هل تركيا جادة فعلاً بدخول عفرين؟

28-08-2017

هل تركيا جادة فعلاً بدخول عفرين؟

بعدما هدأت نبرة التهديدات التركية بشن حرب ضد وحدات “حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية ومظلتها حزبهل تركيا جادة فعلاً بدخول عفرين؟ “الاتحاد الديمقراطي” الكردي في عفرين شمال حلب، عاودت أنقرة مجدداً إطلاق التصريحات بالتدخل العسكري الذي حشدت له منذ ثلاثة أشهر من دون تحرك فعلي يؤزم وضع المنطقة التي تحمها توازنات دولية.

فهل فعلاً يمكن لتركيا غزو عفرين أم تظل تهديداتها مجرد مناورة سياسية لتحسين ظرفها السياسي الذي انتكس في ادلب وقلص من خياراتها العسكرية وهامش وجودها وثقلها الإقليمي؟.

خبراء عسكريون ومتابعون للشأن التركي أكدوا أن ما من جديد وراء التصعيد التركي الأخير والذي دفع بوحدات جديدة من الجيش التركي للتمركز قبالة عفرين من جهة ولاية كلس سوى تلويح بعض مسؤولي الوحدات الكردية بإمكانية تدخلهم في إدلب للقضاء على الميليشيات المسلحة فيها، ومعظمها موال لأنقرة التي تخشى أن يتم ذلك بموافقة ومباركة واشنطن لضرب عصفورين بحجر واحد أولهما التخلص من “جبهة النصرة” (جبهة فتح الشام حالياً) وأخواتها في “هيئة تحرير الشام” والوصول إلى البحر المتوسط المنفذ البحري الذي يرسخ مقومات إقامة إقليم كردي مستقل في شمال وشمال شرق سورية على الحدود الجنوبية لتركيا.

ويرى الخبراء أن المخاوف التركية في غير محلها لأن الظرف الإقليمي والدولي غير موات لمثل هكذا سيناريو تم رسمه في فترة ما من الصراع على سورية على الورق فقط ولا مجال لتنفيذه على أرض الواقع لكن الحساسية التركية زائدة تجاه هذا الملف الذي طالما توعدت بالتدخل العسكري لمنع تحقيقه وأطلقت عملية “درع الفرات” التي أوصلت الجيش التركي مع الميليشيات التابعة له إلى جرابلس والراعي والباب شمال شرق حلب ثم حشدت قواتها لوصل هذه المناطق بريف حلب الغربي وحصار عفرين الإقليم الثالث في الإدارة الذاتية الكردية.

“حماية الشعب”، العمود الفقري لـ “قوات سورية الديمقراطية- قسد” استغلت حاجة “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن لتحقيق نصر عسكري ومعنوي بطرد تنظيم “داعش” من مدينة الرقة كاملة وراحت تؤخر عملية السيطرة عليها، والتي قد تمتد لأشهر، لفرض أمر واقع على الإدارة الأمريكية التي عليها كبح لجام الثور التركي الراغب بقلب الطاولة على الوحدات الكردية في عفرين لحين رسم خريطة المنطقة بتسوية تبرع موسكو بهندسة خريطتها في انتظار التوقيت المناسب لذلك، بحسب المتابعين للشأن التركي.

ويبين هؤلاء أن موسكو مستاءة من الوحدات الكردية التي وضعت كل بيضها في سلة واشنطن وتجاهلت موقفها وأجندتها بعدما طلبت منها التدخل لحل الكثير من القضايا العالقة في مناطق تدخلها شمال حلب والتوسط لدى أنقرة لوقف التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة ضدها لا تحمد عقباها في أي وقت ما لم تتوقف عن الاستفزازات أو الرهان بشكل مطلق على دور الإدارة الأمريكية التي قد تتخلى عنها وتتركها فريسة لتجاذب القوى الإقليمية وهيمنتها بعد أن تحقق مصالحها.

ويخلص الخبراء إلى أن الوضع في عفرين ومحيطها غير قابل للانفجار بطريقة دراماتيكية كما تلوح أنقرة التي لن تتجرأ على دخول المدينة، على الأقل في الوقت الراهن قبل إنجاز عملية دحر “داعش” من الرقة كاملة، وحينها ستنضج ثمار تسوية شاملة قد تشمل ادلب التي تريدها تركيا أن تكون ضمن سلة تفاهمات وحلول متكاملة تضم عفرين للوصول إلى بر الأمان.

الوطن أون لاين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...