بوتين وأردوغان: توقيع 10 اتفاقيات اقتصادية ولا اتفاق حول سوريا

04-12-2012

بوتين وأردوغان: توقيع 10 اتفاقيات اقتصادية ولا اتفاق حول سوريا

لم يستطع اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، في اسطنبول أمس، جسر الهوة بين البلدين بشأن الحل المطلوب للازمة السورية، بالرغم من تأكيدهما وجود توافق بينهما وتوصلهما الى أفكار جديدة حول التسوية المحتملة.
وقالت مصادر سورية، رداً على الأخبار التي تم تداولها بشأن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن «لا معلومات لديها عن مقدسي» الذي اختفى منذ الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن أية قرارات لم يتم اتخاذها بشأنه بانتظار جلاء الصورة، وذلك خلافاً لما ذكر إعلامياً عن إعفائه من منصبه.

إلى ذلك، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران سعيد جليلي، خلال لقائه رئيس هيئة التنسيق الوطنية السورية في المهجر هيثم مناع في طهران، أن الدول التي تتدخل في شؤون سوريا تحولت بحد ذاتها إلى جزء من المشكلة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، خلال لقائه مناع «ضرورة وقف العنف في سوريا وتخفيف معاناة وآلام الشعب السوري»، مشددا على أن «الحل السياسي هو الحل الوحيد والمنطقي لعودة الهدوء والاستقرار إلى سوريا». ورأى ان «استمرار الوضع الحالي لا يصب في مصلحة أي من الطرفين»، معتبرا أن «بعض الإجراءات التي تنم عن تدخل القوى الأجنبية تصب الزيت على النار وتؤجج الخلافات بين أصحاب التوجهات السياسية والدينية والمذهبية في سوريا، بغية تحقيق مآرب سياسية مغرضة في سوريا».

وحذر بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اردوغان في اسطنبول، السلطات التركية من أن موضوع نشر حلف شمال الأطلسي صواريخ «باتريوت» على الحدود مع سوريا، يزيد المخاوف من توسع النزاع.
وقال بوتين: «نشاطر تركيا قلقها من التطورات التي تحصل على الحدود، ولكننا ندعو إلى ضبط النفس. إن وضع قدرات (عسكرية) إضافية على الحدود لا يهدئ الوضع، بل بالعكس يوتره». واستند إلى مثل شعبي روسي ليشرح معارضة بلاده نشر هذه المنظومة الصاروخية. وأوضح: «يقولون: انه إذا كانت بندقية معلقة على جدارك في بداية لعبة، ستستخدم بالتأكيد لإطلاق النار في نهايتها».
وحول احتمال قيام سوريا باعتداء على تركيا، قال بوتين إن «ذلك أمر مستبعد لان سوريا تشهد نزاعا داخليا وليس بإمكانها مهاجمة الجيران»، مضيفا إن «قصف المناطق الحدودية التركية جاء عن طريق الصدفة».
وأعلن بوتين أن «مواقف روسيا وتركيا تتطابق في ما يخص تقدير الوضع في سوريا، ليس فقط في المسألة الإنسانية، إنما أيضا حول الوضع الذي يجب التوصل إليه في سوريا، ولكن لم يتم التوصل إلى مبادئ مشتركة بشأن سبل التسوية»، موضحا انه ظهرت لدى موسكو وأنقرة أفكار جديدة حول التسوية السورية، لكن من السابق لأوانه الكشف عنها.
وكرر بوتين إن «روسيا ليست محاميا للنظام السوري، بل هي قلقة على مستقبل سوريا ولا تريد تكرار الأخطاء التي ارتكبت في الماضي القريب»، في إشارة إلى ليبيا. وأشار إلى أن «سوريا بعيدة عن صنع أسلحة نووية»، موضحا أنها «لم تقترب من ذلك أبدا».
وأعلن اردوغان، من جهته، أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي احمد داود اوغلو سيعملان معا بشكل مكثف لإيجاد حل للازمة السورية. وأكد أن «تركيا وروسيا تتفقان على ضرورة وقف العنف في ســوريا بأسرع ما يمكن».
وبالرغم من خلافاتهما السياسية، عزز البلدان مؤخرا مبادلاتهما التجارية التي يفترض أن تبلغ هذه السنة 35 مليار دولار. وأشاد بوتين واردوغان بالعلاقــات الاقتصادية بين روسيــا وتركــيا، وأعلنا انه يجب ان ترتفع التــبادلات التجارية لتصل إلى 100 مليار دولار سنويا.
ووقع مسؤولون أتراك وروس 10 اتفاقيات، في مجالات التجارة والطاقة والاقتصاد والمصارف وغيرها. يشار إلى أن روسيا هي المزود الرئيسي لتركيا بالغاز ويفترض أن تبني أول محطة نووية في جنوب تركيا بموجب عقد وقع عام 2010.
وأعلن بوتين أنه «لا يرى أي خطر محدق يطال تحقيق مشروع بناء أول محطة كهروذرية في البلاد وهي محطة أكويو التي تقوم شركة روس أتوم بتشييدها». وأشار إلى أن حجم الاستثمار الكامل في هذا المشروع يتخطى الـ20 مليار دولار، موضحا أن 25 في المئة من هذا المبلغ يستخدم لتأمين فرص العمل في تركيا.
وقال مسؤولون أتراك إن انقرة طلبت ثلاثة مليارات متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي من «غازبروم» الروسية عبر خط أنابيب «بلو ستريم». وتشتري تركيا 30 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويا.

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن لافروف أكد في اتصال هاتفي تلقاه من المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «عدم وجود بديل للعمل مع كل الأطراف السورية بهدف وقف العنف فورا وبدء الحوار الوطني السوري من دون شروط مسبقة لحل القضايا الملحة لجدول الأعمال الوطني».
وأضاف البيان إن «روسيا تعمل بشكل دائم على هذا الاتجاه، من خلال اتصالاتها الحثيثة مع السلطات السورية والمعارضة على حد سواء، ومن الضروري أن يعمل اللاعبون الخارجيون على هذا النحو، وبما يتماشي مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال اجتماع مجموعة العمل حول سوريا في جنيف في 30 حزيران الماضي».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...