قصة الإختراق الاسرائيلي لبعض المعارضة السورية

21-03-2012

قصة الإختراق الاسرائيلي لبعض المعارضة السورية

ملاحظة هامة: بعد كتابتنا موضوعاً عن علاقة المعارضين السوريين محمد مأمون الحمصي وعمار عبد الحميد بإسرائيل أو بحلفائها في الولايات المتحدة، تلقينا كثيراً من الردود، سلباً وايجاباً. الردود السلبية تحدثت عن إذيتنا للثورة السورية ولسمعتها، وهذا غير صحيح، إذ طال الموضوعان الأشخاص المرتبطين بالدولة العبرية فقط. الموقع إخباري ومفتوح لجميع الصحافيين، وتأسس على فكرة مخالفة وسائل إعلام البترو دولار، إن كانت سعودية أو قطرية أو ايرانية. هدفنا في الموقع فتح منبر للجميع على أساس المهنية والخبر الموثوق وكسر حاجز الخوف من الأنظمة التسلطية والاحتلال الاسرائيلي. الردود الإيجابية تراوحت بين فريق سياسي يحاول اثبات نظريته أو حكمه القاطع بحق المعارضة السورية، وبين من رحّب بخرق جدي للاعلام الموجه في قضية سوريا. سُررنا بالفريق الثاني، إذ هذا هو هدفنا. موقفنا من ثورة سوريا إنساني في المقام الأول، وتغطيتنا انسانية للعنف الدائر هناك، إن كان قمعاً دموياً أو جريمة ارتكبها مسلحون. نحن منحازون للسوريين ومعاناتهم دائماً. بعد هذا التوضيح، نأتي إلى صلب الموضوع. وردنا طلب من قرّاء اللغة العربية، بأن نكتب موضوعاً موسّعاً عن اختراق اسرائيل ورجالها المعارضة السورية، وارتأينا أن نستثني حصر عملنا باللغة الانكليزية لتعميم الفائدة على الجميع، ونتمنى على قرائنا تجنب الأحكام المسبقة والحكم فقط على المعلومات التي سننشرها، ولا رسالة سياسية فيها سوى تطلعنا لاعلام مستقل يعيد للسلطة الرابعة قيمتها المفقودة. وإذ ننشر هذا المقال، نود أن نوجه تحية تذكيرية بالمناضلين الكبار في صفوف المعارضة السورية، وهم أمضوا سنوات طويلة من حياتهم في سجون مظلمة وفي ظل ظروف وحشية من أجل رسم طريق الحرية لشعبهم. كما نوجه تحية للمتظاهر السوري الهاتف في وجه الرصاص، والذي كتب بنضاله وتضحياته صفحات جديدة من تاريخ سوريا الحديث. إليك، بسعة صدرك الجريح، نُهدي هذا المقال، لعلّه يُصحح المسار ويُجدده على طريق التحرر من التسلط والعبودية:

قصة الإختراق الاسرائيلي لبعض المعارضة السورية
خلق الواجهات أداة أساسية لأي جهاز استخباراتي*. خلال السنوات الماضية، وبحجة تشجيع حرية الرأي في العالم العربي، أسس معهد "أدلسون" للدراسات الاستراتيجية، ومقره القدس المحتلة، مبادرة المنشق الالكتروني "سايبر دسدنت دوت أورغ" (cyberdissident.org) "للبحوث ولتركيز الاهتمام على النشاطات الإلكترونية لأنصار الديموقراطية والمنشقين في الشرق الأوسط". أحد أعضاء مجلس ادارة الموقع هو عضو المجلس الوطني السوري رامي نخلة المعروف بـ"ملاذ عمران" الذي انتقل للعيش في بيروت ثم واشنطن أخيراً. عند فتح الموقع الآنف ذكره، تظهر خريطة للدول المقصودة في المشروع، وهي كل منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ما عدا دولة واحدة: اسرائيل. وبحسب مقال مفصّل في هذا الشأن للباحث الايرلندي مادهيك أوكاثايل، فإن معهد "أدلسون" اتخذ مقراً في معهد "شاليم" الذي يترأسه ويموله رونالد لودر، صاحب شركة مستحضرات التجميل العملاقة التي تحمل اسمه الأخير. يتولى لودر، وهو صديق مقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، منصب رئيس "الصندوق الوطني اليهودي" الاستيطاني الذي أسسه ثيودور هرزل قبل مئة عام، ويدعو اليوم صراحة إلى زرع غابات في أراض صادرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من أصحابها الفلسطينيين. وتأسس معهد "أدلسون" بهبة قيمتها 4.5 مليون دولار من رجل الأعمال الصهيوني شيلدون أدلسون القريب أيضاً من نتنياهو. وأينما نظر الباحث في هذه القضية، تقع عينه على الشبكة المتكاملة التي تربط "أدلسون" و"شاليم" و"الصندوق الوطني اليهودي" ونتنياهو واللوبي الاسرائيلي "آيباك"، إضافة الى الذراع البحثية التي أسسها اللوبي في واشنطن واسمها "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" (وايناب).

