معارضة القرون الوسطى

22-02-2014

معارضة القرون الوسطى

الجمل- إيلينا غروموف- ترجمها عن الروسية: مظهر عاقلة:

معارضة القرون الوسطى
الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة تسودها حياة القرون الوسطى بكل جوانبها السيئة,وإن قُدر للمعارضة بالنصر الذي يتعطش الغرب له,فإن هذا الوحش الديمقراطي سيبتلع البلاد ويأخذها للمجهول.
في شريط بثته المحاكم الشرعية في شمال البلاد والتابعة للمتطرفين الإسلاميين يظهر فيه رجلان جاثيان على ركبتيهما وقد خُلع عنهما القميص وإنهالت عليهما هراوات مطاطية مخلفة كدمات زرقاء ,تحت صيحات "الله أكبر"وأمام أعين الأطفال,اما السبب فكان التخلف عن صلاة الجمعة بحجة العمل من أجل لقمة العيش.
أما في  الرقة التي تخضع للمنظمة الإرهابية"الدولة الإسلامية في العراق والشام" فقد رجمت بالحجارة  حتى الموت وبطريقة وحشية  فتاة  تدعى فاطمة الجاسم وعمرها 16 سنة,أما التهمة فهي إمتلاكها حسابا على موقع التواصل الإجتماعي"الفيسبوك".
كنا نتوقع إن هذه الممارسات الجسدية ألغيت من جميع بلدان العالم المتحضر ,في حين المعارضة المعاصرة تصر على أنها واجبة وشرعية.
في الأيام القليلة الماضية قامت مايدعى الجبهة الإسلامية بتفجير فندق"كارلتون" والذي يعتبرأهم الفنادق في حلب عاصمة سوريا في الشمال,كان يقصده السياح من مختلف بقاع العالم لرؤية المعالم التاريخية والأثرية في المدينة ويهيمون على وجوههم في الأسواق الشرقية  التي بنيت في زمن الإسكندر الأكبر.
الآن لا حياة في الأسواق ولا في المدينة فقد حولتها المعارضة إلى دمار وخراب ,أما عامل الجذب الرئيسي في حلب فهو قلعتها المهيبة التي بنيت في القرن الثامن قبل الميلاد ,وفي شريط بثته الجبهة الإسلامية يظهر فيه هؤلاء المخربين وهم يحفرون الأنفاق تحت فندق الكارلتون الذي تم تدميره وأنفاق أخرى يدعون أنها تصل إلى القلعة وهددوا بتفجيرها.
وزير السياحة السوري صرح قائلاً:إن تفجير فندق الكارلتون والتهديد بتفجير قلعة حلب ماهو إلا تأكيد على ما تعانيه سوريا من قوى التخلف والدمار والظلم والتي ترغب بحرمان البلاد من كل ماهو جميل.وللأسف هذا مايحدث.
ووفقاً للخبراء فإن التفجيرات التي طالت المباني الأثرية والمدنية المجاورة للقلعة كانت كبيرة ,وإن أي هزة أرضية خفيفة قد تهدد بسقوط القلعة,هذا النصب المعماري العظيم الذي وقف في وجه الغزاة لقرون طويلة قد نفقده للأبد.
أما السياسة الأمريكية والغربية لايمكننا سماعها ولا رؤيتها إلا لتوجيه الإتهامات للحكومة السورية وعلى أتفه الأسباب,أما فيما يخص المعارضة فهم في سبات ,لاحديث عن المجازر أو المحاكم الشرعية أو التهديد بتدمير الآثار القديمة والمدرجة على قائمة التراث العالمي اليونسكو,لاشيء يمكنه إيقاظ هذه السياسة التي تدعم وتساند المخربين الساعين لإرجاع سوريا والشرق الأوسط إلى العصور المظلمة البعيدة.والسؤال هنا ماهو ردة فعل الولايات المتحدة والغرب إن هددت الجماعات المتطرفة بتفجير تمثال الحرية أو برج إيفل في باريس ؟
السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد حث علناً المتشددين على تكثيف الأعمال الإرهابية من قتل الجنود والمدنيين والمزيد من الدمار والخراب في محافظتي القنيطرة ودرعا جنوب البلاد ,وتزامناً مع هذه التصريحات وصلت العديد من الطائرات الأمريكية المحملة بالأسلحة والذخائر إلى الأردن,بهدف إدخالها مع مجموعات من الإرهابيين على شكل مجموعات صغيرة عبر الحدود السورية الأردنية.

ذكرت وكالة الأنباء الأردنية بترا بأن حرس الحدود تمكن من توقيف مجوعة من المسلحين حاولوا عبور الحدود بطريقة غير شرعية ,وفي حادثة أخرى تمكنت من قتل بعض العناصر المتسللة والقبض على الآخرين,إلا إن النظام الأردني لن يستطيع  تحمل الضغوط الأمريكية  المتزايدة فالحدود مُراد لًًها أن تكون كالحدود التركية معبراً لتدفق المجوعات المتطرفة والأسلحة.

محركو المعارضة يعملون على إعادة هيكلية المعارضة مستبعدين منها القوى التي رفضت التفاوض والذهاب إلى جنيف2 باعتبارهم منبوذيين ولايحترمون القوانيين الدولية.هذه القوى المنبوذة  أيضاً لها دور تحاول الولايات المتحدة استخدامه بما يتوافق مع مصالحها الشخصية. وهذا ماعبر عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بقوله :أن البنية التي أنشئت الجماعات المتطرفة  هي نفسها التي ترفض العملية التفاوضية فهم لايعتمدون الخيار السياسي بل يراهنون على الحل العسكري".
نفس هذه المعارضة قامت بتغيير قائد مايسمى"الجيش الحر"إدريس بقائد آخر عبدالله البشير, ووفقاً لقناة العربية المناهضة لسوريا :أن قرار العزل جاء بسبب الأخطاء التي إرتكبها إدريس  و أهمها سيطرة المتطرفيين المسلحين على مخازن الأسلحة في منطقة باب الهوى التابعة لحلب,في حين اتهم المعارضون في الجيش الحر إدريس ببيع الأسلحة إلى مايسمى داعش.
لا أمل من البشير كما لم يكن هناك أمل من إدريس الفار من الحر والفار سابقاً من الجيش العربي السوري.
على الغرب أن يفكر ملياً بدعمه للمعارضة بالأسلحة والتي قد تقع بين المتشددين وحينها قد نرى في شوارع أوروبا فتاة ترجم بالحجارة لإستخدامها مواقع التواصل الإجتماعي أو بحفر الأنفاق تحت برج إيفل والتهديد بتفجيره.


20\02\2014
تُرجم عن www.oko-planet.su
  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...