هل انتهى جيل المؤسسين في الرواية العربية

03-03-2008

هل انتهى جيل المؤسسين في الرواية العربية

لا تزال الرواية العربية مسنودة الى تجارب بعض الكبار في التجربة الروائية العربية الشاملة، على الرغم من الاصدارات الروائية المتقدمة للكثير من الروائيين المخضرمين والشباب، بما ان هذه لم تشكل مناخا جامعا، او تمحضلوحة للمكسيكية فريدا كاهلو (1907 ـ 1954) الرواية الآن، هوية تمتلك مفاتيحها وأسرارها، مع استثناءات بالطبع. من يتوقف أمام الرواية العربية من الباحثين والقارئين والنقّاد ومانحي الجوائز الكلية او الفرعية، يتوقف ما زال أمام تجارب روّاد في هذا المنحى الابداعي، أولهم نجيب محفوظ حائز جائزة نوبل للابداع.
تجربة الكتّاب الشباب، تتوزع في اتجاهاتها العديدة، فمنها ما هي متأثرة بالرواية الواقعية، او اليابانية او الأوروبية او العلمية الخيالية، وأكثر الجديد متأثر بالرواية الأميركية في الهموم اليومية والتفاصيل. هذه التأثيرات واضحة سواء في البنيان الروائي، او في هامش الرواية، او في بعض تفاصيلها التي لا تُفضي بالطبع الى رواية عربية ناقلة، بل الى رواية متأثرة بكل ما ذكرنا، حتى ان بعض الكتّاب لا ينفي تأثره بهذا المصدر او ذاك.
هل استطاعت الرواية العربية هويتها، امتلاك ناصيتها وتصوّرها الجزئي والشامل؟ هل استطاعت بناء صرحها على أيدي كتّابها الجدد وسط مجتمعات خاضعة ما زالت الى رقابات دينية واجتماعية وذاتية ايضاً، بالإضافة الى وتيرة العصر التي تصعّب القراءة، وانهماك المثقف بهموم اقتصادية. هل الكتابة الروائية تأخذ مناحي فردية الآن، وأصواتاً فردية في ظل استلهام بعضهم لآليات وتقنيات غربية هذا مع وجود عشرات الأسماء الروائية اللافتة التي قصّرت، او قصّر عنها النقد، في إعلاء صوتها، شأن روائيين مؤسسين علت أصواتهم وما زالت حتى اللحظة. حول جيل المؤسسين، بصمتهم واستمراريتها في الرواية العربية، وحول جيل الكتّاب الجدد في تجاربهم الى بصماتهم الخاصة حاورنا فاطمة المحسن، حسن داوود، محمد برادة، وفيصل دراج:
حسن داوود ابتدأ في اجابته من كبير روائيي مصر، التي تُسجّل رواياته بالنسبة لداوود، بداية وجود المجتمع المصري: «مصر تبدو في روايات نجيب محفوظ كأنها تبدأ، أي ـ يقول داوود ـ كأنه يُسجل بداية لمجتمع لم يكن موجوداً من قبل. فكرت في ما كان الصديق هاني درويش يُريني معالم منطقة الجمالية في القاهرة، ان ذاك الذي شعرته حيال محفوظ كان خاطئاً، بل تراءى لي ان محفوظ كان يكتب حقبة متأخرة من التاريخ الاجتماعي لمصر. فالعمران والحضارة كانا هناك، قائمين بحسب الجمالية قبل مئات السنين.
لكن من أين أتاني الشعور بأن محفوظ إنما كان يسجل بداية وجود المجتمع المصري؟ ـ يُضيف داوود ـ اقترح كاجابة ان الأعمال الروائية الكبيرة، غالباً ما توحي لنا بذلك: إن مجتمعاً يبدأ وها هي مخاضاته.