مأمون الحمصي ومؤتمر براغ
بعد نشر موقعنا مقالة عن مشاركة مأمون الحمصي في مؤتمر براغ، تلقينا رسالة من أحد قرائنا تحوي رابطاً لمزيد من المعلومات عن الموضوع، وبينها قائمة كاملة بالمشاركين على موقعه الرسمي، إضافة إلى مقالة أوكاثايل الغنية بالمعلومات. بحسب هذه المقالة، فإن ناتان شارانسكي، الوزير الإسرائيلي السابق في حكومة أرييل شارون، والذي استقال من منصبه احتجاجاً على "فك الارتباط" مع قطاع غزة عام 2005، نظّم مؤتمر براغ عام 2007، برعاية الحلف الأطلسي (ناتو) الذي مثله جايمي شيا مدير قسم تخطيط السياسات في المكتب الخاص للأمين العام للحلف. المؤتمر الذي حمل إسماً اسرائيلياً بامتياز، وهو "الديموقراطية والأمن" حضره مسؤولون اسرائيليون بينهم المنظم شارانسكي ومساعدوه وزيف نيفو كولمان نائب رئيس البعثة الديبلوماسية الاسرائيلية في براغ.


وإلى جانب مأمون الحمصي ومجموعة من المحافظين (الصورة: إيلي خوري عام 2006، من موقع مدونة مايكل توتن) الجدد والناشطين العرب، حضر هذا المؤتمر أيضاً رجل الأعمال اللبناني رئيس شركة "كوانتوم" للاتصالات والاعلانات إيلي خوري، وهو حليف للحريري، واللبناني وليد فارس (كان مسؤولاً في القوات اللبنانية خلال الحرب الأهلية). يذكر أن خوري وراء حملة "أحب الحياة" الاعلانية الضخمة ضد "حزب الله" التي يُعتقد بأن الولايات المتحدة موّلتها، وأدارتها شركته "ساتشي أند ساتشي". كما يملك خوري الذي يعتقد بأنه موال للقوات اللبنانية ولرئيسها سمير جعجع، موقع "ناو ليبانون" الحليف للحريري.
في مؤتمر براغ، تحدث شيا عن دور الناتو في نشر الديموقراطية، وقال إن دور الحلف يتركز على توفير الأمن المهم للديموقراطية، لافتاً الى عدم قدرته على الانتشار "في كل مكان"، إلا أن ذلك لا يعني غيابنا عن تقديم الدعم اللوجستي.
وليد فارس افتتح كلمته بشكر الوزير شارانسكي الذي "لولاه لما كنّا هنا". ورأى في كلمته "نافذة فرصة" للديموقراطية والناشطين والقضايا الحقوقية بعد عام 2001. وأشاد بالدور الأميركي في العراق بعد 11 سبتمبر وبالقرار 1559. وشدد وسط تصفيق الحاضرين، على ضرورة الوحدة بين المنشقين في العالم، وأعطى مثالاً محدداً نال اعجاب الحاضرين: "إذا قال معارض مصري إنه يتفق مع حزب الله فهو مشارك في قمع لبنانيي ثورة الأرز".

أما إيلي خوري، فلم يأت على ذكر حزب الله في كلمته التي لخصت تجربته في "ثورة الأرز". وكشف خوري أن اجتماعاً  عُقد في أدما عام 2004 ويضم 7 أشخاص كان بينهم هو والصحافي سمير قصير والنائب جبران تويني، وهما ضحيتا انفجارين استهدفاهما. وأوضح أن الاجتماع قرر المضي في خطة لاخراج الجيش السوري في البلاد، وهو ما يحتاج الى حدث تقرر أن يكون انتخابات العام المقبل. وهكذا، وفقاً لخوري، خرج شعار "الاستقلال 05" الذي كان في صلب تظاهرات "ثورة الأرز". وقال خوري إنه شارك في اجتماع عشية اغتيال الحريري شهد توزيع أدوار بين مصرفي فتح حساباً مجهولاً و"غير شرعي" لجمع التبرعات التي تراوحت من 100 الى عشرة آلاف دولار، وبين دوره التسويقي. (هنا رابط الفيديو لكلمته)


