دبلوماسية الإعاقة الأمريكية للقمة العربية ودورة الألعاب الأولمبية

27-03-2008

دبلوماسية الإعاقة الأمريكية للقمة العربية ودورة الألعاب الأولمبية

الجمل: استحدث خبراء الصراع الدولي مفهوم "الدبلوماسية الوقائية" في معرض الإشارة إلى الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى جعل علاقات السلام والتعاون تستبق علاقات الحرب والصراع. وتشير معطيات الخبرة التاريخية إلى الكثير من الجولات المكوكية واللقاءات والمؤتمرات الدبلوماسية التي تم عقدها من أجل منع ودرء حدوث النزاعات والحروب.
* دبلوماسية واشنطن – تل أبيب الوقائية الجديدة:
استطاعت مراكز دراسات جماعة المحافظين الجدد بدعم من صقور الإدارة الأمريكية، وضع الأسس والمخططات العامة لاستخدام الدبلوماسية الوقائية ضمن المزيد من الأدوار الوظيفية الجديدة التي تتعاكس وتتناقض وتتنافى مع المبدأ الرئيسي الذي اخترع من أجله الدبلوماسيون مفهوم "الدبلوماسية الوقائية".
الاستخدام الجديد، جاء ضمن ورقة بحثية أعدها اليهودي الأمريكي الخبير أندرو كريبينيفيتش وتم نشرها في العرض الدفاعي ربع السنوي تحت عنوان «تغيير حلفاء أمريكا».
تحدثت الورقة عن المنظور الواقعي والمتطور المثالي في السياسة الخارجية الأمريكية التدخلية، وذلك بما يتخطى باتجاه السقف الأعلى تتيحه مذهبية الريغانية الجديدة، ضمن المسار الدبلوماسي، وبتحديد أكثر المقصود هنا هو أن يتم استخدام الدبلوماسية كوسيلة تدخلية تعمل على غرار النموذج الاستخباري – العسكري.
* من الضربة الاستباقية إلى "الإعاقة الاستباقية":
بررت الإدارة الأمريكية تدخلها في أفغانستان والعراق على أساس اعتبارات تطبيق إستراتيجية الضربة الاستباقية الهادفة إلى مواجهة المخاطر التي تهدد الأمن الأمريكي والقضاء عليها في مصادرها قبل أن تستفحل وتتصاعد وتصل إلى داخل الولايات المتحدة. بكلمات أخرى، تطبيق الضربة الاستباقية يفيد لجهة التقدم ومباغتة الخصم في مكانه بدلاً من انتظار حضوره. ولكن، في تطور جديد، فقد بدا واضحاً أن عدوى الضربة الاستباقية قد انتقلت إلى نطاق السياسة الخارجية الأمريكية، وقد اتضح جلياً أن الدبلوماسية الأمريكية تبذل جهوداً خارقة من أجل تنفيذ عملية دبلوماسية وقائية تهدف إلى:
• إعاقة عقد القمة العربية في العاصمة السورية دمشق.
• إعاقة قيام دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الصينية بكين.
* دبلوماسية الإعاقة: تحليل مقارن:
بالنسبة لقمة دمشق، مارست الإدارة الأمريكية ضغوطها الدبلوماسية المكثفة على جماعة المعتدلين العرب المكونة من حلفاء أمريكا الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط. وتقول المعلومات الأولية بأن الضغوط الدبلوماسية الأمريكية على مستوى البيت الأبيض وتحديداً عن طريق الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني اللذان أطلقا المزيد من التصريحات التي تؤكد عدم رضا واشنطن على دمشق وعلى ضرورة أن يحترم حلفاء أمريكا في المنطقة موقف واشنطن المعادي لدمشق.
بالنسبة لدورة الألعاب الأولمبية في بكين، تتحرك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في واحدة من أكبر العمليات السرية ضد جمهورية الصين الشعبية، وقد تبين ارتباط الاحتجاجات الأخيرة التي حدثت في إقليم التبت الصيني بأنشطة الوكالة، وتبين أكثر فأكثر ارتباط الزعيم الروحي البوذي الدالاي لاما بواشنطن وبعض العواصم الغربية، وأيضاً إسرائيل، وقد كشفت وقائع زيارة المستشارة الألمانية الأخيرة لإسرائيل بأن حوالي 1600 من أتباع الدالاي لاما يقيمون في إسرائيل، وبأنهم تجمهروا  وسلموا المستشارة الألمانية عريضة تطالب ألمانيا بالوقوف إلى جانب حركة الاحتجاج مؤخراً في إقليم التبت وبمقاطعة دورة الألعاب الأولمبية التي ستستضيفها الصين.
حتى الآن، تقول المؤشرات، بأن مخطط إفشال قمة دمشق قد باء بالفشل لجهة أن القمة:
• ستعقد في موقعها.
• ستحضر الأطراف العربية الرئيسية.
وكل ما استطاعت دبلوماسية الإعاقة الوقائية الأمريكية النجاح في تحقيقه –برغم جهدها الكبير- هو تقليل بعض الأطراف العربية لمستوى تمثيلها وهو أمر لا يعيب فعالية القمة العربية ولا ينتقص من دورها، لأن الاعتراف العربي بأجندة وبنود وقرارات قمة دمشق سيكون سارياً على الجميع.
أما بالنسبة لدورة الألعاب الأولمبية في الصين، فمن المؤكد أن معظم دول العالم ستحضر وتشارك فيها، اللهم إلا بعض حلفاء أمريكا، مثل إسرائيل ونظام حامد كرزاي الأفغاني والنظام الكولومبي، وبرغم الجهود الأمريكية الحثيثة التي بدأت فإنه لم تتحدث حتى الآن أي دولة من دول العالم عن رغبتها في مقاطعة أولمبياد بكين تضامناً مع الزعيم البوذي الدالاي لاما وأتباعه.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...