ما هي خلفيات اشتباك الجيش اللبناني مع ميليشيا (فتح الإسلام)

20-05-2007

ما هي خلفيات اشتباك الجيش اللبناني مع ميليشيا (فتح الإسلام)

الجمل:    تناقلت الأخبار الصادرة صباح اليوم الاشتباكات التي دارت صباح اليوم بين قوات الجيش اللبناني وعناصر ميليشيا جماعة (فتح الإسلام)، وأشارت المعلومات الأولية إلى سقوط سبعة قتلى من الجيش اللبناني، وأربعة من عناصر الجماعة، إضافة إلى أكثر من 40 جريحاً.
• دوافع الاشتباك:
تزعم أجهزة الأمن اللبنانية، بقيام مجموعة بمحاولة السطو على مصرف بلدة أميون الكورة، وقد التقطت كاميرا البنك صورة السيارة التي كانت تستخدمها هذه المجموعة، وبتتبع مصدر السيارة، يتبين أنها توجد في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، الذي يقع بالقرب من مدينة طرابلس الواقعة في شمال لبنان.
تتبعت قوى الأمن اللبنانية السيارة ويتبين أنها تابعة لجماعة (فتح الإسلام) هذا، وعندما حاولت قوات الأمن اللبنانية القبض على المتورطين، حدثت المواجهة المسلحة.
• أبرز الاتهامات الافتراضية لمواجهة جماعة فتح الإسلام:
- الارتباط ببعض الجهات الإقليمية.
- الارتباط بتنظيم القاعدة.
- الارتباط بالمخابرات السورية.
- الارتباط بالفصائل الفلسطينية.
نفت كل فصائل المقاومة الفلسطينية وجود أي علاقة تربطها مع جماعة فتح الإسلام، وأكد الناطق باسم حركة حماس بأن عدد الفلسطينيين المنضوين تحت عضوية هذه الجماعة لا يتجاوز 5% من إجمالي عضويتها الكلية.
أما بالنسبة لعلاقة جماعة فتح الإسلام بسوريا وبالمخابرات السورية، فمن المؤكد عدم وجود أي علاقة لسوريا أو المخابرات السورية مع هذه الجماعة وذلك بدليل الآتي:
- قيام السلطات السورية بمطاردة عناصر هذه الجماعة.
- تصريح الناطق الرسمي باسم (جماعة فتح الإسلام) بأن القوات السورية قتلت في نهاية الشهر الماضي أربعة من عناصر هذه الجماعة عندما كانوا يحاولون عبور الحدود السورية إلى داخل العراق.
- قيام عناصر من جماعة فتح الإسلام –على حد تعبر الناطق الرسمي باسمها المدعو أبو سليم والموجود بمكاتب رئاسة الجماعة في مخيم نهر البارد- بقتل خمسة من عناصر قوى الأمن السورية خلال الاشتباكات بين الجماعة وقوات الأمن السورية.
أما الاتهامات بارتباط جماعة فتح الإسلام بتنظيم القاعدة، وبعض الأطراف الإقليمية الأخرى، فهي أمر يصعب نفيه، وذلك وفقاً للشواهد الآتية:
- نشرت صحيفة الهيرالد تريبيون انترناشونال الأمريكية بتاريخ 15 آذار 2007م، تحقيقاً من إعداد مراسليها، حمل عنوان (وجه جديد للقاعدة يظهر في لبنان) وتحدّث مراسلو الصحيفة عن ذهابهم إلى مخيم نهر البارد ومقابلتهم لعناصر الجماعة، وتحدّثوا عن زعيم الجماعة المدعو شاكر العباسي وعن قيامه بالإشراف على تدريب المقاتلين ونشر ايديولوجيا تنظيم القاعدة.
كذلك يشير التحقيق الذي نشرته الصحيفة إلى أن شاكر العباسي كان من المرافقين المقربين إلى الأردني أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.
- في تحقيق صحفي آخر أجرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تمت الإشارة إلى أن شاكر العباسي وأبو مصعب الزرقاوي قد صدر بحقهما الحكم بالإعدام غيابياً وذلك بعد أن أدانتهما محكمة أردنية بالتورط في اغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي في الأردن.
