واشنطن تعزز تقاربها مع الثوار وتقدر قتلى ليبيا بـ30 ألفاً

28-04-2011

واشنطن تعزز تقاربها مع الثوار وتقدر قتلى ليبيا بـ30 ألفاً

اقتربت واشنطن أمس، من الاعتراف رسميا بالمجلس الوطني الليبي المعارض الذي اعتبرته «جديرا بالدعم»، مقدرة حصيلة قتلى الأحداث الحالية في ليبيا بـ30 ألفا، كما اتفقت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي على إرسال ممثل لها إلى مدينة بنغازي لإجراء اتصالات سياسية مع المعارضة، فيما عقدت مجموعة الاتصال حول ليبيا اجتماعا في الدوحة للبحث في المساعدة المالية للمجلس المعارض. أما ميدانيا، فقد قصفت الطائرات الغربية قوات معمر القذافي لمنعها من مواصلة هجماتها على ميناء مدينة مصراتة الرازحة تحت الحصار، فيما استعد الثوار لصد هجوم قوات النظام على معبر حدودي مع تونس.
وقال السفير الاميركي لدى ليبيا جين كريتز ان الولايات المتحدة تعتقد أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي «هيئة سياسية تستحق الدعم الاميركي لكنها لم تقرر بعد الاعتراف به رسميا على أنه الحكومة الشرعية لليبيا». وأبلغ كريتز الصحافيين أن المبعوث الأميركي الخاص إلى المعارضة كريس ستيفنز الذي قضى عدة اسابيع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة يعتقد أنها «تستحق الدعم الأميركي». وأضاف «هذه جماعة جادة.» غير أن كريتز قال إن الولايات المتحدة ما زالت تدرس ما إذا كانت ستعترف رسميا بالمجلس مثلما فعلت فرنسا وايطاليا وقطر.
ومن جانب آخر، قال كريتز إن مسؤولين أميركيين قدروا حصيلة ضحايا المواجهات الدائرة في ليبيا بين الثوار والقوات النظامية، بما بين 10 آلاف و30 ألف قتيل. وأضاف «لا اعتقد أن بإمكاننا الحصول على عدد دقيق حتى نحصل على تجربة حقيقية على الأرض».
من جهتهم، اتفق سفراء الدول الـ28 الاعضاء في الحلف الأطلسي على «المبدأ العام بأن يكون لها محاور» في ليبيا بحسب مسؤول في الحلف. وأوضح ان المهام المناطة بهذا المنصب ستحدد لاحقا في الأيام او الاسابيع المقبلة. وتابع ان ممثل الحلف سيكون على الارجح دبلوماسيا من دولة عضو في الحلف الاطلسي لها ممثلية في بنغازي.
وأعلن وزير الدفاع الايطالي اينياسيو لاروسا ان ايطاليا ستنشر ثماني مقاتلات لشن غارات على اهداف يحددها حلف شمال الاطلسي في ليبيا، مؤكدا ما اعلنه رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني الاثنين الماضي. وقال الوزير امام لجنتي الخارجية والدفاع في البرلمان الايطالي ان «الطائرات وطواقمها مستعدة ولدى انتهاء الجلسة ستوضع في تصرف الحلف الاطلسي لنشرها». وأضاف ان روما وضعت اربع طائرات اخرى غير مسلحة في التصرف للعمليات في ليبيا.
وعقدت مجموعة الاتصال حول ليبيا، اجتماعا في الدوحة للبحث في المساعدة المالية للمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين، كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية. وقال المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في مؤتمر صحافي ان «فرنسا تشارك اليوم في اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا في الدوحة على مستوى كبار الموظفين، للاتفاق على آلية مالية موقتة من أجل مساعدة المجلس الوطني الانتقالي». وأضاف ان «فرنسا تؤيد هذه الآلية التي تم الاتفاق على مبدئها خلال اجتماع مجموعة الاتصال في الدوحة في 13 نيسان الماضي» الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية. وأوضح المتحدث ان «هدفها دعم المطالب المشروعة للشعب الليبي من خلال تلبية حاجاته الاساسية، عملا بقرار مجلس الامن 1973».
وفي هذه الأثناء، التقى وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي في العاصمة التونسية نظيره التونسي مولدي الكافي. وكان العبيدي عاد من اديس ابابا حيث طلبت ليبيا الدعوة في اقرب وقت ممكن الى قمة استثنائية للاتحاد الافريقي «لاستنفار» القارة و»مواجهة العدوان الخارجي على ليبيا». وقد دعا الاتحاد الافريقي الى وقف اي عملية عسكرية تستهدف مسؤولين ليبيين كبارا، بعد قصف الحلف الاطلسي مكتب القذافي، وهو ينوي تسريع خطواته من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار في ليبيا.
وتم تأمين ميناء مصراتة بعد تعرضه لقصف قوات القذافي التي انسحبت على بعد 40 كلم الى الغرب اثر غارات قوات التحالف والمعارك على الأرض، حسب ما افاد الثوار. وهكذا ظلت ثالثة المدن الليبية محاصرة من قبل الجيش شرقا وجنوبا وغربا والمنفذ الوحيد لهذه المدينة هو البحر. وقال احد قادة الثوار ان «رجالا ماتوا. وكل ما بقي هو آليات وجثث محترقة، لقد حصلنا على الكثير من الاسلحة»، مشيرا خصوصا الى صواريخ «ميلان» الفرنسية الصنع وقذائف «آر بي جي» وأسلحة اوتوماتيكية.
وبالقرب من الحدود التونسية، قال شاهد ان العديد من العوائل هربت من زنتان نتيجة القصف الذي تعرضت له المدينة على يد القوات الموالية للقذافي. وسارعت قوات المعارضة الليبية التي تسيطر على معبر الدهيبة - الوازن الحدودي النائي إلى حفر الخنادق الدفاعية بعد ان سمعت ان القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في طريقها لاستعادة السيطرة على المعبر. ونشطت قوات المعارضة بعد ان وردتها تقارير عن ان القوات الحكومية أصبحت على بعد نحو ثمانية كيلومترات فقط وأنها تتجه نحو المعبر.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...