كواليس مؤتمر لندن الدولي حول ليبيا

30-03-2011

كواليس مؤتمر لندن الدولي حول ليبيا

الجمل: شهدت العاصمة البريطانية يوم أمس الثلاثاء 29 آذار (مارس) 2011 م انعقاد فعاليات مؤتمر لندن الدولي حول ليبيا، وذلك من أجل التفاهم والتوصل إلى رأي موحد دولي حول مستقبل أزمة الملف السياسي الليبي: فما هي معطيات مؤتمر لندن الدولي حول ليبيا وما هي المفاعيل السياسية والعسكرية الميدانية التي يحركها. وما تداعيات ذلك على ليبيا وعلى الأوضاع الأمنية الإقليمية والدولية؟

* مؤتمر لندن الدولي حول ليبيا: توصيف المعلومات الجارية

تقول التقارير والمعلومات الجارية، بأن مؤتمر لندن الدولي حول ليبيا قد انعقدت فعالياته يوم أمس الثلاثاء، وفي هذا الخصوص تشير إلى النقاط الآتية:مؤتمر لندن الدولي حول ليبيا
•    المشاركة: شاركت في المؤتمر 40 دولة من أبرزها أمريكا وفرنسا وبريطانيا وبقية دول حلف الناتو التي كانت من بينها تركيا، إضافة إلى بعض الدول العربية الداعمة للعملية العسكرية الدولية الجارية حالياً ضد ليبيا، وما كان لافتاً للنظر تمثل في رفض مصر المشاركة في فعاليات المؤتمر.
•    الأجندة: تطرقت أجندة جدول أعمال مؤتمر لندن الدولي لجهة مناقشة جدوى العملية العسكرية الدولية الجارية حالياً، إضافة إلى ضرورة أن يتم إطلاق عملية سياسية موازية لها، وتطرقت البنود لجهة مناقشة مرحلة ما بعد رحيل الزعيم القذافي.
•    النتائج: توصل المؤتمر إلى تشكيل لجنة أطلق عليها تسمية «مجموعة اتصال ليبيا»، مهمتها تولي القيادة السياسية للعمليات العسكرية الدولية الجارية، والتي سوف يتولى قيادتها بدءاً من اليوم الأربعاء 30 آذار (مارس) 2011 م حلف الناتو.
هذا، وأضافت التسريبات بأن ما كان لافتاً للنظر تمثل في الحضور العربي الصغير، بواسطة قطر والإمارات العربية، أما بالنسبة للأفارقة، فقد تفادت الأطراف الدولية احتمالات الدخول في مواجهة مع دول الاتحاد الإفريقي والتي تتخوف الأطراف الأوروبية الغربية والأمريكية من احتمالات مطالبتها بأن تكون عملية إدارة ملف الأزمة الليبية في يد الاتحاد الإفريقي حصراً.

* أبرز وجهات النظر والمداولات التي طرحت في المؤتمر

تحدث في المؤتمر الأغلبية العظمى من المشاركين، وتمثلت أبرز وجهات النظر التي طرحت في الآتي:
•    وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون: أكدت على ضرورة مغادرة الزعيم القذافي، إضافة إلى التأكيد على عزم المجتمع الدولي لجهة القيام بإرغام القذافي على التخلي عن السلطة. وأشارت كلنتون إلى أن ضربات التحالف الدولي سوف تستمر إلى حين امتثال القذافي بالكامل لبنود القرار الدولي 1973.
•    وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبييه: تحدث مؤكداً على حديث الوزيرة الأمريكية هيلاري كلنتون، وأضاف قائلاً بأن فرنسا مستعدة لمناقشة  مسألة تسليح المعارضة الليبية مع شركائها في الائتلاف الليبي المعارض.
•    وزير الخارجية البريطاني وليم هاغيد: تحدث مؤكداً على حديث الوزيرة الأمريكية هيلاري كلنتون، وطالب بضرورة تقديم المساعدات للمواطنين الليبيين.
•    أمين عام حلف الناتو أندرس فوغ راسموزين: تحدث مؤكداً على حديث الوزيرة الأمريكية هيلاري كلنتون ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا بشيء من التحفظ.
أما رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي شارك إلى جانب وزراء خارجية الدول الـ40 فقد تحدث مؤكداً على ما قاله وزراء خارجية أمريكا، فرنسا، بريطانيا، وأضاف قائلاً بأن على الزعيم الليبي معمر القذافي التنحي عن السلطة تجنباً لإراقة الدماء وأشار إلى أنه ربما تكون أمام القذافي بضعة أيام فقط لجهة القيام بالتفاوض على سيناريو الخروج الممكن من السلطة في ليبيا.

