سورية تتوقع اليوم جدول أعمال أنابوليس وتطالب واشنطن بإدراج الجولان
قالت مصادر مطلعة إن دمشق لم تتلق حتى مساء أمس جدول أعمال ينص على ما تبلغته من أن المؤتمر الدولي للسلام الذي تستضيفه الادارة الاميركية في مدينة أنابوليس، قرب واشنطن، بعد غدٍ الثلثاء سيتناول المسار السوري - الإسرائيلي وقضية الجولان في إحدى جلساته. وشددت على ضرورة «التزام» واشنطن بـ «تأكيداتها الشفوية» للجنة تفعيل مبادرة السلام العربية «وضع المسار السوري على أجندة أنابوليس». وذلك في الوقت الذي اعتبر مسؤولون في حركة «حماس»، حليفة دمشق، ان المؤتمر يهدف الى مساندة اسرائيل، بعد حرب تموز في لبنان، وتغطية حرب محتملة على ايران.
ويُتوقع أن يناقش خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي يصل إلى الرياض اليوم، مؤتمر أنابوليس والعلاقات الثنائية بين بلديهما وسبل تعزيزها، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكدت مصادر مطلعة في دمشق أمس أن وزارة الخارجية الأميركية لم ترسل حتى مساء أمس برنامج المؤتمر إلى سفارتها في دمشق، مشيرة إلى وجود «آراء مختلفة» في واشنطن تتأرجح بين وضع المسار السوري «في شكل جوهري مع تخصيص جلسة للجولان مثل الجلسة المخصصة للمسار الفلسطيني، وبين وضع المسار السوري في شكل إجرائي واقتصار المؤتمر على المسار الفلسطيني». وأضافت: «ربما يصل شيء من واشنطن» اليوم الأحد.
وبحسب المصادر، ابلغ نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش مسؤولين عرباً أن الوزيرة كوندوليزا رايس وافقت على إدراج المسار السوري ضمن برنامج الاجتماع الدولي، بعد اتصالات من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط. ولاحظت المصادر أن الجانبين السوري والأميركي «يلعبان لعبة متبادلة. الجانب الأميركي يريد حضور سورية لكن بأقل الخسائر. في حين تريد سورية الحضور بأعلى المكاسب». وأوضحت مصادر سورية أن «حضور مؤتمر دولي يتناول الصراع في الشرق الاوسط من دون إدراج الجولان يشكل سابقة لا يمكن أن ترضى بها سورية لأن الجولان أولوية وطنية».
وفي وقت جدد مسؤولون إيرانيون خلال لقاءات عقدوها مع قادة المنظمات الفلسطينية في دمشق عرض طهران استضافة مؤتمر للفصائل المناهضة لأنابوليس كانت دمشق طلبت إرجاءه، رأى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس لديه «أي تفويض وطني» للدخول «في مفاوضات عقيمة». وحض الدول العربية على «مقاطعة» مؤتمر أنابوليس، معتبراً أنه يشكل «تنازلاً مجانياً من دون أي مقابل».
وقال مشعل في رسائل وجهها إلى القادة العرب، إن التئام الاجتماع الدولي يأتي في ظل «غياب إرادة أميركية جادة للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني»، معتبراً أن هناك «دوافع أخرى» وراء عقده في هذه اللحظة، في إشارة إلى اعتقاده أن الاجتماع يأتي في سياق استهداف إيران والإعداد للتصعيد العسكري ضدها، لافتاً إلى أن المؤتمر يأتي في «ظل انقسام فلسطيني وفي ظروف غير متكافئة بين الطرفين، إضافة إلى عدم وجود إجماع فلسطيني».
وفي السياق نفسه، تعهد نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» موسى أبو مرزوق أمس تصعيد الهجمات على الجيش الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية بعد مؤتمر أنابوليس، فيما حذرت فصائل تستعد لعقد مؤتمر شعبي مناهض لأنابوليس من «نتائج سلبية» للمؤتمر الدولي على الشعب الفلسطيني.
وقال أبو مرزوق في تصريحات صحافية إن «المرحلة التي ستعقب مؤتمر أنابوليس، ستشهد تصعيداً لأعمال المقاومة بكافة أشكالها وأساليبها في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني، خصوصاً أن أنابوليس سيفضح رعونة نهج التسوية ومغامراته المدمرة على صعيد القضية الوطنية».
وأضاف القيادي الذي شارك أمس في مؤتمر دولي للأحزاب الإسلامية استضافته طهران أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت «لن يقدم شيئاً جوهرياً لعباس خلال المفاوضات، ولا يستطيع أن يخطو أي خطوة لها علاقة بترتيبات الوضع النهائي». واعتبر أن «فكرة مؤتمر انابوليس طرحت لهدفين أساسيين، الأول هو مساندة أولمرت بعد هزيمته في جنوب لبنان، والثاني هو التغطية على المخطط الأميركي المتعلق بالإعداد لحرب محتملة ضد إيران».
إبراهيم حميدي
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد