ما هي مصالح الأردن بالمشاركة في الحرب السعودية ضد الحوثيين

23-11-2009

ما هي مصالح الأردن بالمشاركة في الحرب السعودية ضد الحوثيين

الجمل: تقول التسريبات الواردة اليوم، بأن القوات الأردنية أصبحت جنباً إلى جنب مع القوات السعودية في القتال الدائر ضد الحوثيين في محافظة صعدة اليمنية، فما هي خلفيات المشاركة الأردنية العسكرية؟ وما هي تداعياتها الحالية والمؤجَّلة؟ وما هي أبعادها المعلنة وغير المعلنة؟
* ماذا تقول المعلومات؟
تشير آخر التطورات والأحداث والوقائع الجارية إلى أن القوات الخاصة الأردنية تم إرسالها مؤخراً للانضمام إلى القوات السعودية التي تقوم بتنفيذ العمليات العسكرية ضد حركة الحوثيين في محافظة صعدة اليمنية المجاورة للحدود السعودية – اليمنيةـ وأشارت المعلومات والتسريبات إلى النقاط الآتية:
- وصلت وحدات القوات الخاصة الأردنية إلى قاعدة تبوك العسكرية السعودية قبل بضعة أيام.
- تم نقل وحدات القوات الخاصة الأردنية بعد اكتمال الترتيبات جواً إلى منطقة الدخان حيث تدور العمليات القتالية بين المسلحين الحوثيين والقوات السعودية.
- دخول القوات الخاصة الأردنية بهذا الشكل المفاجئ، وبسبب عدم معرفة الأرض، وعدم إتقان فنون القتال في المناطق الجبلية، إضافةً إلى قيام السعودية بوضع وحدات القوات الخاصة الأردنية في خطوط القتال المتقدمة الأمامية، جعل القوات الأردنية تتكبد خسائر فادحة.
هذا، وتشير المعلومات والتسريبات إلى أن تدخّل وحدات القوات الخاصة الأردنية إلى جانب القوات السعودية في القتال ضد الحوثيين اليمنيين قد أدى إلى تعميق حالة الانقسام والخلافات في أوساط العسكريين اليمنيين، والذين عبر الكثير منهم عن استيائه إزاء قيام الأطراف الخارجية بالانخراط في قتل اليمنيين بهذا الشكل المكثَّف، إضافةً إلى تزايد انتقادات الرأي العام اليمني إزاء تدخل الأطراف الخارجية في أزمة محافظة صعدة اليمنية. وتقول المعلومات والتسريبات بأن حكومة الرئيس علي عبد الله صالح اليمنية قد قللت إلى أدنى ما يمكن عملياتها العسكرية ضد الحوثيين، وذلك تحت ضغط الرأي العام اليمني، وامتناع المزيد من العسكريين اليمنيين عن القتال، وتشير المعطيات الميدانية، أن العملية العسكرية التي بدأت بتنفيذها القوات اليمنية تحت اسم «عملية الأرض المحروقة» ضد المسلحين الحوثيين قد توقفت مفاعيلها الميدانية، وأصبح العسكريون اليمنيون في وضعٍ أشبه بوضع الطرف المحايد في المعركة لجهة اكتفائهم بمتابعة تطورات القتال الدائر بين المسلحين الحوثيين وتحالف القوات السعودية – القوات الخاصة الأردنية.
* اجتماع عمّان المخابراتي: خلفيات نقطة الانطلاق:
قيام المملكة الأردنية الهاشمية بإرسال قواتها الخاصة بهذه السرعة وبهذه الطريقة الغير متوقَّعة إلى القتال في اليمن يمكن أن يجد غطاءه السياسي من خلال التبرير القائل بأن عمّان تسعى إلى تقديم المساعدة تضامناً مع جهود صنعاء والرياض في الحفاظ على استقرار شمال غرب اليمن، واستقرار جنوب غرب السعودية من المسلحين، وبرغم ذلك، فإن مثل هذه المبررات من الصعب أن تكون مقنعة عند الربط بينها وبينشبه الجزيرة العربية التطورات الدبلوماسية – الأمنية التي جرت مؤخراً بين أطراف تجمع المعتدلين العرب وواشنطن وتل أبيب، والتي تمثلت في «اجتماع عمّان» المخابراتي الأخير غير العادي والذي انعقد بحضور الأطراف الآتية:
- رئيس المخابرات الأردنية اللواء محمد الراقد.
- رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي مائيير داغان.
- رئيس جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية عاموس بالدين.
- وزير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.
- مندوب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
- مندوب وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية.
هذا، وأكدت المعلومات والتسريبات، أن وزير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان قد سافر فوراً بعد انتهاء اجتماع عمان إلى السعودية، حيث التقى برئيس المخابرات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز، وكشفت المعلومات لاحقاً عن النقاط الآتية:
• بعد انتهاء اجتماع عمّان، ومغادرة عمر سليمان إلى السعودية، غادر مندوب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومندوب وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية برفقة رئيس الموساد إلى إسرائيل.
• أعقب اجتماع عمّان المخابراتي، ولقاء عمر سليمان – الأمير مقرن، عملية إرسال القوات الخاصة الأردنية إلى قاعدة تبوك العسكرية السعودية.
