الأسد يؤكد عدم مشاركة سورية في مؤتمر السلام

11-10-2007

الأسد يؤكد عدم مشاركة سورية في مؤتمر السلام

أكد الرئيس بشار الأسد أن العدوان الاسرائيلي الأخير على سورية يعبر عن عدم رغبة اسرائيل بالسلام ومحاولة ابتزاز سورية مشدداً على أن سورية لن تتنازل عن مبادئها وحقوقها تحت الضغوط أو تحت أي ظروف كانت ولن يصلوا لمثل هذه النتيجة مهما قاموا بأعمال.‏

وقال الرئيس في حديث لصحيفة الشروق التونسية تنشره اليوم أجراه مع سيادته رئيس التحرير الأول في الصحيفة السيد عبد الحميد الرياحي ورئيس تحرير صحيفة لوكوتيديان التونسية السيد محمد علي رجب إن سورية لم تتلق الدعوة لمؤتمر الخريف وحتى لو أتت هذه الدعوة فإنها لن تشارك في مؤتمر يفتقر لفرص النجاح مشيراً إلى عدم وضوح جدية ومرجعيات المؤتمر والأسس التي يستند إليها.‏

ورداً على سؤال حول حرب تشرين التحريرية والعبر الباقية منها كمحطة خالدة في تاريخ الأمة وسبل إعادة روحها الى الوضع العربي الحالي أوضح الرئيس الأسد أن حرب تشرين التحريرية تركت في وجداننا شيئاً خاصاً مشيراً الى أنها لا تمثل قضية عسكرية بالمعنى العسكري فقط فهناك جوانب أخرى لها حيث عبرت عن التضامن العربي الذي نستذكره ربما بنوع من المرارة على غيابه اضافة الى جانب الارادة الذي جسدته.‏

وأشار الرئيس الأسد الى الشعور بالاحباط لدى المواطن العربي وربما المسؤول العربي الذي يدفعه للقبول بالأمر الواقع موضحاً أن حرب تشرين عبرت عن كيفية وامكانية تغيير الاحباط الذي كان موجوداً بين حرب 67 وحرب 73 التي تمكنت من تغيير هذا الواقع.‏

وفند الرئيس الأسد ادعاءات اسرائيل حول الغارة العدوانية التي قامت بها مشيراً الى الارباك والغموض الذي يعبر عن فشل المصدر الاستخباراتي الاسرائيلي أو الأمريكي الذي جعل المسؤول الاسرائيلي محرجاً من أن يقول ما هو الهدف من هذه الغارة.‏

وقال الرئيس الأسد: هم يحاولون تغطية الفشل بطابع الغموض وهم يقولون إن الهدف سري متسائلاً: اذا كان الهدف قليل القيمة فانه لايوجد شيء سري واذا كان الهدف له قيمة كبيرة فيجب على اسرائيل أن تتحدث.. أي بالنسبة لها هذا يمثل انتصاراً.. فهي غطت الفشل بالغموض.‏

ورداً على سؤال حول دور تركي في عملية السلام أشار الرئيس الأسد الى ان الوساطة التركية بدأت في العام 2004 ليعود الأمر ويطرح مرة أخرى لكن شيئاً لم يحصل على أرض الواقع إلا منذ حوالي ستة أشهر حين أعيد طرح هذا الموضوع من قبل الأتراك.‏

وقال الرئيس الأسد: لقد قلنا لهم نحن موقفنا من السلام لم يتغير وما نريده أولاً اعلاناً واضحاً من قبل ا لمسؤولين الاسرائيليين برغبتهم بالسلام واعادة الأرض الى سورية.‏

وثانياً نريد ضمانات بأن الأرض ستعود كاملة مشيراً الى أنه لاتوجد ثقة بيننا وبين الاسرائيليين وإذا كانت موجودة قليلاً في السابق فهي معدومة اليوم بكل صراحة.‏

وأكد الرئيس الأسد أن سورية تثق بتركيا وقلنا لمسؤوليها عندما تأتي الضمانات نستطيع أن نقول إن الجو أصبح مهيئاً للسلام وعندها يمكن الحديث عن التشاور مع القوى الأخرى لاطلاق المفاوضات مشيراً الى ضرورة التمييز بين دور الوسيط والراعي منوهاً بأن سورية متأكدة من أن هذه الادارة الأميركية لم تعمل من أجل السلام.‏

