مؤتمر الخريف: غموض أمريكي وتشكيك عربي وتساؤل سوري

26-09-2007

مؤتمر الخريف: غموض أمريكي وتشكيك عربي وتساؤل سوري

اعتبرت وزارة الخارجية المصرية التوجه الأمريكي إلى دعوة سوريا للمشاركة في مؤتمر الخريف المزمع عقده في واشنطن نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، تطورا إيجابيا، في وقت تضاربت آراء المسؤولين الأمريكيين بشأن مشاركة دمشق. وكشفت مصادر مطلعة أن هذا التوجه جاء نتيجة لمشاورات مصرية - سعودية - أمريكية. وأشارت إلى أن الأطراف الثلاثة تداولوا صيغ المشاركة العربية في المؤتمر وهناك قبول لفكرة دعوة سوريا ضمن لجنة المبادرة العربية للسلام المنبثقة عن قمة الرياض في مارس آذار الماضي. واستند قلق القاهرة إلى أن المؤتمر المقترح من دون توافر متطلبات نجاحه سيكون له نتائج وخيمة، حيث بدا الاقتراح بالنسبة للمصريين مجرد محاولة من الإدارة لكي تبدو عملية التسوية وكأنها تتحرك في وقت تحتاج فيه الإدارة إلى دعم عربي في ملف العراق مع قرب دخول سباق الانتخابات الرئاسية.

وحاول مسؤول أمريكي كبير احتواء التوقعات بشأن نتائج مؤتمر الخريف المزمع عقده في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في واشنطن التي تضاربت التصريحات الصادرة عنها بشأن دعوة سوريا للمشاركة. وقال المسؤول الأمريكي إن المؤتمر لن يأخذ شكل “مفاوضات حول الوضع النهائي” وإنما هو إحدى الخطوات “التي تؤدي في النهاية إلى مفاوضات حول الوضع النهائي”. وفي ما بدا وكأنه بادرة في اتجاه دول عربية، المح مسؤول أمريكي كبير آخر في وزارة الخارجية الأحد إلى احتمال دعوة سوريا إلى المؤتمر بصفتها عضوا في لجنة المتابعة العربية. لكن مسؤولا أمريكيا كبيرا آخر رفض الكشف عن اسمه ألقى في المقابل بشكوك حول هذه الدعوة قائلا انه لم يتم توجيه أي دعوة رسمية إلى أي طرف في الوقت الراهن وان الحكومة الأمريكية لم تقرر بعد بشكل نهائي حجم المؤتمر. وقال المسؤول في إدارة بوش الاثنين ان “الأمر الأكثر طبيعية هو دعوة كل أعضاء اللجنة، لكنني اعتقد من وجهة نظر دبلوماسية، انه ليس هناك بعد دعوة رسمية”. وأضاف “لم نتخذ بعد قرارا نهائيا حول حجم المؤتمر، ولا حول الطريقة الدقيقة للقيام بذلك”.

واعتبر دبلوماسي أوروبي في دمشق أن الولايات المتحدة “تقر بأن حضور سوريا ضروري”. وأوضح الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته أن سوريا “هي من ضمن الدول المعنية بالتسوية”. وذكر بأن سوريا تعاني “عزلة” من جانب بعض الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة بسبب سياستها الاقليمية.

وقال محلل سوري ل”فرانس برس” “إنه إذا كان المؤتمر يتعلق بعلاقات عامة فلا مصلحة لسوريا للمشاركة فيه”. وأضاف أن دمشق “ستدرس المشاركة في ضوء مضمون الدعوة، وهي لا تذهب إلى مؤتمر غير معروفة خطواته”. وتابع “إذا كان المؤتمر سيناقش العلاقات الفلسطينية “الإسرائيلية” فإن الفلسطينيين غير موحدين، وهذا يدل على انحياز المؤتمر لطرف فلسطيني دون آخر”.

ونبه إلى أن “سوريا لن تتنازل عن دعمها للمقاومة الوطنية ولا عن تحالفها مع ايران”.

وتوقعت صحيفة “تشرين” السورية فشل المؤتمر استنادا إلى التصريحات الأمريكية. كما توقعت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن ترفض دمشق تلبية الدعوة للحضور.

وفي الرياض، أفاد مصدر رسمي سعودي أن السعودية لم تتخذ موقفا بعد من حضور المؤتمر “وهي في انتظار وضوح الصورة في شأن جدول أعماله وأهدافه”.

وأكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية على هامش مشاركته في اجتماعات الامم المتحدة، أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجمعوا خلال اجتماعهم التنسيقي السنوي أول أمس في مقر الأمم المتحدة على موقف حكوماتهم الثابت والمعروف تجاه الشرق الأوسط وقضايا أخرى. وأعرب العطية عن أمله في أن لا تقتصر أهداف مؤتمر الخريف على إصدار بيان حسن نوايا. ورحبت لجنة متابعة المبادرة العربية بالدعوة لعقد مؤتمر الخريف وطالبت بقيام “إسرائيل” بعدد من الخطوات لضمان نجاح المؤتمر. ووصف وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل الاجتماع بأنه جاء مثمرا ومعمقا وانه أكد خلاله على ضرورة ان يكون الهدف من المؤتمر هو إرساء “السلام”.

المصدر: وكالات


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...