ماكرون ورث «القلق» عن بان كي مون … وأردوغان يقترب من احتلال كامل عفرين

25-03-2018

ماكرون ورث «القلق» عن بان كي مون … وأردوغان يقترب من احتلال كامل عفرين

على وقع السيمفونية الفرنسية المقتصرة على «القلق» بشأن مصير منطقة عفرين، اقترب العدوان التركي من إتمام سيطرته على المنطقة، وباتت أنظار رئيس النظام التركي موجهة إلى مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي الغربي لتوسيع مساحة احتلاله من الأراضي السورية متذرعاً بـ«طلب أهلها».

وبحسب وكالة «أ ف ب»، أفاد قصر الإليزيه في بيان له أمس بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل هاتفياً بنظيره التركي رجب طيب أردوغان وأعرب له عن «قلقه» إزاء الوضع في عفرين، بعدما كان «القلق» سمة بارزة لكل تصريحات الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون في أي بيان يصدره عن سورية.
وشدد ماكرون على «ضرورة إفساح المجال كاملاً أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وإعطاء الأولوية المطلقة لمكافحة تنظيم داعش الأمر الذي يعتبر رهاناً أمنياً وطنياً لفرنسا».

من جهته، نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني عن البيان الفرنسي أن ماكرون حث أردوغان على ضرورة العمل على تعزيز الهدنة في سورية، وطلب «من جميع الأطراف الموجودة على الأرض أن تتقيد بصرامة أكبر بمواعيد وقف الأعمال القتالية في جميع أنحاء سورية وتقيم تسوية سياسية طويلة الأمد».

وتكثفت مؤخراً الاتصالات بين أردوغان وماكرون إذ أعرب أردوغان، في اتصال مع ماكرون، يوم الجمعة، عن انزعاجه مما وصفه «المزاعم الخاطئة» حول عملية «غصن الزيتون» التي يخوضها الجيش التركي، منذ 20 كانون الثاني الماضي، في عفرين.

وفي تبجح واضح وتجاوز للقوانين والأعراف الدولية زعم أردوغان أمس أنه «لا يحق لأحد القول إن تركيا وقواتها تقوم باحتلال سورية، والغرب قدم أفضل الأمثلة على عمليات الاحتلال».

وخلال كلمة ألقاها في المؤتمر الاعتيادي السادس لحزبه «العدالة والتنمية» أضاف أردوغان: إن «الجميع في سورية ما عدا تركيا، موجودون هناك لنيات وتكتيكات مختلفة»، وتابع وفق وكالة «الأناضول»: «سنكون في أقرب وقت إلى جانب أشقائنا الذين ترنو أعينهم وقلوبهم إلينا على طول الحدود السورية».

وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية خرج العشرات في قرى وبلدات ريف حلب الشمالي بتظاهرات، زعمت مواقع إلكترونية معارضة أنها لمطالبة ميليشيات «الجيش الحر» بالتوجه إلى مدينة تل رفعت والسيطرة عليها و«إنهاء وجود وحدات حماية الشعب في تلك المناطق». وتأكيداً لأطماعه قال أردوغان: «أشقاؤنا الذين رأوا هذا الوضع ممن يعيشون في المنطقة، يبعثون برسائل يطالبون فيها تركيا بإحلال الأمن والاطمئنان والاستقرار، بدءاً من تل رفعت ومنبج وتل أبيض ورأس العين وكل المناطق هناك».

واستطرد قائلاً: «إن شاء اللـه لن نقف متكوفي الأيدي تجاه نداءاتهم وسنلبي طلبهم»، على حين نشرت صحيفة «حرييت» التركيّة عن مصادر مقربة من دائرة صنع القرار التركي، أنباءً عن عدم نيّة الجانب التركي البدء بأي عمل عسكري لاحتلال تل رفعت والقرى التابعة لها ذات الأغلبية العربية، والاقتصار فقط على نشر نقاط مراقبة على مداخل المدينة بالتشارك مع القوات الروسية وقوات الجيش العربي السوري الموجودة بالمدينة.
وكانت «وحدات حماية الشعب» الكردية سيطرت مطلع 2016 على المناطق الواقعة جنوب شرقي مدينة عفرين.


من جانبه وفي كلمة له خلال مؤتمر لشباب من «العدالة والتنمية» الحاكم، في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم: إن بلاده «لا يمكن أن تتنازل عن وحدة الأراضي السورية والعراقية» متناسياً عدوان بلاده على تلك الأراضي. وزعم يلدريم أن أمن تركيا مرتبط بأمن واستقرار سورية والعراق، وأن أولويتها هي تحقيق الاستقرار في عموم المنطقة، وأن «الحياة بدأت تعود إلى عفرين من جديد، حيث يتم تشكيل إدارات محلية تماماً، مثل ما جرى في جرابلس». وكانت القوات التركية رعت تشكيل ما سمي «مجالس محلية» في عفرين وهو ذات النموذج الذي اتبعته الولايات المتحدة من خلال دعم التحالف الدولي لـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد» في الرقة وشمال شرق سورية.


وفي تطورات المعارك في منطقة عفرين، نفى مصدر في ميليشيا «الجيش الحر» بسط سيطرة الجيش التركي وميليشيا «الجيش الحر» على منطقة عفرين بالكامل، وفق وكالة «سبوتنيك»، على حين أعلن رئيس هيئة الأركان التركية خلوصي أكار أمس أنه لم تبق سوى بضع قرى تفصل الجيش التركي عن السيطرة الكاملة على منطقة عفرين، والوصول إلى أطراف حلب عند بلدتي نبل والزهراء.


وأول من أمس أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يانز لاركي من جنيف «أن التقديرات تشير حالياً إلى أن 167 ألف شخص نزحوا جراء الأعمال العدائية في منطقة عفرين»، على حين أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، استمرار عمليات سلب ونهب المدينة، من قبل مقاتلين من قوات عملية «غصن الزيتون»، إضافة للمضايقات والاعتقالات وقطع الكهرباء والمياه عن معظم المناطق.


وطالب «المرصد» الأمم المتحدة بتأمين عودة النازحين من أبناء منطقة عفرين، إلى مساكنهم وقراهم وبلداتهم وإلى مدينة عفرين.
في الغضون هاجم الرئيس السابق لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي صالح مسلم روسيا، وقال إنها «لم تقم بشيء حول التوغل التركي»، واتهمها بأنها «أعطت الضوء الأخضر لتركيا والكل متأكد أنه لو لم تحصل تركيا على الضوء الأخضر من روسيا ما كانت لتقوم بذلك( احتلال عفرين)».


بدورها رأت دراسة إسرائيليّة صادرة عن مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن روسيا أعطت لتركيا حرية محدودة في مشاركتها في شمال سوريّة، وذلك أساساً من أجل تعميق الانقسامات التركيّة- الأميركية والتركيّة مع حلف شمال الأطلسيّ «ناتو»، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أن روسيا ليست حليفةً إستراتيجيةً لتركيا.

الوطن - وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...