أجندة وزير الدفاع الأمريكي في إسرائيل والصفقة غيرالمعلنة بين البلدين

27-07-2009

أجندة وزير الدفاع الأمريكي في إسرائيل والصفقة غيرالمعلنة بين البلدين

الجمل: ركزت التقارير والتحليلات على جولة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل الحالية إلى المنطقة، ولكن ما أغفلته تلك التقارير هو "الحدث الموازي" الفائق الأهمية الذي يتمثل في زيارة وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز إلى إسرائيل. ماذا تقول المعلومات والتسريبات وما هي الأبعاد المعلنة وغير المعلنة التي ينطوي عليها هذا الحدث؟
* الحدث الموازي: الخصوصية والتساؤلات:
جاء مبعوث السلام الأمريكي في الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى سوريا وجاء وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز إلى إسرائيل، وبعد مغادرة ميتشل سوريا التقى بوزير الدفاع في إسرائيل فلماذا هذا التزامن ولماذا هذا اللقاء؟ وما هي العلاقة بين تحركات طرفي الحدث الموازي؟ هل المقصود أن تحمل زيارة غيتز إلى تل أبيب رسالة ما إلى دمشق أم أن تحمل زيارة ميتشل إلى دمشق رسالة ما إلى تل أبيب؟ أم هل أن المقصود هو إرسال رسائل مزدوجة في وقت واحد؟ وإذا كان ذلك كذلك فما هي الإشارات التي يحملها مضمون كل رسالة؟
* جدول أعمال دبلوماسية غيتز في إسرائيل: أبرز التسريبات:
وصل وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز إلى إسرائيل يوم أمس الاثنين، ويتضمن جدول أعماله الأجندة التالية:
• اللقاء والتفاهم مع وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إيهود باراك.
• اللقاء والتفاهم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو.
وتقول التسريبات أن رئيس الوزراء نتينياهو قد عقد يوم الجمعة جلسة طارئة لمجلس الوزراء الأمني المصغر (المطبخ الوزاري الذي يضم ستة وزراء) وذلك للاستعداد والاتفاق حول كيفية التفاهم والتعامل مع زيارة غيتز.
* جدول أعمال دبلوماسية ميتشل في المنطقة: أبرز التسريبات:
زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى دمشق هي الثانية وما هو جدير بالاهتمام أنه سبقتها ترتيبات قام بها فريد هوف مساعد ميتشل لشؤون سوريا. إضافة لذلك تقول المعلومات أن نطاق جولة ميتشل الحالية يشمل: سوريا – إسرائيل – مصر – الضفة الغربية – الأردن – السعودية – البحرين.
وتقول التسريبات أن الهدف من زيارة ميتشل لدمشق هو استطلاع وجهات النظر السورية حول إمكانية استئناف المفاوضات مع إسرائيل إضافة إلى إمكانية تقديم دمشق للمساعدات في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط.
* دبلوماسية الأسبوع القادم في المنطقة:
أكدت المصادر أن وفداً أمريكياً رفيع المستوى سيقوم الأسبوع المقبل بزيارة تل أبيب وسيتكون من الأطراف التالية:
• الجنرال جيمس جونيز مستشار الأمن القومي الأمريكي.
• دنيس روس: مسؤول المنطقة الوسطى في مجلس الأمن القومي الأمريكي.
• بعض كبار المسؤولين في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
• بعض كبار الضباط في الجيش الأمريكي ومن المحتمل أن يكون من بينهم الجنرال مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.
• بعض كبار مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية.
أضافت المعلومات أن مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال جونيز سيعقد سلسلة من اللقاءات في إسرائيل وسيكون أكثرها أهمية لقاءه مع عوزي عاراد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي على النحو الذي سيعيد الحيوية إلى دبلوماسية خط مجلس الأمن القومي الأمريكي ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
* ما هو الخط الواصل بين زيارات غيتز – ميتشل – جونيز؟
الحراك الدبلوماسي المكثف بين طرفي محور تل أبيب – واشنطن يشير إلى أن بعض التطورات ستطل برأسها مجدداً في المنطقة ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
