دلالات صفقةالسلاح التركيةمع روسيا وتأثيرهاعلى توازن القوى في المنطقة

19-05-2009

دلالات صفقةالسلاح التركيةمع روسيا وتأثيرهاعلى توازن القوى في المنطقة

الجمل: تفيد التحركات الدبلوماسية الجارية حالياً في منطقة القوقاز – شرق المتوسط إلى أن صيغة توازن القوى الإقليمي قد بدأت تتغير بشكل بدأ يلقي بتداعياته لجهة احتمالات حدوث تغير كبير في معطيات خارطة التحالفات الإقليمية والدولية في المنطقة.
* ماذا تقول المعلومات؟
تعتبر كل من دمشق وأنقرة وطهران وتل أبيب بمثابة اللاعبين الرئيسيين في المنطقة وعلى خلفية معطيات خارطة التحالفات التقليدية التي كانت سارية فقد كانت تغلب على المنطقة نوعان من الروابط:
• روابط خط أنقرة – تل أبيب المسنودة أمريكياً.
• روابط خط طهران – دمشق التي كانت تجد دعم روسيا وبعض دول المنطقة.
ولكن حدثت مؤخراً التطورات الآتية:
• زيارة الرئيس التركي عبد الله غول إلى دمشق وموسكو والتي سبقتها زيارات رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان إلى المنطقة.
• تزايد خلافات خط أنقرة – تل أبيب وأنقرة – واشنطن برغم زيارة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس وزرائه وزيارة الرئيس باراك أوباما إلى أنقرة.
• تزايد تقارب علاقات خط أنقرة – طهران.
• إجراء المناورات العسكرية السورية – التركية.
• نجاح أنقرة في تهدئة خلافاتها مع أرمينيا مع الاحتفاظ بالعلاقات مع أذربيجان.
• تزايد المعارضة لنظام ساخاشفيلي الجورجي الموالي لواشنطن وتل أبيب المصحوب بتزايد صعود قوة المعارضة الجورجية المطالبة بالوفاق والتفاهم مع موسكو إضافة إلى تعزيز الروابط مع تركيا.
إضافة لذلك فقد حدثت المزيد من الوقائع الدراماتيكية تفيد لجهة تزايد تسارع الحراك في المنطقة ومن أبرز هذه الوقائع تشير المعطيات التي شهدتها مؤخراً الساحة التركية:
• إلغاء تركيا لصفقة شراء الطائرات بدون طيار التي سبق أن عقدتها مع إسرائيل.
• بدء التفاهمات التركية – الروسية لجهة قيام روسيا بتزويدها بأنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة.
• إعلان أنقرة رسمياً بأنها سوف لن تسمح بمرور الطائرات الحربية الإسرائيلية لاستهداف إيران إضافة إلى التأكيد بأن تركيا ستسقط أي طائرة إسرائيلية تحاول عبور المجال الجوب التركي بشكل غير مشروع.
• توصل أنقرة إلى التوافق مع أذربيجان وإيران وروسيا وكازاخستان وتركمانستان حول تمديد أنابيب نفط منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى وإيران عبر الأراضي التركية وصولاً إلى بدان الاتحاد الأوروبي.
الوقائع المشار إليها حدثت خلال العشرة أيام الماضية بما يؤكد بأنها حديثة بشكل مكثف وكان من غير الممكن حدوثه في الماضي ونلاحظ أيضاً أن جميع هذه الوقائع تفيد لجهة تزايد الفجوة في علاقات أنقرة مع واشنطن وتل أبيب وفي الوقت نفسه لجهة التقارب مع دمشق وطهران وموسكو، وتقول المعلومات أن انضمام بغداد لهذه المجموعة هو مسألة وقت فقط لأن بغداد لن تستطيع مهما أوتيت من قوة تخطي السقف الجيوبوليتيكي المحكم الذي تمثله علاقات مثلث دمشق – طهران – أنقرة المدعوم روسيا.
* ماذا تحمل معطيات المسرح التركي؟
الصراع الدائر بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري المعارض لم يعد صراعاً تتوقف نتائجه ومجرياته على تأثير المفاعيل الخارجية وإنما أصبح أكثر تأثراً بالمفاعيل الخارجية، حيث راهن حزب الشعب الجمهوري التركي على التحالف مع أمريكا وإسرائيل كوسيلة لتعزيز قوة تركيا وإنجاز عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي بواسطة القوى العلمانية المدنية والمؤسسة العسكرية التركية الملتزمة بالمبادئ الكمالية.
ولكن هذا الرهان انقلب رأساً على عقب خلال الأيام الثلاثة الماضية التي تقدمت فيها المفوضية الأوروبية بطلب جديد إلى تركيا يشترط عليها ضرورة إلغاء استقلالية المؤسسة العسكرية التركية وإلغاء دورها الدستوري كحارس للعلمانية التركية بحيث يتم استبدال ذلك بوضع تصبح فيه المؤسسة العسكرية ملتزمة تماماً بالبقاء تحت السيطرة المدنية.
مطالبة الاتحاد الأوروبي بالسيطرة على المؤسسة العسكرية التركية سيترتب عليه اختلال توازن معادلة العلاقات المدنية – العسكرية التركية التي ظلت طوال الفترة الماضية تتضمن الآتي:
• التزام المؤسسة العسكرية بدورها الدستوري إزاء حماية المبادئ الأتاتوركية الستة.
• التزام المؤسسات المدنية بدورها الدستوري إزاء العمل ضمن سياق الثورية والديمقراطية الغربية.
بعد صدور مشروطيات الاتحاد الأوروبي مباشرة برزت المعلومات حول مساعي أنقرة لجهة الحصول على العتاد العسكري الروسي وإلغاء صفقة الطائرات الإسرائيلية. ويعتبر الجيش التركي ثاني أكبر قوة عسكرية في قوات الناتو البرية وبالتالي فقد ظلت مذهبية الجيش التركي العسكرية والقتالية تعتمد وترتبط بقدر كبير بالمذهبية العسكرية والقتالية الأمريكية والأوروبية التي تستند إلى العتاد العسكري الغربي، وبالتالي فإن مجرد قبول الجيش التركي باستخدام العتاد الروسي هو أمر يفيد لجهة تزايد احتمالات أن تطرأ تعديلات في مذهبية الجيش التركي بما سيترتب عليه بالضرورة حدوث التنافرات بين مذهبية الجيش التركي ومذهبية حلف الناتو.
إن الحصول على الرادارات ووسائط الدفاع الجوي الروسية المتطور سيتيح للقوات التركية الحد من الاختراقات الجوية التي ظلت تقوم بها الطائرات الإسرائيلية والأمريكية  وسيجعل من قيام هذه الطائرات باستهداف إيران أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.
إن مساعي أنقرة لتنويع مصادر التسليح تمثل في حد ذاتها مؤشراً جديداً لجهة نزوع أنقرة نحو المزيد من الاستقلالية العسكرية ولكن برغم ذلك، فقد أشارت التسريبات القادمة من واشنطن أن البنتاغون يدرس حالياً إمكانية حصول تركيا على بطاريات باتريوت بما يعزز دفاعاتها الجوية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...