نجيب محفوظ إذن كان الأول. إذ اننا نحن من أتينا بعده نفكر ان مجتمعاتنا تقسّمت قطعاً، وما نكتبه لا يتعدى الجزئي. نشعر ونعرف أننا لسنا في بداية شيء، وربما لسنا في نهايته، ما دام أن النهاية تفترض وجود بداية. إننا في أزمنة ضائعة مفككة ولا أعرف ان كانت ممكنة كتابة الملاحم في حال كهذه.
فاطمة المحسن، الكاتبة والناقدة ترى في الثقافة العربية الآن، كما غيرها من الثقافات، تعيش عصر الرواية. تقول المحسن: «يبدو اننا نعيش عصر تعدد المنابر الأدبية واتساعها لأكثر من مشارك، فما تشهده الرواية من انحسار لأدوار الأوائل والمتفوقين، نجده في الشعر ايضاً. الشعراء الأوائل الآن يودّعون أزمنتهم، دون ان يورثوا شاعرا أول للأجيال القادمة. وتلك ظاهرة تستدعي النظر في العالم العربي الذي ورث تقاليد البطريركية الشعرية منذ حقب طويلة.
الثقافة العربية ـ تُشدد المحسن ـ الآن، كما غيرها من الثقافات، تعيش عصر الرواية. فهناك في كل بلد عربي، عشرات الروائيين المتنافسين، كما ان هناك تسابقاً محموماً للتنويع وانتهاج طرائق مختلفة في الكتابة الروائية.
أصبحت الرواية اليوم ـ تقول المحسن ـ مدونة العصر الحديث ومفجّرة طاقات الناس كي يقولوا سردياتهم الخاصة او شهاداتهم المتخيلة عن العالم وعن أحداث حياتهم. ولعل رواية الانترنت او ما يسمى الرواية الرقمية التي دخلت مواقعها اللغة العربية، ستحدد مستقبل الرواية ونوع أدائها وستهمّش أكثر اسم الكاتب النجم.
حسن داوود بدوره، لا يجد أن الكتابات المؤسسة شأن كتابة محفوظ، لا يجدها أكثر قرباً اليه مما كُتب او يُكتب بعده: «ذاك ان وعيي الشخصي، من ضمن وعي الجيل الذي انتسب اليه، هو وعي مفارق، متناقض، رافض للتسليم بالحقائق والمسلمات معاً. هذا ما أجد نفسي فيه يقول داوود، ويضيف: «نجيب محفوظ يُمتعني إذ يضعني في ذلك العالم المنسجم المستقر على شروطه الذي لا تُزيده مآسيه الا تكريساً لهذه الشروط. بل إنني أحنّ إلى محفوظ وزمنه، إذ تبدو لي القاهرة مدينة راسخة، محتضنة لأزمنتها كلها، بينما مدينتي ممزقة وبلا تاريخ، ولا يمكن تصوّر أي مستقبل لها.
في حال كهذه ـ يسألني داوود ـ هل ممكنة برأيك الكتابات المؤسسة الكبيرة؟ هل يمكن لبلد مثل هذا البلد الممزق إنتاج أعلام ما دام ان أحداً فيه لا يمكن له ان يكون مخلصاً او قائداً، هذا في الدور التاريخي للرجال أقصد. فلتضيفي على ذلك ان زمننا برمته لم يعد زمن «الكبار» فقط منذ نحو ثلاثة أسابيع خضت حوارات كثيرة حول الموضوع. مجلة تايم الأميركية أعدت ملفاً كاملاً عن الثقافة في فرنسا لتجد أن هذا البلد العريق ثقافياً لم يعد منذ سنوات الى ان يشهد ظهور «كبير» واحد في أي مجال من مجالات الثقافة سواء في السينما او في الأدب او في الفلسفة.. الخ. أقول هذا ـ والكلام لداوود ـ عن بلد كان فيه مثل جان بول سارتر والبير كامو وميشال فوكو وكلود لولوش وفرنسوا تروفو وغيرهم العشرات من الشعراء وسوى ذلك.