• التطورات المعلنة: تقول المعلومات الأمريكية أن وزير الدفاع الأمريكي سيركز على إحياء ملف العلاقات الأمنية الأمريكية – الإسرائيلية وبأن المبعوث الخاص جورج ميتشل سيركز على ملف عملية سلام الشرق الأوسط أما الجنرال جيمس جونيز فسيركز على إحياء ملف إيران.
• التطورات غير المعلنة: تقول التسريبات الأمريكية أن الحراك الدبلوماسي المكثف الجاري على خط واشنطن – تل أبيب يهدف إلى الآتي:
- التوصل إلى حل وسط حول أزمة المستوطنات بحيث يقبل الطرفان الأمريكي والإسرائيلي قيام تل أبيب بتوسع استيطاني محدود.
- التفاهم حول إمكانية صفقة مع العرب تقوم على أساس مقايضة وقف التوسع الاستيطاني بالتطبيع معهم.
- ترتيب السعي الأمريكي لجهة الضغط على دول الخليج العربي من أجل القبول بصفقة وقف الاستيطان مقابل التطبيع.
وعلى خلفية الزيارات الثلاث تقول التحليلات أن هناك العديد من الأهداف الفرعية ولكن الهدف الرئيس الذي يجمع كل الأطراف سيتمثل في ملف إيران، وأضافت المعلومات أن زيارة غيتز هي الرئيسية التي تتفرع منها وتصب في مجراها الزيارات الأخرى وبالتالي فإن ما سيتم التفاهم حوله بشكل رئيسي بين الإسرائيليين والأمريكيين هو نظام العقوبات المشددة الذي ستقوم واشنطن بطرحه في قمة مجموعة الثمانية المزمع عقدها في بتسبيرغ -طالما أنه بات واضحاً لواشنطن أن إيران سوف لن توافق على المطالب الأمريكية لا بحلول نهاية أيلول القادم ولا بعده- وذلك بما يتيح توحيد مواقف الدول الكبرى ثم طرح هذه العقوبات في الأمم المتحدة.
أضافت بعض التحليلات أن سعي واشنطن المكثف للاتفاق مع إسرائيل حول ملف عقوبات إيران الهدف منه هو دفع إسرائيل لتقدم التنازلات بما يتيح استمرار عملية سلام الشرق الأوسط التي توقفت تماماً بسبب ملف الاستيطان وبالتالي فإن واشنطن أصبحت الآن أكثر اهتماماً بالرهان على أن النجاح في مقايضة وقف الاستيطان بالتطبيع مع الدول العربية وتحديداً الدول الخليجية سيكون هو المفتاح الوحيد لتحريك ملف السلام في الشرق الأوسط. أما ملف إيران فهو سيدفع الإسرائيليين باتجاه القبول بالصفقة ولتخفيف ضغوط اللوبي الإسرائيلي على الكونغرس والإدارة الأمريكية، وفي هذا الخصوص تقول المعلومات أن العديد من بنود إدارة أوباما أصبحت معطلة تماماً بسبب تعنت مواقف حلفاء إسرائيل داخل الكونغرس والحزب الديمقراطي، وإضافة لذلك أكدت التسريبات الأمريكية أن وجود مرافقين من وزارة الخزانة الأمريكية في لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي مع نظيره الإسرائيلي هو أمر يربط بتنسيق التفاهم حول مبلغ الـ2.7 مليار دولار التي تقدمت إدارة أوباما بطلب للجنة الميزانية بالكونغرس للموافقة عليه وذلك لمساعدة إسرائيل في تطوير شبكة الدفاع الصاروخي الخاص بها، بعد فشل تجارب الدفاع الصاروخي الأمريكية – الإسرائيلية المشتركة التي تمت قبل بضعة أيام، وبالنسبة للخلافات التي سيسعى لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي مع نظيره الإسرائيلي لحلها هو الخلاف الإسرائيلي – الأمريكي حول رغبة واشنطن في نشر قواتها النووية في الخليج العربي لحماية حلفائها العرب ولموازنة القدرات النووية الإيرانية إذا أصبحت أمراً واقعاً فالإسرائيليون يرفضون بشدة النوايا الأمريكية ويقولون أنها تشير إلى رغبة أمريكية بالتعايش مع القدرات النووية الإيرانية المرفوضة إسرائيلياً وتقول التسريبات أنه لا يمكن حل الخلاف الأمريكي – الإسرائيلي في هذه النقطة إلا إذا قدمت الولايات المتحدة الإغراءات لإسرائيل التي لا يمكن أن تقل عن التطبيع مع دول الخليج وقيام إسرائيل بدور في مشروع نشر القدرات العسكرية الأمريكية في الخليج إضافة إلى احتمالات أن يتضمن التطبيع ليس اعتراف دول الخليج بإسرائيل فحسب، وإنما كذلك إقامة اتفاقية تعاون عسكري دفاعي لمواجهة التهديدات الاستراتيجية الخارجية لأمن الخليج.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...