الأسد في طهران اليوم

02-08-2008

الأسد في طهران اليوم

ملفات كثيرة ستكون حاضرة على طاولة محادثات الرئيس بشار الأسد وكبار قادة الجمهورية الإسلامية في العاصمة الإيرانية طهران اليوم، تبدأ بالعلاقات الثنائية، وتمتد الى الأوضاع الإقليمية وتطوراتها، وعلى رأسها المفاوضات السورية الإسرائيلية والملف النووي الإيراني، قبل شهر تقريبا من زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى دمشق.
وخلال الزيارة التي تستمر يومين، وهي الأولى له الى طهران منذ نحو عام ونصف عام، يلتقي الأسد مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد. وفيما اكتفت وزارة الخارجية الإيرانية بتوزيع خبر الزيارة، مشيرة الى ان الرئيس السوري الذي يترأس وفدا رفيع المستوى سيبحث العلاقات الثنائية وشؤون المنطقة، قالت مصادر دبلوماسية إيرانية ان الأسد »يحمل ملفات كثيرة«، على رأسها تعزيز العلاقات بين البلدين في ظل الظروف الراهنة التي تؤكد »تقدم وجهة النظر الإيرانية ـ السورية المشتركة، في مقابل وجهات نظر ومشاريع أخرى بدأت بالانكفاء«.
ومن الملفات التي يحملها الأسد بحسب المصادر الدبلوماسية، المفاوضات غير المباشرة التي تجريها سوريا مع إسرائيل في اسطنبول، حيث يتوقع ان يؤكد الرئيس السوري ان هذه المفاوضات لن تؤثر على متانة العلاقات مع إيران. كما سيتم التشديد على تقارب وجهات النظر بين دمشق وطهران حول المسألة العراقية، والتأكيد على دعم خيار المقاومة وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين.
وحول ما يحكى عن وساطة سورية »نووية« بين إيران والدول الغربية، بعد تفويض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للرئيس السوري بالقيام بذلك، تلفت المصادر الإيرانية الى ان دمشق لا تطرح نفسها وسيطاً بين طهران والأوروبيين، وهي ستنقل وجهة النظر التي أدلى بها الرئيس الفرنسي وستسمع الرد الايراني.
وتكرر تلك المصادر ان الامر لا يصل الى مستوى الوساطة، بل يدخل في إطار تبادل وجهات النظر. كما ان الرئيس السوري سيطلع من المسؤولين الايرانيين على تطورات الملف النووي وما حصل خلال محادثات جنيف مع مجموعة الدول الست بحضور مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ويليام بيرنز.
وتختم المصادر الدبلوماسية الايرانية بأن »طهران تنظر، وطالما نظرت، الى زيارات الرئيس السوري بإيجابية عالية.. كما ان التقاء طهران ودمشق يمثل خيراً للمنطقة وشعوبها في ظل غياب الكثيرين من الخصوم وأصحاب المشاريع الأخرى عن المشهد السياسي، بدءا من الرئيس الاميركي (جورج بوش) وحليفه رئيس الوزراء الاسرائيلي (ايهود اولمرت)، وصولاً الى عقم الحركة وانعدامها لدى بعض الدول الحليفة لواشنطن في المنطقة العربية«.
في دمشق أيضا، قالت مصادر رسمية سورية ان الزيارة »تستهدف التنسيق والتشاور بين البلدين كما جرت العادة، خاصة أنه كان سبق للرئيس الإيراني أن زار دمشق مؤخرا«، مضيفة ان ثمة »قضايا أساسية كالعراق وفلسطين ولبنان«، وأخرى »مستجدة كموضوع الملف النووي الإيراني، ومحادثات السلام الإسرائيلية السورية غير المباشرة«.
ويربط المراقبون في دمشق باهتمام، بين زيارة الأسد لطهران، والتفاهم الذي تحقق بين سوريا وفرنسا منذ أسبوعين بشأن ملف إيران النووي ومفاوضاتها مع الغرب، حيث طلب الجانب الفرنسي من سوريا »استثمار علاقاتها الاستراتيجية مع إيران للبرهان على سلمية برنامجها النووي«.
ورغم القناعة العلنية السورية بأن البرنامج الإيــراني سلمي، إلا ان دمشــق تحمســت لهذا الدور، كما رحــبت به إيران على لسان وزير خارجيتها منــوشهر متكي الذي زار سوريا منذ أقل من أسبوعين.
وكانت زيارة الوزير الإيراني الى دمشق بحسب مصادر سورية مطلعة، أثمرت تأكيد »تفاهم الدولتين الحليفتين على تعزيز التهدئة في المنطقة« وذلك بما يشمل كافة الملفات، وإن كانت زيارة إيران غير »مضمونة النتائج« بعد، إلا أن التوجه العام نحو التهدئة بحسب مراقبين محليين، »قد يثمر خطوة من خطوات عديدة تتولى فرنسا رعايتها اوروبيا«. إلا ان مصادر دبلوماسية غربية ترى المسألة من منظور »ابعاد كل محاولات التصعيد حتى تسلم الإدارة الأميركية المقبلة« الحكم في البيت الابيض.
يذكر أن ساركوزي يزور دمشق في الاسبوع الاول من شهر ايلول المقبل، برفقة زوجته كارلا بروني حيث ينام لليلة واحدة في دمشق. وسيسبق زيارة ساركوزي إلى دمشق إعلانات سياسية مهمة حول العلاقات الثنائية، واتصالات ثنائية على مستوى عال للتحضير النهائي للزيارة.

 زياد حيدر- علي الحاج يوسف 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...