فاطمة المحسن لا تستغرب ما يُشبه التناغم في البلدان العربية، في حقيقة التعدد في الكتابات وكثرتها واختلافها. بلد مثل السعودية لا يملك تقاليد روائية، ينتج كل شهرين او ثلاثة ـ تقول المحسن ـ روائياً او روائية. هذا الانفجار يصاحبه كشف غير مسبوق لدقائق الحياة السرية للمجتمع، وتخطي أهم تابو يقوم عليه العقد الاجتماعي في التقليد العربي القبلي ألا وهو شرف المرأة، والمرأة السعودية اليوم تخوض معركتها كذات ساردة، وليست فقط كموضوع. تخوض غمار هذه المعركة لا على نحو رمزي يتمثل بعدد محدود من الروائيات، بل بمجموعة كبيرة من المتمردات على شروط الكتابة المتحفظة.
الروائي والناقد محمد برادة يرى أننا نلحظ منذ عقدين، تفجراً في كتابة الرواية بالعربية، على امتداد جغرافية المتحدثين والمستعملين لهذه اللغة، لا فرق بين «مركز» و«محيط»، ربما لأن التخييل (المستوحي للواقع أو للذات) يُجد فسحة لقول المكبوت والمسكوت عنه داخل مجتمعات مأزومة مُحِيَ المستقبل او يكاد من أجندتها. من ثم، تتوالى الروايات المضغوطة في صوغ أدنوي «مينيماليست» وكأنها طلقات تستهدف نقطا متوارية بين ثنايا مجتمعات تتيح عشوائيتها تخفّي المستهدفين الجُناة. وهي نصوص تتفاوت من حيث القيمة الفنية، غير انها تنطوي على غير قليل من الموهبة والحساسية والجرأة، وترتاد فضاءات مهمشة وأصقاعا مُسيّحة.
لكن المتأمل في مدى تأثير هذه الروايات «الشابة» قياسا الى لحظات سابقة من منعطفات الرواية العربية (يحيى حقي، توفيق عواد، يوسف عواد، سهيل ادريس، ليلى بعلبكي، نجيب محفوظ..) وقياسا الى ما يشبه «القطيعة» التي دشنها الطيب صالح وجيل الستينيات في مصر، يجد ان هذا «الانفجار الروائي الشاب» لم يأخذ ما يستحقه من اهتمام وإقبال وتأثير، فكيف نعلل ذلك؟
أُغامر بالقول ـ يضيف برادة ـ بأن الرواية الشابة تفتقر الى كتلة قارئة «حاضنة» وتكون لها مرتكزات مادية واجتماعية منغرسة في خريطة المجتمع العربي الفسيفسائية، مثلما كان الشأن في لحظات «ازدهار» سابقة لجنس الرواية (الطبقة الوسطى التي حضنت نجيب محفوظ وحنا مينه، ثم جيل الستينيات خلال فترة كان الأمل فيها ما يزال حاضراً..) أما في فترة التشرذم وضياع البوصلة، راهناً، فإن صوت الرواية الشابة يضيع وسط ضوضاء وسائط الاعلام المرئية، وتزايد عزوف الناس عن القراءة.. مع ذلك، كيف نفسر ظاهرة ارتفاع مبيعات نصوص سردية مثل ما تكتبه أحلام مستغانمي وعلاء الأسواني، ونصوص مثل «تاكسي: حواديث المشاوير» و«أرز باللبن لشخصين» لرحاب بسام؟
هذه ظاهرة تقول بأن مستوى القراء عندنا، ما يزال مرتبطاً بمفهوم معيّن للأدب والرواية من جهة، وأن الروائيين «الطلائعيين» لم يبذلوا الجهد الكافي لتكوين كتلتهم القارئة وتوسيع نطاقها حتى يتمكنوا من تحقيق استقلال مادي، يؤمن لهم حرية أوسع في انتاجهم واستمراريتهم. بعبارة أخرى ـ يقول برادة ـ أظن أن المجال الآن يدعو الى «المواجهة» بين من يعتبرون النص الأدبي وسيلة للمتعة والتحريض والتسلية فقط، ومن يعتبرونه وسيلة للمعرفة والمساءلة واستبطان أسئلة الوجود والصراع الأبدي بين الفرد والمؤسسات، ووسيلة أيضا لإبداع جمالي يسعفنا على تحمّل فترة الانحطاط..
