الفايننشال: أنقرة في ورطة لا تعرف كيفية الخروج منها بسبب الازمة السورية

29-09-2012

الفايننشال: أنقرة في ورطة لا تعرف كيفية الخروج منها بسبب الازمة السورية

لفتت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى انه "مع تفاقم الحرب الأهلية في سوريا، رحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بلاجئي سوريا في اسطنبول". وأشارت إلى أنه "خلال خطابه مع رجال الدين من مختلف أنحاء المنطقة في حفل خاص عقد هذا الشهر، هاجم أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد، وندد بالطائفية ودعا الحضور بدعم نضال الشعوب العربية من أجل التحرر".
لكن الصحيفة اعتبرت أن "خطاب أردوغان جاء في وقت أصبح فيه موقف تركيا أكثر صعوبة مما كان قبل بضعة أشهر". ونقلت عن أحد المسؤولين الأتراك قوله "أخذنا كل شيء على عاتقنا. لكن هذه ليست مشكلتنا، بل هي مشكلة دولية. لقد فعلنا ما بوسعنا". وأشارت الصحيفة إلى أنه "في الأيام القليلة الماضية أغلقت تركيا المدارس على الحدود خوفا من أن تطالها أيادي القمع في سوريا، وباتت تجاهد الآن لاستضافة أكثر من 100 ألف لاجئ، فضلا عن معاناتها من هجمات قاتلة شنها متمردون أكراد".
وأشارت الصحيفة إلى "خطورة الأزمة السورية، حيث قالت إن خطرها قد يساهم في تضرر جيران آخرين بشكل أكبر من هذا الصراع الدموي"؛ لافتة إلى أن "لبنان عرضة بشكل كبير إلى الصراع الطائفي، والأردن لديه لاجئون سوريون أكثر من تركيا لكن موارده أقل. بيد أن تركيا بشكل خاص وقعت في ورطة بعد حملتها المناهضة ضد الأسد والتي قالت إنها أدت إلى إضعاف طموحاتها التي تنامت خلال السنوات الأخيرة".
وتابعت الصحيفة أنه "مع احتدام القتال وجدت تركيا نفسها في مواجهة مع الدول المجاورة، وعلى خلاف مع الحلفاء، وتتعرض لمعاناة جراء ما تواجهه من تحديات كبيرة على أراضيها"، مؤكدة أن "ورطتها ليست مجرد مثال على عدم الاستقرار التي يصدر إليها من سوريا وصعود الطائفية، بل إنه يكشف أيضا كيف أن نقاط الضعف الإقليمية والمحلية يمكن أن تشكل عبئا حتى على قوة متصاعدة مثل تركيا". وأوضحت أن "واشنطن تعتبر أن لتركيا دورا محوريا في الإطاحة بالأسد، لكن هذه المهمة باتت تشكل عبئا ثقيلا لا تتحمله أنقرة".
ونقلت عن دبلوماسي دولي رفيع، قوله "تم سحب الأتراك في هذا الصراع على نحو لم يكن متوقعا من قبل. قام الأتراك بعمل لا يصدق في استضافة اللاجئين، لكن ما يواجهونه الآن يشبه الكارثة". وأشارت الصحيفة إلى أنه "قبل 3 أو 4 سنوات مضت كانت تركيا تمتلك سياسة خارجية قوية وعلاقات جيدة مع الدول المجاورة، وكانت تتباهى بعلاقاتها مع نظام الأسد في سوريا. لكن اليوم تدهورت علاقاتها مع الدول المجاورة، ليس سوريا فحسب بل أيضا مع إيران، الداعم الرئيس لدمشق، أيضاً مع العراق التي أعلنت تركيا هذا العام أنها "دولة معادية". كما تعرضت تركيا لإحباط عميق مع حلفائها القدامى في الغرب، خاصة الولايات المتحدة، التي امتنعت عن تأييد مسعى لإقامة منطقة عازلة في سوريا خلال المناقشات المشحونة في حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة". ونقلت الصحيفة عن بولنت أليريزا بولنت من مركز أبحاث الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله "الرئيس أوباما يفضل المضي في مسار النضال الذي استمر طويلا، مثل أفغانستان في الثمانينيات، لكن هذا ليس جيدا بما فيه الكفاية لتركيا. إنها لا تريد أن تكون مثل باكستان، التي أصبحت قاعدة متقدمة للمتمردين الأفغان".

                                                                                                                    النشرة اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...