معاهد اللوبي الاسرائيلي
أسست "آيباك" (اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة) معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى (وايناب)  (الصورة: شارانسكي والسيناتور الأميركي جوزف ليبرمان خلال مؤتمر براغ)باعتراف أحد مؤسسيها أم جاي روزنبرغ الذي قال إن المعهد كان من بنات أفكار ستيف روزن، أحد أبرز وجوه اللوبي والذي اتهمته السلطات الأميركية بالتجسس لمصلحة الموساد الاسرائيلي. وبدأ المعهد، بحسب روزنبرغ، بموظفي "آيباك" ودعمه ممولو "آيباك"، وحتى مقره كان في نهاية رواق المبنى ذاته من مركز "آيباك". نشر موقعنا "ذي أراب دايجست" خبراً عن مشاركة العضوين في المجلس الوطني السوري عمار عبد الحميد وأسامة المنجد في ندوة لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أدارتها الأميركية الليكودية المتشددة دانيال بليتكا، علاوة على مؤشرات لعلاقة بين عبد الحميد ومايكل روبين، أحد صقور المحافظين الجدد الذي ذكر هذا المعارض السوري وأشاد به في أكثر من 10 مقالات له. وفي الإمكان العودة للنص الانكليزي لمزيد من التفاصيل في هذا الشأن. وبعد انطلاق الثورة السورية العام الماضي، أسس هذا المعهد الصهيوني منتدى "فكرة" الالكتروني، وسلمه لأحد صقوره والباحثين الرئيسيين فيه: ديفيد بولوك. بولوك تمكن من جمع عدد كبير من الناشطين العرب والسوريين، (صورة: مأمون الحمصي مع الناشطة الصهيونية فياما نيرشتين في مؤتمر براغ)بينهم العضوان في المجلس الوطني السوري رضوان زيادة وأسامة المنجد. كما شملت قائمة المساهمين الأكاديمي البارز شفيق الغبرة والناشط في المجتمع المدني اللبناني لقمان سليم رئيس جمعية "أمم"، ومقرها الضاحية الجنوبية لبيروت. إلا أن الناظر الى القائمة يُفاجأ حقيقة بالعدد الكبير لأصدقاء اسرائيل، بدءاً باللبناني وليد فارس، وانتهاء بالأميركيين مثل دانيال غرين وأندرو انجل والقائمة تطول. "فكرة" تحرض دوماً على التدخل الخارجي في سوريا، لكنها تفعل ذلك على لسان ناشطين وشخصيات سورية مثل رضوان زيادة، بدلاً من المحافظين الجدد أنفسهم.



الباحث أوكاثايل اقتبس جزءاً مهماً من حوار بين الصهيوني شلدون أدلسون، مؤسس معهد "أدلسون"، وناشط ايراني اسمه أمير عباس فخرفار، خلال مؤتمر براغ. هذا الحوار يختصر المسألة والأهداف بكلمات بسيطة.(صورة: عمار عبد الحميد يلقي كلمة في معهد وايناب) أدلسون، وهو صديق نتنياهو، قال: "يُعجبني فهرفار لأنه يقول بأننا (اسرائيل أو أميركا) لو هاجمنا، فإن الشعب الايراني سيطير من الفرح". إلا أن ناشطاً ايرانياً آخر شكك في هذه الفرضية، فأجابه أدلسون سريعاً "لا أكترث حقيقة بماذا سيحصل لإيران. همي الوحيد اسرائيل".

* على سبيل المثال، في 17 شباط (فبراير) عام 2008، نشرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" تحقيقاً عن نهاية حقبة في عمل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي)، تميزت بانشاء عدد من الشركات الكبرى في أوروبا و"غيرها" كواجهات للتجسس وجمع المعلومات عن الارهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل. كانت الكلفة، وهي مئات الملايين من الدولارات، عالية ولم تعد مناسبة بعد الانهيار الاقتصادي العالمي. كما نشرت أخيراً مجلة "أتلانتك" موضوعاً عن استغلال الاستخبارات الأميركية زلزال باكستان المدمر لادخال عشرات الجواسيس تحت ستار وكالة الاغاثة الأميركية.

 

 المصدر:  http://www.thearabdigest.com/p/blog-page.html

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...