فاطمة المحسن ترى ايضا الى تضاعف عدد الروائيين في المغرب العربي وتضيف: «بل دخول ميدان الرواية من كانت مهنته الفكر او التراث. لنلحظ أن عبد الله العروي يكاد يصدر كل سنة رواية او جزءاً من سيرة ذاتية، كذلك يفعل ناقد مثل محمد برادة وأسماء أخرى تشتغل في ميادين الشعر وسواه».
هذا الدخول على عالم الرواية، يجعل حيّزها متحركاً ويحوي وجوهاً متعددة، أما قابليتها على توليد أساليب جديدة، فهي بالضرورة تؤدي الى انهاء مرحلة المدارس المكرّسة، وبالتالي الروائيين الأوائل. انه عصر الاتصالات حيث الرواية واقع افتراضي فوق الأفراد وحتى الجماعات نفسها.
حسن داوود يستطرد بأن الرواية في العالم ذاهبة في اتجاه السرد المشوّق، السرد الذي يمنع القارئ من أن يتأمل في ما يقرأ. أما فيصل درّاج، فيؤكد على أن لا ريادة بصيغة المفرد، يقول دراج:
يثير موضوع الريادة ثلاث ملاحظات سريعة أولها: إن الريادة، مهما تكن الشروط التي تولد فيها، عمل جماعي، حتى لو بدا غير ذلك، وثانيها إن هذه الريادة لا تظهر معالمها واضحة في لحظتها المباشرة، فعليها ان تنتظر زمنا كي تأخذ شكلا واضحا. وتقول الملاحظة الثالثة: ليست جميع الأزمنة تسمح بظهور مساهمات ريادية، فالعقم، كما الخصب، بحاجة الى شروط موائمة له.
وبما ان الحديث يدور حول الرواية العربية، تمكن العودة الى بداياتها، للبرهنة ان كانت فردية أم جماعية: فكل حديث عن هذه الرواية يبدأ عادة بكتاب «الساق على الساق» لأحمد فارس الشدياق، ثم يمر على اسم فرنسيس مراش «غابة الحق»، عيسى بن هشام هذه المساهمات وغيرها، اضافة الى الترجمة والمجلات والصحف، أفضت لاحقاً الى رواية «زينب»، في بداية العقد الثاني من القرن الماضي، التي اعتبرت «الرواية الرسمية» العربية الأولى.
إذا تأمل القارئ أحوال ومسار محمد حسين هيكل، صاحب رواية زينب، يجد انه كان تنويرياً، مارس الصحافة وشيئاً قريباً من النقد الأدبي والنقد الاجتماعي وإعادة كتابة التاريخ الاسلامي... ولم يكن في ممارساته المتعددة الا مرآة لجيل كامل من المثقفين، قاسمه اهتماماته وكتب مثله رواية او أكثر، حال طه حسين والمازني وعباس العقاد، صاحب رواية يتيمة، ومثقفين آخرين سوريين ولبنانيين وفلسطينيين... ومع ان الريادة تعود، شكلانياً، الى هيكل، فإن تأمل السياق يكشف عن ريادة جماعية، نُسبت الى فرد واحد.
وإذا كانت الريادة هي التأسيس فقد أعاد نجيب محفوظ إعادة انتاج الريادة والتأسيس معاً، حين حوّل الكتابة الروائية من وضع الهواية الى وضع المهنة الثابتة. بل ان محفوظ، وبعد ان أنهى ثلاثيته أنجز، من جديد، تأسيساً جديداً، حين كتب «أولاد حارتنا» و«اللص والكلاب»... ولعل التأسيس وإعادة التأسيس هما اللذان جعلا «النموذج المحفوظي» يتكاثر في نماذج كثيرة، آيتها أعمال صنع الله ابراهيم وجمال الغيطاني وبهاء طاهر ومحمد البساطي، وصولا الى أسماء لاحقة مثل محمود الورداني وسعد القرش...