تحدث شاكر العباسي شخصياً إلى مراسل صحيفة نيويورك تايمز قائلاً بأن أمريكا تحتاج إلى أن تعاقب بسبب تواجدها في العالم الإسلامي. وقد قال شاكر العباسي بالحرف الواحد إلى مراسل صحيفة نيويورك تايمز (السبيل الوحيد للحصول على حقوقنا هو استخدام القوة، وهو السبيل الذي تتعامل به أمريكا معنا، وبالتالي عندما يشعر الأمريكيون بأن حياتهم واقتصادهم عرضة للتهديد، فإنهم سوف يعرفون ويفهمون أن عليهم أن يرحلوا).
• تنظيم جماعة فتح الإسلام:
تقدر المعلومات الاستخبارية عضوية التنظيم بحوالي 150 عنصراً، كذلك يعتبر التنظيم فرعاً من فروع تنظيم القاعدة الذي يتزعمه السعودي أسامة بن لادن –مراسل صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية الأمريكية أشار إلى ملاحظته قيام أعضاء وعناصر تنظيم فتح الإسلام بتعليق صور أسامة بن لادن في أماكنهم الخاصة.
وتجدر الإشارة إلى أن فروع تنظيم القاعدة ليس بالضرورة أن تحمل نفس الاسم، وذلك لأن تنظيم القاعدة لا يتمثل حصراً في تنظيم القاعدة الموجود في أفغانستان، بل تنظيم القاعدة هو تحالف واسع يضم عدداً كبيراً من التنظيمات الأصولية السنية المنتشرة في كثير من أنحاء العالم، وفي مختلف قارات العالم، ويكتسب تنظيم القاعدة الموجود في أفغانستان أهمية رمزية بسبب أنه الأقدم، وبسبب وجود كبار الرموز مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، لذلك يمكن وصف تنظيم القاعدة في أفغانستان بـ(الفرع الرئيسي).. أما بقية الفروع فهي تدير عملياتها المسلحة الميدانية باستقلال عن (الفرع الرئيسي) وفقط ترتبط به عن طريق العموميات مثل الجوانب العقائدية الجهادية وغير ذلك.
• الملاحظات الاستخبارية حول جماعة فتح الإسلام:
أشارت صحيفة الهيرالد تربيون إلى أن بعض مسؤولي أجهزة المخابرات الشرق أوسطية يقولون بأن شاكر العباسي يمثل واحداً من أخطر العناصر من حيث قدرته على تجميع المجموعات والفرق الصغيرة من حيث الناشطين وتزويدهم بالمهارات والقدرات العسكرية، وأشارت الصحيفة إلى حديث أحد المسؤولين في المخابرات الأمريكية (رفض المسؤول ذكر اسمه) والذي قال فيه بأن الشباب من أمثال شاكر العباسي لهم القدرات الميدانية على الأرض، من النوع الذي أصبح تنظيم القاعدة يفتقر إليه ويسعى حالياً لاكتسابه).
يوجد اسم شاكر العباسي حالياً ضمن قوائم الإرهابيين المطلوبين بواسطة أجهزة المخابرات الغربية العالمية، والمخابرات الأردنية.
تقول المعلومات الاستخبارية أيضاً بأن شاكر العباسي يعمل تحت إمرته وإشرافه حوالي 50 عنصراً من السعوديين وبعض العرب الآخرين الذين يشاركون في القتال الدائر حالياً في العراق.
وتعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية بأن شاكر العباسي يسعى لملء فراغ القيادة الذي خلّفه مقتل الزرقاوي في تنظيم القاعدة.
يستعين شاكر العباسي بمستشار اتصالات، هو أبو الحسن، عمره 24 عماً، وهو طالب ترك دراسته الجامعية في مجال الصحافة لينضم إلى جماعة فتح الإسلام، ويشرف على مجلة اخبارية تهدف إلى تجنيد العناصر الجديدة للجماعة.
المعلومات الخاصة حول شاكر العباسي تقول بأنه من مواليد فلسطين، وقد خرج مع عائلته إلى الأردن عندما كان طفلاً يافعاً، وقد التحق بالدراسة الجامعية في كلية الطب، ولكنه ترك دراسة الطب لنضم إلى حركة ياسر عرفات، وشارك في العديد من العمليات المسلحة ضد إسرائيل، وانتقل إلى سوريا، حيث تم اعتقاله لفترة ثلاثة أعوام.. ويبلغ عمر شاكر العباسي حالياً 51 عاماً.
