شهادة نيمرود باركان أمام الكنيست حول المفاوضات مع سورية

25-12-2007

شهادة نيمرود باركان أمام الكنيست حول المفاوضات مع سورية

الجمل: برغم وضوح موقف دمشق القائم على التمسك بالحقوق السورية المشروعة والسلام العادل، فإن الموقف على جانب محور تل أبيب – واشنطن ما يزال أكثر تأرجحاً واضطراباً في تقديم التعليلات والتبريرات التي يستند إليها في المماطلة وإخفاء موقعه الحقيقي الرافض لرد الحقوق إلى أصحابها. فالإدارة الأمريكية رفضت السماح لإسرائيل بالتفاوض مع سوريا، واشترطت جملة من الاعتبارات والبنود المتعلقة بلبنان والعراق وحزب الله وحركة حماس وإيران، ثم جاءت إسرائيل وبدأت تشترط جملة من الاعتبارات المتعلقة بتحويل موضوع التفاوض إلى قضايا وأجندة أخرى... الخ. واليوم تحاول السلطات الإسرائيلية التسويق لتبريرات ومزاعم جديدة تتعلق هذه المرة بإلقاء اللوم على سوريا باعتبارها لا تريد التفاوض في الفترة الحالية وتؤجل ريثما تنتهي ولاية إدارة بوش ومجيء الإدارة الجديدة.
* إفادات نيمرود باركان حول سوريا أمام لجنة الكنيست:
تحدث نيمرود باركان، رئيس شعبة البحوث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية في إفاداته أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع التابعة للكنيست الإسرائيلي، قائلاً بأن دمشق مهتمة بالتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، ولكن فقط وفقاً لشروطها وبتعاون ومشاركة أمريكا.
وأضاف باركان قائلاً بأن "خطر تهديد صورايخ أرض – أرض السورية قد تزايد خلال العام الماضي"، كما أن "الردع الإسرائيلي ضد سوريا وحزب الله مازال موجوداً وقد تزايد خلال عام 2007م، ولكن يتوجب علينا أن نرصد ونراقب بشكل وثيق لأن هناك احتمالات أن تصاب قوة الردع الإسرائيلي بالضعف والهشاشة".
وأشار باركان قائلاً بأن الولايات المتحدة حاولت مرتين خلال العام 2007م "فتح الباب أمام سوريا" ولكن دمشق فشلت في تلبية مطالب الإدارة الأمريكية المتعلقة بتدخلها المستمر في لبنان.
هذا، ونسبت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الصادرة اليوم إلى نيمرود قوله بأن سوريا لا تعتقد أن بإمكانها إحراز التقدم في المفاوضات مع إسرائيل طوال ما كان جورج بوش موجوداً في البيت الأبيض، وتبعاً لذلك، تريد سوريا الانتظار ريثما تنتهي فترة ولاية بوش أملاً في أن تكون الإدارة الأمريكية الجديدة راغبة في إعادة الارتباط مع سوريا ومباركة عملية السلام.
* بين الإدراك السوري و"سوء القراءة" الإسرائيلية:
ترى القيادة السورية بأن القيام بإنجاز السلام في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2008م أصبح أمراً غير واقعياً لأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تكون أكثر انشغالاً بالحملات الانتخابية الرئاسية. كذلك، فقد كان مؤتمر أنابوليس مجرد حدث جرت وقائعه خلال يوم واحد وسوف يعتمد الأمر بعد ذلك على جهود المتابعة وهي جهود، وإن كان يتوجب إبداء التفاؤل حيالها، إلا أن الحذر مطلوب أيضاً.
كذلك ترى سوريا بأن الولايات المتحدة، وبدعم من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، تستطيع القيام بشيء، ولكن بدون وجود الولايات المتحدة فإن القيام بشيء ما يؤدي إلى السلام في المنطقة سيكون أمراً في غاية الصعوبة.
وبالتدقيق أكثر فأكثر في "القراءة الإسرائيلية" للموقف السوري الواضح، وهي ليست قراءة صحفية يمكن أن تتنصل منها الحكومة الإسرائيلية، بل هي قراءة وردت على لسان مسؤول في الخارجية الإسرائيلية بدرجة "سفير" ويترأس حالياً شعبة البحوث السياسية في وزارة الخارجية (وهي تعني شعبة المخابرات السياسية في وزارة الخارجية).
المطابقة بين ما ورد ي التخمين الاستخباري الذي قدمه السفير نيمرود باكان أمام لجنة السياسة الخارجية والدفاع التابعة للكنيست وبين الملامح البارزة والواضحة للموقف السوري تشير إلى الآتي:
• لا يوجد تصريح رسمي سوري يعلن "رفض" السلام بشكل قاطع خلال العام القادم.
• محاولات السلام الجارية حالياً تنظر إليها سوريا بـ"تفاؤل" و"حذر".
• انشغال الجمهوريين والديمقراطيين بالمعركة الانتخابية الرئاسية سوف يضعف اهتمام الإدارة الأمريكية بدعم جهود السلام في الشرق الأوسط.
وبرغم هذه الملامح الثابتة، بل وبرغم "تخمين" رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية أمام نفس اللجنة (لجنة السياسة الخارجية والدفاع التابعة للكنيست) والذي أكد على مصداقية موقف سوريا المطالب بالسلام، فقد جاء بالأمس "تخمين" مخابرات وزارة الخارجية الإسرائيلية وإن كان قد استخدم جزءاً من الحقيقة فإنه أضاف إليها استنتاجاً يقول بأن سوريا "ترفض" السلام خلال الفترة المتبقية من ولاية بوش وتفضل الانتظار إلى حين قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة في عام 2009م.
وعلى ما يبدو، فإن "التخمين الاستخباري" السياسي الإسرائيلي الجديد يحمل أكثر من دلالة، أبرزها أن إسرائيل تهيئ الظروف والأجواء من أجل المزيد من المماطلة، ودفع الرأي العام الإسرائيلي وكبار العسكريين الإسرائيليين المطالبين بالسلام مع سوريا إلى اليأس وعدم توقع حدوث أي تطور إيجابي خلال الفترة القادمة.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...