المهددات والتحديات الأمنية القادمة بحسب «معهد واشنطن»

24-06-2008

المهددات والتحديات الأمنية القادمة بحسب «معهد واشنطن»

الجمل: استضاف منتدى سوريف الذي ينظمه سنوياً معهد واشنطن بإشراف اللوبي الإسرائيلي محاضرة حملت عنوان «التحديات، التهديدات الماثلة، والفرص في الشرق الأوسط». وقدم الندوة الخبير الأمريكي دونالد كير، نائب مدير المخابرات الأمريكية وقد أشار إلى النقاط الآتية:
• المقدمة: يوجد نوعان من الأشياء واحد نعرفه بالأساس، وواحد قد لا نعرفه. وبالنسبة للتي نعرفها بالأساس: فإنه في مجتمع المخابرات توجد أشياء عديدة لا يتم الحديث عنها. وبالنسبة للثابتة لا يعرف الكثيرون أن التخمين الاستخباري اليومي الذي يتم رفعه إلى الرئيس الأمريكي يشترك في إعداده مئات الآلاف من العناصر والخبراء.
• الشرق الأوسط: جيوبوليتيك التهديدات والتحديات: تطرق الخبير إلى خمسة دول شرق أوسطية باعتبارها تمثل مصادر التهديدات التي ستظل مدى الفترة القادمة تشكل تحدياً أمام السياسة الخارجية الأمريكية وأشار إلى هذه الدول ضمن تراتبية معينة على النحو الآتي:
* العراق: تحسنت الأوضاع الأمنية بسبب توسيع نطاق العمليات العسكرية بواسطة قوات التحالف والقوات العراقية، وبسبب تغيير الاستراتيجية العملياتية للقوات بحيث أصبحت تركز على أمن السكان ومساهمات القبائل والمتمردين السابقين الذين اقتنعوا بالتعاون مع قوات التحالف وبالقوات العراقية. ولكن برغم كل ذلك ما يزال العراق يشكل مصدراً رئيسياً للخطر لأن العديد من العوامل الداخلية ما زالت مفاعيلها ناشطة في تقويض أمن العراق بما أصبح يهدد قوات التحالف بمواجهة كارثة أكبر، خاصة وأن حكومة نوري المالكي أصبحت في مواجهة الخلافات والضعف المتزايد يوماً بعد يوم.
* لبنان: أدت أحداث مطلع الشهر الماضي إلى حصول حزب الله اللبناني على المزيد من المكاسب العسكرية والسياسية ونجح في ردع قوى 14 آذار التي وجدت نفسها في مواجهة خيارين إما الاستجابة لمطالب حزب الله أو الانتحار السياسي، وقد اضطرت إلى تقديم التنازلات كما رأينا في اجتماع الدوحة، على أمل أن تلوح لها الفرصة لاحقاً ريثما ترتب أوضاعها بما يعزز قدرتها على خوض المواجهة مع حزب الله وحلفائه في الساحة اللبنانية. لا يمكن أن ينجح اتفاق الدوحة في القضاء على الأزمة اللبنانية وتجاوز تداعياتها فالعنف اللبناني سيستمر بشكل متقطع وستتزايد التوترات وستظل الساحة اللبنانية متأرجحة غير مستقرة بما يجعل لبنان مصدر الخطر والتهديد في المنطقة.
* سوريا: يرتبط الموقف في سوريا بالموقف الذي نشاهده في لبنان وستلعب سوريا دوراً مؤثراً في لبنان عن طريق حلفائها الذين ستستمر في تقديم الدعم لهم وتأييدهم. وستؤيد سوريا عدم نزع سلاح حزب الله ودعم الحركات الفلسطينية الرافضة مثل حماس والجهاد الإسلامي. ولن تقوم سوريا بإغلاق مكاتب حماسي والجهاد وطرد قياداتها من سوريا. بدأت إسرائيل وسوريا محادثات سلام غير مباشرة بوساطة تركية وحتى الآن لم تقم سوريا بإسقاط شرطها المسبق المتعلق بإجراء المحادثات المباشرة التي تقبل فيها إسرائيل مقدماً الانسحاب من الجولان، وفي الوقت الذي ستساعد فيه هذه المحادثات على تخفيض التوتر بين سوريا وإسرائيل، فإن عدم قبول سوريا بوقف دعم المنظمات المعارضة لإسرائيل، والقيام بإبعاد سوريا عن إيران ستشكل مجتمعة عقبة أمام الوصول إلى اتفاقية سلام.