• الصراع مع السلطات اللبنانية:
أشار مراسل صحيفة الهيرالد تربيون إلى أن العباسي قد تحدث إلى مراسل صحيفة التايمز اللندنية، وقال بأنه لن يقوم بتنفيذ أي عمليات عسكرية داخل لبنان، واعترف بأنه يقوم بإرسال المقاتلين إلى العراق، وقال بأن تنظيمه (جماعة فتح الإسلام) يعمل في مخيم نهر البارد خصيصاً لهذا الغرض منذ بداية الحرب في العراق، وبأن تنظيم (عصبة الأنصار) يعمل أيضاً خصيصاً لهذا الغرض ولكن في مخيم عين الحلوة الواقع على مسيرة نصف ساعة بالسيارة جنوب العاصمة بيروت.
وعموماً، لقد أشار الصحفي الأمريكي سيمور هيرش في مقاله الذي حمل عنوان تبديل الاتجاه، ونشرته مجلة النيويوركر الأمريكية إلى أن الإدارة الأمريكية قد غيرت وبدلت في توجهاتها الاستراتيجية بدءاً من نهاية العام الماضي، وذلك بحيث أصبحت تنفذ بعض العمليات السرية التي يشرف عليها بشكل مباشر مكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ويتم تنفيذ هذه العمليات السرية داخل العراق، لبنان، إيران، وذلك بالاتفاق والتعاون بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الأردنية، المصرية، السعودية، ومخابرات محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، إضافة إلى قيام بعض الفصائل والقوى الموجودة في المنطقة بتقديم التعاون والمساعدة والدعم في هذه العمليات السرية ويتوقع أن تنخرط في برنامج عمليات ديك تشيني السرية قوى 14 آذار المسيطرة على حكومة السنيورة الحالية وأجهزة أمنها ومخابراتها وقوى أمنها الداخلي.. وحتى الآن هناك الكثير من التساؤلات حول اشتباكات صباح اليوم بين جماعة فتح الإسلام، وقوات الجيش اللبناني، ومن ثم أبرز هذه التساؤلات:
هل قامت عناصر جماعة فتح الإسلامي حقيقة بمحاولة استخدام سياراتها الخاصة في محاولة نهب الفرع المصرفي؟.. ولماذا لم تنجح في نهب المصرف طالما أن لها 150 عنصراً مدججاً بالسلاح؟.. وهل هناك شهود من أهالي بلدة أميون على محاولة نهب البنك أم أن الأمر يتعلق حصراً بـ(صورة) سيارة؟.. وهل هي لنفس السيارة.. أم لسيارة من نفس النوع والموديل واللون.. وتم تركيب اللوحات (المطلوبة) عليها؟..
لقد جاء ديك تشيني إلى المنطقة في نهاية العام الماضي، ودار حديث طويل حول الجماعات الأصولية الإسلامية السنية والدور الذي يمكن أن تلعبه، في إشعال الحرب السنية- الشيعية.. فهل يا ترى غيّر ديك تشيني وجهة نظره لأن خطة إشعال الحرب السنية- الشيعية قد فشلت بعد المواجهات التي حدثت بين جيش المهدي والقوات الأمريكية.. وبالتالي أصبحت أمريكا تطبق مخطط الخطة (ب) الهادف إلى التخلص من الجماعات الأصولية السنية التي تدعم التمرد في العراق، عن طريق قيام أجهزة مخابرات دول المعتدلين العرب ومن يتعاونون معهم بوضع وتنفيذ التوجهات الأمريكية الجديد’ الهادفة إلى إلقاء القبض على عناصر هذه الجماعات بعد تلفيق الاتهامات الجنائية ضدها، والقبض على عناصرها وتسليمهم للمخابرات الأردنية وغيرها للتخلص منهم، والاستفادة من وقائع المخطط الجديد بتلفيق التهم الإضافية (لسوريا)، باعتبارها المسؤولة عن دعم الجماعات الأصولية الإسلامية، وفي هذا الوقت بالذات، والذي هو (توقيت) يتميز بالدقة الفائقة في تحديد ساعة الصفر التي اختارها (المعلمون) الذين خططوا له، وذلك لكي يأتي متزامناً مع التطورات الجديدة في (ملف المحكمة الدولية.. وأيضاً لإثارة الكراهية ضد الفلسطينيين في أوساط اللبنانيين في الوقت الذي تتأهب فيه دبابات الجيش الإسرائيلي لاقتحام قطاع غزة والقيام بعملية وحشية جديدة.
وبرغم كل هذه التساؤلات، من يدري فالحقائق بالتأكيد سوف تظهر يوماً ما.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...