إسرائيل متوجسة من عودة العلاقات الروسية ـ السورية أفضل مما كانت

01-09-2007

إسرائيل متوجسة من عودة العلاقات الروسية ـ السورية أفضل مما كانت

الجمل:   فشلت محاولات إسرائيل في القضاء على العلاقات السورية - السوفييتية في الماضي، ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة، تزايدت محاولات إسرائيل المحمومة سعياً وراء بناء الروابط الإسرائيلية- الروسية، وبرغم القبول النسبي الذي وجدته إسرائيل بمساعدة أمريكا والغرب في إحراز بعض التقدم في هذه الروابط، إلا أن العلاقات السورية- الروسية، كانت دائماً هي الأقوى، وذلك بسبب الالتزام بقيم الحق والمشروعية والقيم المتوازنة، وقد كانت إسرائيل هي الخاسر الوحيد بسبب مواقفها الخاطئة، وإصرارها على تمرير ملفاتها في علاقاتها مع روسيا عبر (شبابيك ونوافذ) اللوبيات الإسرائيلية، بدلاً عن (الباب).

·       سورية موضوع الأزمة الجديدة في العلاقات الروسية- الإسرائيلية:

تقوم التقارير الصادرة اليوم في العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، بأن المسؤول الرفيع المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية، اموس جلعاد، قد تبرع بإلقاء المزيد من التصريحات النارية، وعلى طريقة المتحدث الرسمي للبيت الأبيض الأمريكي طوني سنو الذي سوف يغادر البيت الأبيض لإصابته بالسرطان، فقد اتهم اموس جلعاد روسيا بأنها تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن التوترات الجارية حالياً بين روسيا وإسرائيل. وأضاف اموس جلعاد مهدداً السلطات الروسية بأن الدور الروسي المساند لسوريا يمكن –إن استمر- أن يؤدي إلى تقويض العلاقات الروسية- الإسرائيلية.
·       اموس جلعاد وطبيعة اتهاماته لروسيا:
تحدث اموس جلعاد الذي يترأس المكتب الدبلوماسي- العسكري الإسرائيلي في لقاء مع إذاعة راديو الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى النقاط الآتية:
-         في وقت معين، سعى الروس إلى جعل السوريين يعتقدون بأن سورية تحضر للحرب ضدهم. وأضاف جلعاد قائلاً: إن السوريين لم يكونوا آنذاك يحضرون لمهاجمة إسرائيل، وأيضاً لم يكن الإسرائيليون يحضرون للحرب.
-         ان روسيا  تقوم ببيع الأسلحة المتطورة لسورية.
-         ان هناك العديد من الخبراء الروس الذين يقدمون المساعدة لسورية.
-         ان بحرية روسيا تجد الكثير من التسهيلات في الموانئ السورية.
·       ردود الفعل الروسية إزاء اتهامات اموس جلعاد:
جاء رد الفعل الروسي سريعاً، وعلى لسان اندريه ديميدوف، المسؤول الثاني في السفارة الروسية بإسرائيل، والذي تلخصت ردوده في الآتي:
-         استغراب ورفض روسيا للاتهامات والمزاعم الإسرائيلية بأنها تقف وراء التوترات الجارية حالياً بين سورية وإسرائيل.
-         ان روسيا سوف لن تطلب المزيد من الإيضاحات أو الحديث مع اموس جلعاد لمعرفة المزيد حول اتهاماته.
-         ان موسكو ليست لها نوايا عدوانية تجاه إسرائيل، وذلك بسبب وجود أكثر من مليون مواطن يهودي روسي يعيشون في إسرائيل حالياً.
-         ان صدور مثل هذه التصريحات والتقارير الإسرائيلية التي تقول بأن روسيا تقرع طبول الحرب في سورية، هو أمر سوف يؤدي فقط إلى جعل بناء الروابط –بين إسرائيل وروسيا- أكثر صعوبة.
-         ان صدور هذه الاتهامات وغيرها من التصريحات الإسرائيلية المناوئة لروسيا، سوف تجعل من الصعب على رئيس الوزراء الروسي ميخائيل فرادكوف القيام بزيارة لإسرائيل التي تم تحديد موعدها في شهر تشرين الثاني القادم.
-         ان روسيا ليست سعيدة بالتحضيرات والاستعدادات العسكرية الجارية على الطرفين السوري والإسرائيلي.
-         لا يوجد أي تأكيد بوجود 1000 خبير روسي في سورية.
-         وجود البحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط هو أمر هام بالنسبة لروسيا، وذلك أولاً بسبب أهمية البحر الأبيض المتوسط بالنسبة للبحر الأسود، وثانياً ان كل ما يوجد من تسهيلات للبحرية الروسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، هو مجرد (نقاط تزويد وإمداد)، وهي تتوزع على العديد من مناطق البحر الأبيض المتوسط، ومنها الموانئ اليونانية، والقبرصية.
-         ان مبيعات السلاح الروسية ليست لسورية وحدها، بل تقوم روسيا ببيع السلاح إلى إيران، وفنزويلا وهي دول ترتبط بعلاقات جيدة مع روسيا.
-         لقد عرض الرئيس بوتين إمكانية بيع الأسلحة الروسية لإسرائيل خلال زيارته السابقة لها، ولكن المسؤولين الإسرائيليين رفضوا ذلك، وقالوا: لماذا نشتري السلاح من روسيا، بالمال، في الوقت الذي تستطيع فيه إسرائيل الحصول عليه (مجانا)  بأي كميات وبمختلف الأنواع من الولايات المتحدة.
-         ان علاقات روسيا مع بلدان الشرق الأوسط ذات أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا التي تسعى لأن تكون –ومن حقها- كقوة كبرى- لاعباً كبيراً وهاماً في هذه المنطقة الهامة للعالم ولروسيا.

