زيارة المعلم إلى برلين تثير خلافات في صفوف حكومتها الائتلافية

19-01-2008

زيارة المعلم إلى برلين تثير خلافات في صفوف حكومتها الائتلافية

أثارت زيارة وزير الخارجية وليد المعلم، أمس الأول، إلى برلين جدلاً حاداً داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا، فيما نفت الحكومة وجود خلافات بين المستشارية ووزارة الخارجية في ما يتعلق بالسياسة الألمانية تجاه دمشق رغم اعترافها بوجود تقييمات مختلفة.
وأشارت صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» إلى أنّ الاختلاف بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير تجاوز السياسة الخارجية لبرلين تجاه موسكو وبكين ليصل إلى الشرق الأوسط، حيث تعارض ميركل مكافأة سوريا على خلفية الوضع لبنان.
لكنّ نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغ قال إن مسألة حث سوريا على القيام بدور بناء ومهم في عملية السلام في الشرق الأوسط يشكل رؤية ألمانية مشتركة، مشيراً إلى وجود تقديرات مختلفة أحياناً بين المستشارة الألمانية ووزير خارجيتها في ما يتعلق باستقبال الزوار، في أشارة إلى زيارة المعلم.
وكانت صحيفة «فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ» لفتت إلى أنّ ميركل لم تدعم شتاينماير خلال لقائه المعلم، كما أنّها لم تجتمع بالوزير السوري، مشيرة إلى أنّ الحكومتين اللبنانية والأميركية اشتكتا لدى المستشارية بسبب الزيارة.
وفي هذا الإطار أوضح شتيغ إنّه «ليس غريبا قبل اجتماعات مماثلة، أن تطرح حكومات أخرى ودول صديقة أسئلة وتطلب توضيحات وتدلي أحيانا بملاحظات»، متسائلاً «لماذا في هذه الحال لم يوجه هذا الطلب مباشرة إلى وزارة الخارجية التي نظمت اللقاء، ولماذا وجهت الولايات المتحدة ولبنان الطلب إلى المستشارية؟ لا ادري. المستشارية نقلت مضمون هذا الموقف إلى وزارة الخارجية»، فيما اكتفى المتحدث باسم الخارجية مارتن ياغر بالقول «أخذنا علماً بهذا الموقف».
وقال مصدر دبلوماسي أميركي إن واشنطن «ستظل على اتصال وطيد بالمستشارية ووزارة الخارجية اللتين تدركان قلقنا حيال سوريا وأدائها».
ولفتت الصحيفة إلى أنّ بعض الأطراف في برلين تشارك واشنطن وبيروت هذا الرأي، إلا أنها تخلت عن التدخل في شؤون وزارة الخارجية بالنظر إلى الأجواء الحالية داخل الائتلاف الحاكم.
ونقلت «زود دويتشه تسايتونغ» عن ممثل التحالف المسيحي في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني كارل تيودور غوتنبرغ (من الحزب المسيحي البافاري) إنه كان ينبغي على شتاينماير أن يتجنب إعطاء انطباعات التصرف من جانب واحد، فيما قال منسق السياسة الخارجية في التحالف إيكارت فون كلادن إنه من غير المجدي «إعداد البساط الأحمر» باستمرار لسوريا.
في المقابل، دافع «الحزب الاشتراكي الديموقراطي» عن استقبال شتاينماير، وهو أحد أعضائه، للمعلم، حيث اعتبر المتحدث باسم الحزب رولف موتسنيش أنّ «النبذ هو الطريق الخاطئ»، مشدداً على أهمية «تكثيف الحوار مع سوريا».
بدوره رأى خبير السياسة الخارجية في «الحزب الديموقراطي الحر» فيرنر هوير أن هدف المرحلة الحالية يجب أن يتمثل في تحرير سوريا من أحضان إيران وإعادتها إلى المجتمع الدولي، مشدداً على أنّ ذلك «لا يمكن أن يتم من دون حوار».
وفي بيروت، أكدت وزارة الخارجية «عدم صحة هذا الخبر»، مشيرة إلى أن «الاتصالات السياسية بين لبنان والدول الصديقة كألمانيا دائمة ومستمرة في الإطار الدبلوماسي الطبيعي». كما اعتبرت أن «التواصل بين الدول الشقيقة والصديقة هو أمر مطلوب ومرغوب في إطار ما قد يكون له من انعكاسات إيجابية على الوضع في المنطقة ولبنان». 
وقالت مصادر أن الأمانة العامة في وزارة الخارجية نفت علمها بأي رسالة استنكار أو احتجاج، فيما تبلغت من السفير رامز دمشقية أنه زار الخارجية الألمانية قبل أيام من زيارة المعلم وطلب فقط الاستفسار عن برنامج زيارة الوزير السوري.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...