• أعقبت اجتماع عمّان المخابراتي، قيام مندوبوا أجهزة المخابرات الأمريكية بالتنسيق مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية إكمال ترتيبات الربط المباشر بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي أوباما، وبين وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إيهود باراك ووزير الدفاع الأمريكي روبرت غاتز، وبين رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي مع رئيس الأركان المشتركة الأمريكية الأدميرال مولين.
إرسال القوات الخاصة الأردنية من أجل التدخل في معارك شمال اليمن هو إجراءٌ لا يمكن النظر إليه بمعزلٍ عن تطورات الأداء السلوكي المخابراتي – الأمني – العسكري الذي تمّ على خلفية اجتماع عمّان المخابراتي.
* الأبعاد غير المعلنة لاجتماع عمّان المخابراتي: حرب الإبادة الخفيّة في صعدة اليمنية:
سعت أطراف التدخل الخارجي إلى شن عملية نفسية – إعلامية واسعة النطاق لجهة توفير الغطاء اللازم للقيام بالتدخل في صراع محافظة صعدة اليمنية، ومن أبرز المؤشرات الدالة على ذلك:
• تصعيد لهجة الخطاب السياسي الذي صنَّف الصراع في صعدة على أساس فرضية نظرية المؤامرة القائلة بأنه صراع يستهدف زعزعة استقرار السعودية واليمن، وبأن إيران هي المسئولة عن ذلك.
• تصعيد لهجة خطاب الحرب ضد الإرهاب، والقائلة بضرورة أن تتعاون قوى المنطقة (وتحديداً المعتدلين العرب) مع أمريكا وبالضرورة إسرائيل في مكافحة الخطر الإيراني ضد اليمن والسعودية.
• تصعيد حملة بناء الذرائع التي تسعى للربط بين ملف الحوثيين في مناطق شمال غرب اليمن بملف الانفصاليين بمناطق اليمن الجنوبي، وأيضاً بملف تمركز عناصر تنظيم القاعدة في اليمن.
الربط بين هذه النقاط تقودنا مباشرةً ليس إلى التطرق إلى دخول القوات الخاصة الأردنية في الحرب ضد صعدة اليمنية وحسب، وإنما إلى طرح المزيد من التساؤلات والشكوك التي يمكن طرحها على النحو الآتي:
- يوجد استخدام واسع للقوات الجوية، وتحديداً الطائرات الأمريكية الصنع الأكثر تطوراً مثل هيلكوبتر الأباتشي، وطائرات اف – 14، اف – 15، اف – 16، فمن يا تُرى يقوم بقيادة هذه الطائرات، هل هم طيارون سعوديون أم مصريون، أم طيارون أمريكيون أم إسرائيليين؟!
- هليكوبتر الأباتشي، وطائرات اف – 14 و15 و16 يحتاج استخدامها إلى عمليات استناد مخابراتي متطورة، تتم حصراً عن طريق الأقمار الاصطناعية، وأقمار التجسس المتطورة. فهل يا تُرى تقوم الأقمار الاصطناعية التجسّسيّة الأمريكية بتقديم المعلومات الميدانية الاستخبارية الجارية، أم أن الأقمار الصناعية التجسّسيّة الإسرائيلية الحديثة المتطورة من طراز «أوڤيراك» وغيرها هي التي تقوم بتزويد الطائرات المهاجمة بهذه المعلومات؟
- هل توجد عملية عسكرية مزدوجة أخرى، تتوازى مع عملية صعدة، وتحديداً، ما الذي يدور في مياه خليج عدن ومضيق باب المندب، وبكلماتٍ أخرى، ما هو دور وحدات المهام المشتركة 151 و 150 التابعة للبحرية الأمريكية في تقديم الدعم والإسناد العسكري البحري لجهة القيام بفرض الحصار والرقابة المشددة على الساحل اليمني الغربي المطل على جنوب البحر الأحمر والمقابل لمحافظة صعدة اليمنية.على خلفية هذه التساؤلات تبرز العديد من الاستنتاجات المحتملة، فالذي يجري حالياً في شمال غرب اليمن، وتحديداً في محافظة صعدة اليمنية لا يمكن النظر إليه باعتباره تعاون أردني – مصري – أمريكي لجهة دعم القدرات العسكرية السعودية في القيام بحماية جنوب السعودية ودعم قدرات الحكومة اليمنية في حفاظ الاستقرار وحسب، فما يحدث الآن هو عملية تحديد للشراكة السياسية – الأمنية بما يجعلها شراكة سياسية – أمنية – عسكرية، وبكلماتٍ أخرى، فقد تحوّل تجمع المعتدلين العرب المرتبط بمحور واشنطن – تل أبيب إلى ما يشبه التحالف العسكري، وبكلماتٍ أخرى، فإن اجتماع عمّان المخابراتي الأخير هو نقطة التحوّل النوعي الجديدة في توجهات تجمّع المعتدلين العرب. فهل يا تُرى سوف يسعى محور واشنطن – تل أبيب إلى استخدام هذا "الحلف العسكري" الجديد في سيناريوهات تدخلية جديدة أخرى في المنطقة لاحقاً؟ وأين ستكون مسارح السيناريوهات الجديدة القادمة؟ هل في العراق، أم في جنوب لبنان أم في قطّاع غزّة أم في الصومال؟ "دعنا ننتظر ونرى!"

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إقرأ أيضاً:

خلفيات اجتماع عمّان بين ممثلي الأجهزةالأمنية العربية-الإسرائيلية
عمر سليمان يُغادر عمّان بعد الاجتماع لمقابلة رئيس الاستخبارات السعودية وواشنطن تضعُ اللمسات النهائية لوحدة الارتباط بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...