وقال الرئيس الأسد هناك أسس ومبادئ وعندما يجيب الاسرائيليون على هذه الأسس والمبادئ وما هو مصير الحقوق نستطيع أن نقيم الموقف الاسرائيلي الحقيقي لأن كل ما نسمعه هو كلام خطابي وانشائي لايعبر عن رغبة بالسلام.‏

وفيما يتعلق بمؤتمر الخريف جدد الرئيس الأسد التأكيد على أنه ينبغي أن يكون جدياً وواضحاً لجهة المرجعيات والأسس وفي مقدمتها القرارات الدولية 242 و 338 وغيرها وأن يكون شاملاً لجميع المسارات وأن يشمل قضية الجولان مشيراً إلى أن المسار السوري أساسي وقضية الجولان هي رقم واحد.‏

وأشار الرئيس الأسد الى أن الادارة الأميركية لاتمتلك الرؤية ولا الارادة للسلام وكذلك فإن اسرائيل لاتمتلك الارادة على الأقل ولانعرف عن الرؤية إن كانت موجودة أم لا ولكن هذه الحكومة الاسرائيلية ضعيفة وهي تستطيع أن تشن الحرب ولكنها لاتستطيع أن تحقق السلام.‏

وقال الرئيس الأسد ربما يكون هناك هدف تشتيت أذهان أو توجيه أذهان الرأي العام الأميركي أو الغربي باتجاه قضية أخرى غير قضية العراق التي ظهر فيها الفشل الذي يحاولون معالجة آثاره وفشلوا أيضا في هذا الأمر فربما قالوا لنتوجه باتجاه عملية السلام ولنحقق شيئاً ولو وهمياً نقدمه للرأي العام.‏

ورداً على سؤال حول النقطة التي يمكن لسورية فيها أن تبرم اتفاق سلام مع اسرائيل قال الرئيس الأسد : يمكن ذلك عندما تعود الحقوق كاملة من دون أي تنازل مشيراً الى أن ما سمعوه في بداية التسعينيات سيسمعونه الآن.. حقوق كاملة تشمل الأرض والسيادة الكاملة على هذه الأرض ولا شيء أقل من ذلك.‏

وفيما يتعلق بملف العلاقات السورية- اللبنانية أشار الرئيس الأسد الى أن هذه العلاقات لايمكن وصفها بالجيدة وأضاف ان الانقسام بين اللبنانيين ينعكس على العلاقات السورية اللبنانية.‏

وأوضح الرئيس الأسد بأن الانقسام الحالي هو بين قوى ترهن نفسها للوطن وللعلاقات العربية- العربية من خلال اصرارها على عروبة لبنان وبين قوى كانت دائماً تتحدث عن ربط مصيرها بالخارج وبالتالي تضع لبنان في مهب الريح أي أن يكون مصير لبنان مرتبطاً بمصير الصراعات الاقليمية التي لايبدو أنها ستنتهي في المستقبل القريب وهذا يعني بأن لبنان لن يستقر في المستقبل القريب.‏

وقال الرئيس الأسد لدينا وجهة نظر تجاه أي تيار يصبح أقرب الى اسرائيل أو يرتهن الى الخارج ولايمكن أن نبني مستقبل العلاقة السورية اللبنانية على أساس العلاقة مع قوى هي لاتؤمن بلبنان.‏

وتمنى السيد الرئيس أن يتم حسم المواضيع الخلافية في لبنان بالطرق السلمية والدستورية كي يستقر لبنان مؤكداً أن سورية كانت الأحرص دائماً على استقرار لبنان وعلى أن تكون العلاقة معه جزءاً من العلاقة الطبيعية التاريخية بين الشعبين الشقيقين.‏

وحول الاتهامات الأميركية لسورية لجهة التدخل بالشؤون اللبنانية قال الرئيس الأسد: هم يتحدثون عن أنفسهم بهذه الاتهامات فهم الذين يتدخلون في كل شيء ويخربون كل شيء في هذا العالم ويتهمون الآخرين, هم الذين يخربون في العراق وعلى الساحة الفلسطينية.‏

وأكد سيادته أن هذه الاتهامات مردودة عليهم وتفتقد الحد الأدنى من المصداقية حتى في الساحة الأميركية والساحة الدولية ولا مصداقية لها على الاطلاق في الساحة العربية ولذلك نحن لا نرد عليها ولا نهتم بها.‏