·       الأبعاد غير المعلنة في الانتقادات والاتهامات الإسرائيلية لروسيا:

شهد ملف العلاقات الإسرائيلية- الروسية تطوراً نوعياً جديداً في الفترة التي أعقبت انتهاء الحرب الباردة، ومن أبرز المؤشرات الدالة على ذلك، نجاح إسرائيل في تحقيق الآتي:
-         هجرة ملايين اليهود الروس إلى إسرائيل، بحيث تم استيعاب أعداد كبيرة منهم في الأجهزة الإسرائيلية، وتمت إعادتهم إلى روسيا وغيرها من دول وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة من أجل القيام بتكوين (اللوبيات الإسرائيلية) المزودة بالمال والدعم الأمريكي والغربي والإسرائيلي، والقيام بعمليات التغلغل في الهياكل الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية الخاصة بهذه البلدان والجمهوريات، بما فيها روسيا.
-         توريط روسيا في العديد من اتفاقيات التعاون الثنائي مع إسرائيل في المجالات العلمية والتكنولوجيا والمالية وغيرها من الأنشطة التي أصبحت روسيا في أمس الحاجة إليها بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة.
-         تضليل روسيا بان إسرائيل هي (البوابة) التي يمكن أن تستطيع روسيا من خلال الحصول على الدعم والسند الأمريكي والغربي.
-         سيطرة الكثير من الشركات اليهودية على بعض المفاصل الهامة في الاقتصاد الروسي، وبالذات تجارة الصادرات والواردات والأنشطة المصرفية، وشركات النفط والغاز والتكنولوجيا المتطورة.
وعلى هذه الخلفية، جاءت الانتقادات الإسرائيلية لروسيا، وعلى ما يبدو فإن الهدف الرئيسي لهذه الانتقادات هو تحذير روسيا من مغبة الوقوف إلى جانب إيران في حالة قيام الولايات المتحدة بالاعتداء على إيران، والذي قد يتزامن معه قيام إسرائيل بالاعتداء على سورية أو حزب الله أو حركة حماس، أو ربما حزب الله وحماس، أو ربما الثلاثة معاً...
ومن الناحية المقابلة، فقد فهم الروس تماماً أبعاد الأداء السلوكي الإسرائيلي وتداعياته القائمة والمؤجلة، وقد سبق أن وجه الرئيس الروسي بوتين الكثير من الانتقادات لإسرائيل بسبب رفضها تسليم السلطات الروسية الرسمية، عناصر المافيا الروسية- الإسرائيلية الموجودين حالياً في إسرائيل، أو الذين قامت الحكومة الإسرائيلية بمنحهم الهويات وجوازات السفر الإسرائيلية باعتبارهم يهوداً، وأصبحوا بعد ذلك طلقاء يعيثون فساداً ويملؤون العالم جرائم، وبالذات بلدان غرب أوروبا واستراليا وكندا وجنوب شرق آسيا، وأيضاً الولايات المتحدة نفسها.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...