكية بالتحديد".

وعبر بريجنسكي عن قناعته بأنه ربما يكون من الأفضل لأمريكا "معالجة الوضع في سورية مع روسيا على انفراد والانخراط مع الصين والهند واليابان التي لديها مصلحة في أن يكون الشرق الأوسط أكثر استقرارا "محذرا من أن الاعتماد" على قوى استعمارية سابقة في المنطقة مثل "فرنسا وبريطانيا" المكروهتين حقاً في المنطقة يقلل فرص النجاح".

وحذر بريجنسكي من أن "المشكلة في سورية هي زعزعة الاستقرار وأثرها المعدي .."ضعف الأردن ولبنان" وإمكانية أن تصبح العراق جزءاً من صراع "طائفي" واحتمال أن يحدث تصادم كبير بين الولايات المتحدة وإيران "مشيرا إلى أن "الرهانات اليوم باتت أكبر والوضع لا يمكن التنبؤ به".

ورجح بريجنسكي أن يكون ما يجري في سورية "جزءا من الاستراتيجية الأمريكية التي بدأت مع احتلال العراق لإنشاء تأثير دومينو في الشرق الأوسط نعمل فيه على الإطاحة بنظام تلو الآخر" على اعتبار أن المحافطين الجدد يعتقدون أن "وجود دولة سورية واعية "بالمقاييس الأمريكية" سيصلح ما حدث أصلاً في العراق" محذرا من أن "الوضع الإقليمي ككل أكثر تقلباً مما كان عليه عند غزو العراق".

ولفت بريجنسكي إلى أن وجهات نظر الأمريكيين اليوم "قد تكون متركزة على فكرة يتشارك فيها معهم بعض الأعضاء في اليمين الإسرائيلي وهي أن الآفاق الاستراتيجية لإسرائيل ستتحقق بشكل أفضل إذا ما تمت زعزعة استقرار جميع جيرانها" إلا أنه أشار إلى أن ذلك نفسه قد يسبب الكارثة لإسرائيل على المدى البعيد "لأن نتيجتها الثانوية في حال حدوثها ستتمثل في القضاء على النفوذ الأمريكي في المنطقة وترك إسرائيل لوحدها وهذا ليس جيدا من وجهة نظر المصلحة الأمريكية الوطنية".

وبخصوص نية واشنطن تسليح "المعارضة" في سورية عبر بريجنسكي عن خشيته "أن تقبل واشنطن على تدخل غير فعال.. فهناك ظروف لا يكون فيها التدخل حلاً جيدا وما تتحدث عنه الادارة يعني زيادة مساعداتنا لأقل القوات فعالية في أحسن الأحوال ويلحق الضرر بمصداقيتنا وفي أسوأ الأحوال فإنه قد يقوي الجماعات التي تحمل ضدنا عدائية أكبر من غيرها".

وعن دور إسرئيل وموقعها فيما يجري قال بريجنسكي إن دخول المنطقة في اضطرابات قد يجعل "إسرائيل أكثر قوة لأنه لن يكون هناك أي أحد في الطريق" لكن ذلك يبقى على المدى القصير أما على المدى الطويل "فإن منطقة معادية مثل هذه لا يمكن أن تخضع للسيطرة حتى من قبل إسرائيل المسلحة نووياً ومن المرجح أن تفعل لإسرائيل ما فعلته بعض الحروب بنا على نطاق أصغر فتؤدي إلى إتعابها وإضعاف معنوياتها وستتسبب بنوع من الكارثة في النهاية لا يمكن التنبؤ بها في هذه المرحلة لأننا لا نعرف ما سيكون الوضع عليه عندها".

وسخر بريجنسكي من أصحاب الرأي القائل بأن إسرائيل يمكنها أن تسيطر على المنطقة مهما بلغت من القوة العسكرية بالقول "إن فكرة أن يسيطر أحد ما على منطقة من خلال "دولة" قوية وذات دوافع لكن لا يتجاوز عدد سكانها 6 ملايين هي مجرد حلم جامح".

وضحك بريجنسكي من دعاة "التذرع بدوافع أخلاقية وإنسانية للتدخل الأمريكي في سورية الذي تحاول وسائل الإعلام الترويج له" ورد بضحكة حسب وصف الصحيفة قبل أن يقول "إن الولايات المتحدة بلاد لديها عواطف جيدة لكن لديها معرفة بسيطة بشؤون العالم.. على افتراض أن المزيد من الأسلحة من هذا أو ذلك النوع سيحقق ما يرغبون به فهل يعلم أصحاب هذا الرأي أن التعقيدات الخفية ستقوم بجذبنا أكثر وأكثر للانخراط في حرب إقليمية أكبر في نهاية المطاف مع منطقة أكثر عدائية لنا مقارنة بالعداء الحالي ويمكن ان يكون ذلك كارثة بالنسبة لنا لكن المواطن الأمريكي العادي لا يعلم ذلك لانه لا يقرأ الكثير عن شؤون العالم".

سانا :ترجمة  باسمة كنون

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...