ورداً على سؤال حول تصريحات فريق 14 شباط التصعيدية تجاه سورية رغم إشادة سيرج براميرتز بالتعاون السوري قال الرئيس الأسد إنهم يعلنون بهذه التصريحات بأنهم يرتبطون بالأجنبي ويستقوون به وبأنهم باتوا جزءاً من أجندة خارجية وهم بأحاديثهم يبنون آمالهم على المخططات الاجنبية من عدوان على لبنان لضرب المقاومة أو على سورية أو على ايران.‏

وأكد الرئيس الأسد أنه لاخوف على المقاومة لأنها نشأت وكانت قوية عندما كان لبنان بالأساس منقسماً, مشيراً الى أن المقاومة اليوم أقوى بكثير من ذلك الوقت وخاصة شعبياً وهو الأهم فقوة المقاومة في دعمها الشعبي واحتضانها الشعبي الذي تجلى العام الماضي أثناء عدوان تموز.‏

وفيما يتعلق بالوضع في العراق بعد أربع سنوات على احتلاله أكد الرئيس الأسد ضرورة اهتمام العراقيين بالعملية السياسية وبما يجمع الشعب العراقي في المبادئ والأسس الوطنية والقومية وأيضاً في الآليات التي تحدد شكل الدول وتضمن وحدتها مشيراً الى أن الحل في العراق ينطلق من عروبة العراق مؤكداً أن سورية تتحاور مع العراقيين لمعرفة كيفية المساهمة في دعم العراق.‏

وشدد الرئيس الأسد على ضرورة أن يكون هناك دور عربي لمساعدة العراق خصوصاً أن ما طرح في الكونغرس الأميركي مؤخراً لجهة تقسيم العراق ينبغي أن يكون حافزاً كافياً لكل عربي بأنه مهدد بالتقسيم ولكي يتحرك كل من موقعه.‏

وحول الملف النووي الايراني أوضح الرئيس الأسد أن أي عمل عسكري اميركي ضد ايران سيكون أحمقاً ومضراً بالمنطقة والعالم ومن هنا ينبغي ان نبقى دائما متحفزين لاي عمل أخرق من الولايات المتحدة او من قبل اسرائيل واشار الرئيس الأسد الى ان ضرب ايران سيسبب مشكلة كبيرة على العالم واذا بدأت الحرب لن يعرف أحد متى تنتهي, ومن المفترض ان يواجه العرب هذه المشكلة لانهم في قلب الخطر وامام قنبلة موقوته .وحول رؤية سورية لحلحلة الوضع العربي اكد الرئيس الأسد بأن سورية تعتبر نفسها معنية بشكل مباشر اكثر من غيرها اليوم بهذه المسأله لانها في قلب العاصفة ومن مصلحة سورية ان يكون هناك تضامن عربي بأي حد ونناقش هذا الموضوع لنعرف ما الذي سنفعله وخاصة بالنسبة للاشهر المقبلة لكونها اشهراً مصيرية وسورية تفكر بارسال مبعوثين الى الدول العربية وبشكل خاص على خلفية قرار الكونغرس حول العراق وربما يكون ذلك حافزاً آخر لنا كمسؤولين عرب لكي نستعيد الرؤية الواقعية .‏

وبشأن العلاقات السورية مع السعودية ومصر اوضح الرئيس الأسد بأن العلاقات ليست كما يجب أن تكون ولكن لا يوجد انقطاع وهناك تشاور ولا يوجد مشكلة لدى سورية بأن تقوم بمبادرة من اجل تحسين العلاقات مشيرا الى ان زيارته الى السعودية ومشاركته في القمة ولقائه الجيد مع الملك عبدالله حيث كان الحديث صريحا وكذلك كان اللقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك .المشكله ان العلاقات العربية العربية جيدة على مستوى القمة وغير موجودة على المستويات الحكومية الاخرى.‏

واكد الرئيس الأسد أن سورية تسعى لتحسين الوضع العربي وعلاقاتها مع الدول العربية دون استثناء وفي هذا الصدد اوضح الرئيس الأسد ان العلاقات السورية التونسية تطورت في السنوات الاخيرة في مختلف الصعد.‏

