الأسد: الاتهامات العراقية لا أخلاقية وغير مسؤولة

01-09-2009

الأسد: الاتهامات العراقية لا أخلاقية وغير مسؤولة

تصاعدت حدة التوتر بين بغداد ودمشق، أمس، واعلن الرئيس بشار الأسد أن اتهامات الحكومة العراقية سياسية، موضحا انه «عندما تتهم سوريا بقتل عراقيين، وهي تحتضن مليونا ومئتي ألف عراقي فهذا اتهام لاأخلاقي»، وقال انه «حتى هذا اليوم وهذه اللحظة لم يصلنا أي رد، على طلب ارسال وفد عراقي ومعه الادلة على الاتهامات»، فيما رفع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي من وتيرة حملته على سوريا التي قال ان 90 بالمئة من الارهابيين تسللوا عبر اراضيها، وطالبها بتسليم المطلوبين الرئيسيين وطرد الآخرين، مشددا على مطالبة الأمم المتحدة بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم البشعة. الأسد خلال لقائه أوغلو في دمشق أمس
في هذا الوقت تنقل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بين بغداد ودمشق، مبديا تفاؤله بقرب التوصل إلى حل، مقترحا إجراءات منها تخفيف حدة التوتر وبناء الثقة ومن ثم لقاءات «بين الجيران»، موضحا أنه سيتابع العمل عليها من خلال التشاور مع الجانبين. وقال إن «المجتمع الدولي ـ بما في ذلك الولايات المتحدة ـ لا يريد أن يرى التوتر الحاصل بين الجانبين».
وكان العراق طلب من سوريا تسليم عراقيين يشتبه بضلوعهما في تفجيرات انتحارية وهجمات استهدفت وزارات ومراكز حكومية في بغداد في 19 آب الحالي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، وجرح ألف. واستدعت بغداد سفيرها في دمشق التي ردت بعد بضع ساعات باستدعاء سفيرها في بغداد.
وبحث الأسد مع أوغلو، بحضور معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن تركماني ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان في دمشق، «تطورات الأوضاع على الساحة العراقية، وبشكل خاص بعد التفجيرات الإرهابية التي أودت بحياة عشرات المواطنين العراقيين».
وأكد الأسد «أن سوريا أثبتت خلال السنوات الماضية حرصها على حياة كل مواطن عراقي، ودعمها لمصالح الشعب العراقي وللمصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي، ومن غير المقبول توجيه أي اتهامات غير مسؤولة إليها تسيء إلى مسيرة تطور العلاقات السورية العراقية».
وأعرب «عن تقديره للجهود التي تبذلها تركيا وغيرها من الدول الصديقة لتنقية الأجواء بين دمشق وبغداد»، مؤكدا «أن سوريا كانت وستظل الأكثر حرصا على أمن العراق واستقراره، اللذين هما جزء من أمن سوريا واستقرارها».
ووصف أوغلو اللقاء بـ «الممتاز»، منوها «بالتنسيق المستمر واللقاءات الشفافة والمنفتحة بين الجانبين». وأشار إلى اللقاءات التي أجراها في بغداد مع كل من الرئيس العراقي جلال الطالباني والمالكي ووزراء الدفاع والداخلية والأمن والخارجية. وقال ان تركيا من منطلق «الأخوة والجيرة والعلاقات الإستراتيجية» مع الطرفين بادرت إلى التوسط بينهما، مشيرا إلى الاتصال الهاتفي الذي بادر به رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تجاه كل من الأسد والمالكي.
واعتبر أوغلو أن هذه «مسألة ضمن العائلة ونريد حلها عبر الحوار»، مشيرا إلى «أن الهدف هو تخفيف التوتر، وسنفعل ما هو ممكن لبناء الثقة بين أخوتنا وجيراننا». وقال «بعد التشاور نحن ممتنون لنظرتهم البناءة»، موضحا «لدينا اقتراحات كجار وأخ للجانبين وسنستمر في العمل والتواصل مع الجانب العراقي». وأضاف، ردا على سؤال، «نحن متفائلون جدا، إذا تواجدت النيات الطيبة وهي موجودة».
وردا على سؤال عن موقف واشنطن من التطورات الأخيرة، ولا سيما بعد الاتصال الهاتفي بينه وبين نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون أمس الأول، قال اوغلو «تحدثت إلى كلينتون في مواضيع عديدة، وأستطيع القول إن كل المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة، وبتقديري لا أحد يريد أن يكون هناك توتر بين الجانبين».
ورفض أوغلو الخوض في أي تفاصيل، لكنه أشار إلى أنه «ستكون هناك اجتماعات كجيران»، وذلك بعد تردد أنباء عن اقتراح إيراني باجتماع ضيق لدول جوار العراق لبحث هذه المسألة، وإن كان الجانب التركي يفضل بحثها ثنائيا. وأكد انه لا يوجد «تنسيق أو تنافس» بين الجانبين الإيراني والتركي «لكن كما تعلم، نحن بادرنا حين اتصل أردوغان بالمالكي والأسد، فهم أصدقاء وزملاء ونتمنى أن نعمل معا».
وكان الأسد قال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القبرصي ديمتري خريستوفياس في دمشق، «عندما تُتهم سوريا بقتل عراقيين، وهي تحتضن مليونا ومئتي ألف عراقي فهذا اتهام لا أخلاقي.. وعندما تكون الاتهامات من دون دليل فهذا خارج منطق القانون».
وكان المالكي قال، خلال لقائه اوغلو في بغداد، إن «العراق قدم لسوريا منذ العام 2004 أسماء وعناوين ومعلومات ووثائق وأدلة على أنشطة الإرهابيين وبعض الجماعات التكفيرية المعروفة، ومواقعهم وطرق تسللهم عبر الأراضي السورية وتلقيهم للدعم اللوجستي ومعلومات عن القيادات البعثية التي تلتقي على الأراضي السورية وتخطط وتعمل على إعادة الدكتاتورية عبر ارتكاب الجرائم البشعة ضد العراقيين».
وأكد المالكي أن «90 في المئة من الإرهابيين من مختلف الجنسيات العربية تسللوا إلى العراق عبر الأراضي السورية». وقال إن «موقف العراق هو المضي بمطالبة الأمم المتحدة بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم البشعة». وشدد على ضرورة مطالبة «الجانب السوري بتسليم المطلوبين الرئيسيين في هذه الجريمة». وتابع «نطالب بإخراج الإرهابيين والبعثيين والتكفيريين الذين يتخذون من الأراضي السورية مقرا ومنطلقا للقيام بأعمال إجرامية داخل العراق».
من جهته، أكد اوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، انه فهم وجهة النظر العراقية وسوف ينقلها إلى سوريا.
وقال زيباري «نحن نحاول كشف الحقيقة، ونوفر كما هائلا من المعلومات. هم (السوريون) يقولون كلها كذب، لذا نحن سنلجأ إلى جهة محايدة، لنتحقق من هذا الأمر». وأكد أن المحكمة الجنائية الدولية ستنظر أيضا في جميع التدخلات في الشأن العراقي.
وشدد زيباري على أن «نحن أكدنا لمعالي الوزير أن علاقات العراق وسوريا قائمة وهي لم تنقطع ولم تتدهور ولم تصل إلى نقطة اللاعودة. السفارات ما زالت قائمة والعلاقات الثنائية موجودة». وأضاف «نحن مع تطبيع العلاقات. مع التهدئة واحتواء هذه الأزمة. وموقف الحكومة هو مع الحل، ومع إيجاد تسوية جذرية».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...