ملاحظتان لا بد منهما الآن. تقول الملاحظة الأولى: إن إعادة إنتاج الريادة الروائية لا تمنع من توليد ريادة جديدة. فقد ورث جمال الغيطاني موضوع الموت والسلطة من رواية محفوظ، لكنه استولد، على مستوى الشكل، رواية جديدة حين كتب «الزيني بركات» و«التجليات» مستهلماً الموروث الثقافي العربي، ومترجماً هذا الموروث الى قيم جمالية جديدة، برهنت ان «التحديث الروائي» لا يتمتع بصفة كونية. أما الملاحظة الثانية فتقول: لقد أنتج أكثر من بلد عربي ريادة روائية خاصة به، كأن يؤسس توفيق يوسف عواد عام 1939 للرواية اللبنانية في روايته «الرغيف»، وان يوطّد سهيل ادريس، في «الحي اللاتيني»، هذه الريادة ويدفعها الى الأمام. وهناك السوري حنا مينة الذي أعطى الرواية السورية أساساً ثابتاً، على الرغم من الجهود الروائية السورية التي سبقته.
يمكن القول أيضا ان الجزائري الطاهر وطار كان رائدا روائيا في بلده، حين بدأ كتابة الرواية باللغة العربية، مختارا مكانا خاصا به، بعيدا عن هؤلاء الذين كتبوا رواية باللغة الفرنسية، مثل محمد ديب وكاتب ياسين. والأساسي في هذا كله انه لا وجود لريادة كتابية بصيغة المفرد، ولا وجود للريادة، فردية كانت أم جماعية، إلا في شروط موائمة.
وعلى الرغم من أزمة الرواية العربية، التي انفجرت في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، واستمرت بأشكال مختلفة الى اليوم، ربما، فقد تلامحت ريادات روائية جديدة، بعضها واضح، أو قريب من الوضوح، وبعض آخر لا يزال يتقدم متعثراً. وأظن ان اللبناني ربيع جابر ريادي في مجاله، حين آثر ان يكتب نصين في نص واحد، أحدهما تاريخي مباشر، وثانيهما تعليق عليه وتأويل له، وهو ما برهن عنه في عمله النوعي: «يوسف الانجليزي» وعمله المتناتج «بيروت عاصمة العالم». وأظن أيضا ان في عملَيْ علوية صبح «مريم الحكايا» و«دنيا» ملامح ريادية، على مستوى المنظور واستراتيجية السرد أيضا. كما يستطيع قارئ اعادة انتاج خلاق للريادة القديمة، كان ذلك في عمل مكاوي سعيد «تغريدة البجعة»، أم في أعمال أخرى تنزع الى «الواقعية الفوتوغرافية» حال «فاصل للدهشة» لمحمد الفخراني.
إن ما يجعل الريادة الروائية العربية تبدو اليوم «غائبة» او «غائمة» او «متعثرة» يعود الى أمرين: توسع الكتابة الروائية توسعاً غير مسبوق، فلم يعد الأمر مرتبطا باسم او بثلاثة أسماء، حال هيكل والمازني وطه حسين، بل غدا موزعاً على عشرات من الأسماء. يتمثل الأمر الثاني في سديمية الوضع العربي اليوم، ذلك الوضع المتداعي الخرب الآيل الى السقوط والموات. ولعل تعقّد هذا الوضع، كما الخراب المتعدد المستويات الذي يحاصره، هو الذي فرض، في السنوات الأخيرة، جملة كبيرة من الاقتراحات الروائية، بعضها خصب، والبعض الآخر يولد مرهقاً ويموت قبل أن يورق ويزهر.
وفي الحالات جميعاً فلا وجود لريادة بصيغة المفرد، ولا وجود لـ«بداية مطلقة» للإبداع الروائي، ذلك ان البدايات جميعها تولد مجزوءة مضطربة غائمة.

عناية جابر

المصدر: السفير  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...