الأسديدعو للوقوف مع لبنان:لن نضحي بعلاقاتنا مع العالم من أجل إسرائيل

05-06-2008

الأسديدعو للوقوف مع لبنان:لن نضحي بعلاقاتنا مع العالم من أجل إسرائيل

اعتبر الرئيس بشار الأسد، أمس، أنّ الوضع الحالي في لبنان يبعث على التفاؤل، لكنه أوضح أنّ هذه النظرة متوقفة على مدى جدية اللبنانيين في الخروج من الحالة الطائفية، داعياً العرب إلى الوقوف مع لبنان وليس نيابة عنه. كما جدّد تأكيده أنّه ليست هناك مشكلة لسوريا مع مصر والسعودية، مشدداً على أنّ دمشق لن تضحي بعلاقاتها مع العالم من أجل السلام مع إسرائيل.
وقال الأسد، في لقاء مع الإعلاميين في ختام زيارته إلى الكويت، إنّ سوريا باعتبارها رئيسا للقمة العربية الحالية تسعى إلى زيارة كل الدول العربية، لكنه أوضح أنّ ذلك «يرتبط برغبة كل من الدول الشقيقة».
وأضاف الأسد أنه سيقوم بزيارات إلى عدد من الدول العربية «عندما يتم وضع جدول مواعيد تتلاءم وظروف قادة تلك الدول»، وأكد الأسد حرص سوريا على وحدة الصف العربي وعملها الدؤوب لتحقيق ذلك منذ ما قبل قمة دمشق بوقت طويل، مشيرا إلى الدور الذي قامت به الكويت ودول عربية أخرى بهذا الصدد، «ولكن كل الجهود فشلت».
وأضاف انه ليست ثمة مشكلة لسوريا مع مصر والسعودية «فنحن كعرب نختلف في وجهات النظر»، لكنه اعتبر أن «المطلوب هو أن نكون طبق الأصل عن بعضنا البعض، وهذا مستحيل».
وأعرب الأسد عن تفاؤله بتحقيق نتائج ايجابية في هذا الجانب لا سيما بعد محادثاته مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح،
معتبراً أنه «إذا كان موضوع لبنان كما قيل هو سبب الخلاف، فهذا الموضوع قد تم حله الآن، ولا ضرورة لأن تمر علاقة سوريا بأية دولة عربية عبر دولة أخرى».
وأضاف «لو سألتموني هل من مشكلة لسوريا مع مصر والسعودية أكرر لكم انه ليست ثمة مشكلة من جانبنا، وكما قلت من قبل ليس المطلوب التطابق في المواقف، ونحن نريد أن تتراوح علاقة دولنا بين حدين أدناهما ألا تتضرر دولة من أخرى، وأقصاهما أن تساعد كل منهما الأخرى لذا يجب التحرك بين هذين الهامشين والالتزام بذلك».
ورأى الأسد أنّ الوضع الحالي في لبنان يدعو إلى التفاؤل، لكنه أوضح أنّ النظرة المتفائلة تعتمد على مدى الجدية اللبنانية في الخروج من الحالة الطائفية، معتبراً أنّ «لبنان كان على حافة الانفجار ولم يعد كذلك بعد اتفاق الدوحة».
وأشار الأسد إلى وجود «فارق كبير في وقوف العرب مع لبنان، فهل نقف مع لبنان أم نيابة عنه»، مؤكداً أنّ ثمة خطأ في رغبة البعض من سوريا أن تحل محل اللبنانيين وتأخذ قرارا عنهم.
وتابع «يجب أن نفهم كعرب أن دورنا هو أن نساعد لبنان، ولكن يبقى الحل الأساسي والتطور وتحسين الأوضاع والتفاؤل يعتمد على لبنان وليس علينا».
وعن موعد اعتراف سوريا بسيادة لبنان وإقامة تمثيل دبلوماسي معه، قال الأسد «لقد اعترفنا بلبنان عام 1976 ولم يكن موضوع السفارات مطروحا، حيث كان المجلس الأعلى السوري اللبناني يحل محل السفارة وكانت له بنية ديناميكية». وتساءل «كيف لا نعترف بلبنان وبيننا اتفاقيات رسمية، وكيف يتم توقيع اتفاقية رسمية تشمل الحدود والجمارك والزراعة والعلاقات مع طرف لا تعترف به؟».
وجدد الأسد تأكيده أنّ موضوع السفارات «مطلب سوري طرحناه عام ,2005 بناء على الظروف المستجدة» معتبراً أن وجود السفارات لا يعني علاقات جيدة «لذلك لم يكن مناسبا فتح سفارة والعلاقة غير جيدة مع لبنان».
وأضاف «كان شرطنا أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية أولا، وأن تكون العلاقات جيدة معها، ومن البديهي أنه إذا كانت هناك حكومة وحدة تمثل كل الأطراف اللبنانية فستكون علاقتنا بها جيدة»، موضحاً أنه «عندما تتهيأ هذه الظروف فسنتبادل قريبا السفارات مع لبنان بعد دراسة وضع المجلس الأعلى السوري ـ اللبناني».
وعن التعاون مع لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قال الأسد انه بعد عملية الاغتيال مباشرة كان هناك تعاون بيننا وبين لجان التحقيق المختلفة، مشدداً على وجود «مفهوم خاطئ في ما يتعلق بدور أجهزة الأمن السورية في لبنان، لأن البعض يعتقد أن أجهزة الأمن السورية كان من مهامها حماية الشخصيات اللبنانية، وهي لم تكن مسؤولة عن هذا الدور، بل مسؤولة أولا عن حماية القوات السورية في لبنان، وهناك أربعة أجهزة أمنية لبنانية هي المسؤولة عن أمن لبنان».
وحول ما أثارته وسائل إعلامية عن تورط لأجهزة عربية باغتيال القيادي في «حزب الله» الشهيد عماد مغنية قال الأسد «ليس لدينا أي دليل على الإطلاق عن ضلوع أي دولة عربية باغتيال عماد مغنية والأمر لا يعدو كونه شائعات، ولو توافرت معلومات واضحة فسنعلنها في أقرب فرصة».
وحول المفاوضات السورية الاسرائيلية، قال الاسد «نحن الآن نجس النبض، وهذا يعني استعادة الجولان المحتل، وفي حال وصلنا لحل هذه المسألة فتبقى الأمور الأخرى التي هي الجزء الثاني من المفاوضات».
وعما إذا كانت سوريا ستضحي بعلاقاتها مع إيران وحزب الله وحماس في مقابل السلام مع إسرائيل قال الأسد «نحن لا نقبل بوضع شروط علينا تختص بدول لا علاقة لها بمسار السلام، فهل نقيم علاقات مع إسرائيل ونخسر علاقاتنا بالعالم»، منتقداً الاتهامات الأميركية بأن سوريا ترعى تنظيمات «إرهابية». وعن الانفتاح الفرنسي على سوريا أشار الأسد إلى أنّ «دمشق تثمن دور باريس»، الذي وصفه بأنه «مهم وعامل توازن في مواجهة الدور الأميركي»، معتبراً أنّ «الدور الفرنسي كان مرتبطا بالتطورات التي وقعت وهو أمر طبيعي للكثير من الدول».
ونفى الأسد صحة ما يثار في شأن وجود مخطط سعودي لقلب نظام الحكم في سوريا، وقال «كله كذب، ولم أسمع بهذا المخطط إلا في وسائل الإعلام».

المصدر: كونا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...