* الأراضي الفلسطينية: لا يمكن إجراء أي تخمين بالنسبة لإسرائيل بمعزل عن إجراء التخمين حول الأراضي الفلسطينية هذا، وبرغم المحادثات الفلسطينية – الإسرائيلية العالية المستوى حول قضايا الوضع النهائي فإن الاهتمام ينصب على مدى قدرة السلطة الفلسطينية على الإيفاء بالتزاماتها الأمنية وكسب التأييد الشعبي اللازم لذلك، ما زال الرئيس محمود عباس وأنصاره في حالة انكشاف  أمام حركة حماس والجماعات الأخرى، وسترتفع في المرحلة المقبلة حدة التوترات بين الرئيس عباس وحركة حماس. في قطاع غزة ما زال التأييد الشعبي لحركة حماس محتفظاً بزخمه المرتفع، برغم الحصار والضغوط الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية. في الضفة الغربية تحسنت أوضاع حركة فتح بسبب الضغوط الأمنية الإسرائيلية المتزايدة ضد حركة حماس ولكن السياسات الاستيطانية الإسرائيلية ستلعب دوراً في رفع شعبية حماس في الضفة والتقليل من شعبية الرئيس عباس وحركة فتح.
* إيران: استهلكت إيران الكثير من انتباه وتركيز واشنطن، وقد ظل المرجع الأعلى المسيطر على قضايا السياسة الداخلية وقضايا السياسة الخارجية الإيرانية وقد أدت سيطرة الجناح السياسي الإيراني المحافظ خلال الأعوام الماضية إلى حدوث تغيير كبير في البيئة السياسية الداخلية الإيرانية، والآن أصبح النظام الإيراني أكثر شمولية بحيث أصبح خصوم النظام يواجهون قمعاً متزايداً. إضافةً إلى أن تيار الإصلاحيين الإيرانيين أصبح يواجه تهميشاً وإقصاءاً متزايداً داخل إيران في مواجهة تيار المحافظين الإيرانيين الذين عززوا مواقعهم داخل إيران. المرجع الأعلى يؤيد الرئيس أحمدي نجاد وبرغم ذلك فإن الرئيس نجاد يواجه انتقاداً متزايداً داخل معسكر المحافظين وتركز هذه الانتقادات على توجهات الرئيس نجاد إزاء معالجة القضايا الاقتصادية وقضايا السياسة الخارجية. في المجال الاقتصادي تتمثل المشاكل في ارتفاع معدل البطالة والتضخم ويرى النظام الإيراني بأن الولايات المتحدة منهمكة ومشغولة بالعمل من أجل إكمال سيطرتها على العراق وأفغانستان وبأن إسرائيل مشغولة بالمواجهة مع حماس وحزب الله وبالتالي يتوجب على طهران استغلال هذه الفرصة في بناء نفوذ إيران بأسرع وقت ممكن. كما يفضل الإيرانيون أن يكون العراق دولة موحدة تحت قيادة الأغلبية الشيعية وستواصل إيران دعمها للحركات المسلحة العراقية والحركات الفلسطينية وحزب الله كما ستستمر في تطبيق برنامجها النووي الحالي.
• أبرز الاستخلاصات والنتائج: أشار الخبير الأمريكي دونالد كير نائب مدير المخابرات الأمريكية بأن التهديد والمخاطر التي أشار إليها هي التي تمثل التحديات الماثلة الآن أمام الرئيس الأمريكي الحالي والتي ستمثل أمام أي رئيس يجلس في المكتب البيضاوي. وأشار الخبير أن هذه التحديات ليست شأناً ذاتياً وإنما هي تحديات وتهديدات أفرزتها البيئة الشرق أوسطية البالغة التعقيد، ويرى كير بأن التعامل مع هذه التحديات يجب أن يتم بموضوعية لأنها تهدد الجميع في أمريكا وليس الديمقراطيين أو الجمهوريين وحدهم.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...