وفي ملف التطوير والتحديث اكد الرئيس الأسد أن الالتزامات في كل المجالات ولكن نركز على الاولويات وخاصة ما يهم المواطن السوري وكانت الاولوية الاقتصادية على رأس الاولويات حيث لدينا معاناة كبيرة في هذا المجال نتيجة ظروفنا السياسية . والاولوية الثانية هي الاولوية السياسية ولكن مع التطورات في المنطقة نتيجة الضغوط على سورية واحتلال العراق اصبحت الاولوية الثانية لنا الحفاظ على الاستقرار فالاستقرار ضروري للتنمية الاقتصادية ولم يمنعنا ذلك من الاستمرار بمناقشة توسيع المشاركة, لكن الان الكل منشغل حول العدوان الاسرائيلي وقبل اسبوعين اعلنت الولايات المتحدة على منح صفقات ب 30 مليار دولار لتسليح المنطقة .‏

وفيما يتعلق بواقع اللاجئين في سورية اشار الرئيس الأسد الى ان فرض التأشيرة هدفه حساب من يأتي الى سورية ومن لا ياتي وان هناك حلولاً على المستوى الخدماتي.‏

واوضح الرئس الأسد بأن النظره السورية الى اللاجئ لم تكن فقط انسانية بل سياسية بهدف ان يبقى المواطن العراقي لديه نظرة ايجابية تجاه العملية السياسية في العراق ومن هنا الاحتضان السوري للعراقيين هو احتضان سياسي قبل ان يكون اقتصاديا .واشار الرئيس الأسد بأن سورية وصلت الى اعلى من السقف المحتمل ومع ذلك بقيت تستقبل اللاجئين ولكن لا بد من وضع اسس الآن لكي لا يأتي هذا المواطن الى سورية ولا يجد فرصة عمل .‏

من جهة أخرى أكد دانيال كورتسر السفير الاميركي السابق في كل من مصر واسرائيل أن عدم دعوة سورية الى الاجتماع الدولي للسلام

الذي طرحه الرئيس الامريكي جورج بوش سينسف المؤتمر ذاته.‏

وتساءل كورتسر في مقال تحليلي نشرته صحيفة هيرالد تريبيون الدولية الصادرة في باريس امس عن حظوظ هذا الاجتماع من النجاح او الفشل وقال ان بوش لم يقدم الا القليل من الايضاحات حول المؤتمر مكتفياً بمبادئ عامة غير كافية تتعلق بالقضية الفلسطينية وبالتالي فهو يغامر بالدعوة الى مؤتمر ستبقى جلساته فارغة.‏

ولفت كورتسر في مقاله المعنون بقمة الشرق الاوسط وصفة للفشل الى ان بوش خلق العراقيل منذ البداية حتى فيما يتعلق بفكرة عقد المؤتمر بذكره شروطاً تشكل عقبة أمام مشاركة بعض الاطراف.‏

ودعا كورتسر الولايات المتحدة الى أن ترفع سقف اللقاء المنشود وأن تضمن له النجاح وأن تحدد اهدافا واضحة يمكن تحقيقها على وجه السرعة لتكسب ثقة شعوب المنطقة محذرا من انه اذا لم تراع الولايات المتحدة عدة اعتبارات فإن اللقاء سينتهي بالفشل وستترتب علىه نتائج خطيرة.‏

وحدد كورتسر أربعة اعتبارات ينبغي أن يركز علىها المؤتمر لتحقيق السلام في المنطقة وأولها تحديد الهدف من عملية السلام والطريقة التي يمكن ان يتم التوصل من خلالها الى السلام وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي مؤكدا وجوب اجراء مفاوضات جادة تكون الولايات المتحدة ملتزمة بها والابتعاد عن الحلول الجزئية والمؤقتة.‏

وأضاف كورتسر أن ثاني هذه الاعتبارات هو توقف اسرائيل نهائيا عن اقامة مستوطناتها في الاراضي الفلسطينية وعن اجراءاتها التعسفية ضد الشعب الفلسطيني وثالثا التزام الولايات المتحدة بتوصل الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى اتفاق على المبادئ حول الوضع النهائي وتحديد المرجعيات القادرة على البت بقضايا جوهرية مثل الحدود والامن واللاجئين ووضع مدىنة القدس ورابعا تحديد جدول زمني للمفاوضات المقبلة والتزام الاطراف بهذا الجدول لكي يشعر المشاركون بأن ما يخرج به المؤتمر هو في غاية الجدية.‏

 

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...