* الأربعاء غير المعلن لمؤتمر لندن الدولي حول ليبيا: ما الذي جرى خلف الكواليس؟

تقول المعلومات والتسريبات، بأن العديد من الاتصالات قد جرت، بما أدى إلى إنفاذ سيناريو مؤتمر لندن على النحو الآتي:
•    جعل الحضور يقتصر على دول حلف الناتو، ودول الاتحاد الأوروبي، والدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى مجموعة منتقاة من دول الجامعة العربية، مع الحرص على استبعاد مشاركة الاتحاد الإفريقي والذي كشفت المصادر بأنه كان يسعى لجهة القيام بانقلاب داخل المؤتمر.  على أساس أن الاتحاد الإفريقي هو المعني بالإمساك بزمام الملف الليبي لأن ليبيا دولة إفريقية، وعضو في الاتحاد الإفريقي إضافة إلى أن ليبيا تستضيف أبرز مقرات رئاسة الاتحاد الإفريقي.
•    حدثت خلافات بين أمريكا وفرنسا وبريطانيا حول كيفية السعي لتبرير القيام بعملية تسليح المعارضة الليبية، وذلك لأن القرار الدولي 1973 لم ينص صراحة على القيام بعملية التسليح. وطالبت فرنسا بأن تتم عملية التسليح بشكل واضح وعلني كإجراء إضافي قررته دول التحالف. أما بريطانيا فقالت بضرورة أن تتم عملية التسليح تحت غطاء أن القرار الدولي قد طالب بحماية المدنيين. وبالتالي يتم تبرير عملية التسليح باعتبارها تهدف إلى تزويد المواطنين الليبيين بالسلاح الكافي لكي يدافعوا عن أنفسهم. وفي هذا الخصوص، تجدر الإشارة إلى أن أمريكا قد صرحت على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون، والسفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس قائلة بأن أمريكا لم تنظر حتى الآن في موضوع تزويد المعارضة الليبية بالأسلحة. وما هو واضح هنا يتمثل في أن أمريكا ترغب في ترك محور باريس ـ لندن لجهة القيام بإصدار قرار تسليح المعارضة الليبية، بما يوفر لواشنطن الغطاء اللازم لجهة الانخراط في تزويد المعارضة الليبية بإمدادات الأسلحة.
تحدثت التسريبات عن قيام قطر بالمزيد من "الأدوار الخفية" وراء كواليس المؤتمر. وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى أن قطر قد مارست ضغوطاً على مثلث واشنطن ـ باريس ـ لندن، لجهة القيام باعتماد وجهة النظر القطرية التي تطالب بالسماح بتنفيذ مبدأ النفط الليبي مقابل إمدادات السلاح للمعارضة الليبية، وذلك بحيث تقوم الأطراف الدولية بالسماح للمعارضة الليبية بتصدير شحنات النفط الليبي. وبالمقابل تقوم بعمليات شراء احتياجاتها من الأسلحة والعتاد العسكري.
هذا وإضافة لذلك فقد قررت قطر القيام باستضافة فعاليات مجموعة اتصال ليبيا، والتي قرر مؤتمر لندن الدولي تشكيلها، بحيث تضم ممثلين عن: حلف الناتو ـ الدول الكبرى ـ الدول العربية (قطر) ـ إضافة إلى المعارضة الليبية. وأضافت المعلومات بأن فرنسا سحبت تمثيلها الدبلوماسي لدى نظام القذافي. وبدلاً عن ذلك قامت بتعيين سفير فرنسي جديد هو انطوان سيفان لجهة تولي منصب السفير الفرنسي المعتمد لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي. الذي اعترفت به باريس رسمياً كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي. وتقول التسريبات بأن السفير انطوان سيفان قد غادر فرنسا يوم الأحد 27 آذار (مارس) 2011 م إلى مقر عمله الجديد في مدينة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة الليبية. والتي وصلها عبر الأراضي المصرية . وتحدثت التسريبات عن قيام واشنطن رسمياً بتعيين مبعوث أمريكي خاص لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
تقدمت إسبانيا وإيطاليا إضافة إلى بعض الدول الغربية الأخرى باقتراح داخل المؤتمر ينص على الآتي:
•    الإنفاذ الفوري لوقف إطلاق النار بين قوات القذافي وقوات المعارضة الليبية.
•    أن تقوم طائرات التحالف الدولي بوقف الغارات الجوية، والاكتفاء فقط بعمليات التحليق السلمي في الأجواء الليبية لمراقبة الموقف.
•    الدخول في مفاوضات مع الزعيم القذافي حول كيفية تسليم السلطة سلمياً بالتفاهم مع ممثلين من شيوخ القبائل الليبية، بما يؤدي إلى قيام مرحلة انتقالية لجهة إكمال عملية نقل وتداول السلطة.
وعلى خلفية الاقتراح الإسباني ـ الإيطالي، جاء رد المعارضة الليبية رافضاً لبنود الاقتراح، مذكراً على ضرورة تعزيز خيار تزويد المعارضة الليبية بالسلاح والعتاد بما يتيح لها الإطاحة بالقوة بنظام القذافي وتقديم رموز هذا النظام للمحاكمة. وأضافت التسريبات بأن وجهات النظر الأمريكية والبريطانية والفرنسية والقطرية كانت تقف بقوة إلى جانب خيار المعارضة الليبية الرافض للاقتراح الإسباني ـ الإيطالي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...