أمنيون لدى الاحتلال: فتح حزب الله لجبهة الجولان سيكون «مهزلة» بحقنا

26-11-2018

أمنيون لدى الاحتلال: فتح حزب الله لجبهة الجولان سيكون «مهزلة» بحقنا

واصل الاحتلال الإسرائيلي قرع طبول الحرب مع سورية ولبنان من خلال الترويج بأن حزب اللـه اللبناني ينوي فتح جبهة الجولان ضده، وهو ما اعتبرته مصادر أمنية رفيعة في تل أبيب بأنه «مهزلة» بحق حكومة الاحتلال التي تواجه «ضغطاً روسياً، وتجميد التعاون العسكري» مع موسكو.

وذكر موقع «رأي اليوم» الأردني، أن الاحتلال لا يخفي «توجسه العميق» من الجبهة الشمالية من الأراضي التي يحتلها، مشيراً إلى أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» نقلت عن مصادر أمنية رفيعة في تل أبيب أن الأمين العام لحزب اللـه اللبناني، حسن نصر الله، وبدعم وتشجيع إيراني، اتخذ قراراً استراتيجياً بفتح جبهة جديدة ضد «إسرائيل» من الجزء المحرر في الجولان لاستنزاف الاحتلال، تماماً كما فعل في جنوب لبنان عام 2000، حيث انتهت هناك المعركة بهروب جيش الاحتلال في أيار من ذلك العام، بعد احتلال دام 18 عاماً.وأشارت المصادر إلى أنه، واليوم بعد مرور 18 عامًا، وربما في هذه العجالة تنطبق مقولة كارل ماركس: «التاريخ يعيد نفسه مرتين، مرةً على شكل مأساة، ومرةً على شكل مهزلة، وما نراه الآن هو المهزلة».

ولفت الموقع الأردني إلى أن المطلب الإستراتيجي الإسرائيلي القاضي بإبعاد القوات الإيرانية من سورية ما زال بعيداً جداً عن الخروج إلى حيز التنفيذ، فإيران حضرت إلى سورية بطلب رسمي من دمشق، وتعويل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على «صديقه»، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تبين أن مصيره الفشل المحتوم.

ونقل عن محلل الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس» تسفي بارئيل، أنه على حين يجد نتنياهو صعوبةً في إيجاد قليل من الوقت في جدول أعمال الرئيس الروسي، التقى الرئيس التركي، مع بوتين 3 مرات هذا الشهر.

وشدد بارئيل على أن العلاقة الإستراتيجية بين موسكو وأنقرة لا تعتمد فقط على تصدير الغاز، إذ تتفق الدولتان في رؤيتهما لحل الأزمة في سورية، وتتشاركان مع إيران في إدارة مجالات الأمن في هذه الدولة، وللدولتين خلافات عميقة مع واشنطن فيما يتعلق بمستقبل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، ومكانة إيران في سورية.وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن الموقف العلني لروسيا حدده وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في آب الماضي، عندما صرح أنه يجب على جميع القوات الأجنبية التي لم تدعها دمشق الانسحاب من سورية، وإيران وروسيا دولتان جرت دعوتهما، لكن أميركا وتركيا لا تتمتعان بهذا الوضع، لافتًا إلى أنه في حين تطالِب روسيا بخروج القوات الأميركية، فهي تبدي مرونةً كبيرةً حيال وجود القوات التركية.وتابع أنه في مقابِل الموقف الروسي لا تملك أميركا بديلاً يمكِن أن يكون حلاً ملائماً للحرب في سورية أو للوجود الإيراني هناك، وبحسب الموفد الأميركي الجديد في الموضوع السوري جيمس جيفري، فإن واشنطن تفهم المصالح الروسية في سورية» التي تشمل قواعد عسكرية ووجود حكومة صديقة.

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن السياسة الأميركية تغيرت عندما صرح مستشار الأمن القومي جون بولتون في أيلول قائلاً: «لا ننوي الخروج من سورية ما دامت القوات الإيرانية تنشط خارج إيران»، أي إن الإدارة الأميركية تتحدث اليوم عن الحاجة إلى استقرار وحل سياسي، وعن خروج القوات الإيرانية كشرط لخروج القوات الأميركية وفق المحلل.

وتوقع المحلل أن خروج إيران سيجري بوسائل سياسية وبضغط دبلوماسي، وحتى نتنياهو قال إن واشنطن وحدها لا تستطيع إخراج هذه القوات من سورية، واستدرك قائلاً: إنه في ظل الضغط الروسي على إسرائيل وتجميد التعاون العسكري، ثمة شك في أن يكون باستطاعة تل أبيب أيضاً العمل حالياً على تسريع خروج القوات الإيرانية بالوسائل العسكرية، وهو ما رجحه مراقبون واعتبروا أن سبب قرع طبول الحرب هو مواجهة هذه الضغوط.

وخلص بارئيل إلى القول أنه عوضاً عن مواجهة عسكرية تأمل واشنطن بأن تؤدي العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران إلى سحب جزء من قواتها من سورية، مشيراً في الوقت عينه إلى أن الإمكانية الثانية للضغط موجودة في الكرملين الذي يستطيع وحده أن يطلب من الرئيس بشار الأسد إلغاء دعوة الإيرانيين، لكن الكرملين ليس متحمسًا في الفترة الراهِنة للضغط على إيران التي تستخدمها روسيا كورقة مقايضة في مواجهة واشنطن، وفق زعمه.

و شدد بارئيل، على أنه ليس أكيداً بتاتاً أن إيران ستستجيب لطلب من روسيا، هذا إن جاء أصلاً، على حد تعبيره.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...