دمشق تتريث باتخاذ قرار المشاركة في «لقاء الخريف»

01-10-2007

دمشق تتريث باتخاذ قرار المشاركة في «لقاء الخريف»

رغم التصريحات المتفائلة التي صدرت عن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وما نسب إلى بعض المسؤولين السوريين، من مرونة في الموقف من اللقاء الدولي الذي دعت إليه واشنطن وستستضيفه في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، فضلت مصادر رسمية سورية توخي الحذر وأكدت على أن المشاركة السورية في اللقاء ليست محسومة بعد، وبأنه يجب عدم اعتبار مجرد توجيه الدعوة إلى دمشق تغيراً دراماتيكياً لأن الأهم أن تترافق دعوة سوريا ولبنان إلى اللقاء مع بحث جدي في أسس وأهداف المؤتمر وما يتطلبه ذلك من إعادة تحديد لأجندة المؤتمر.

وأضافت هذه المصادر أن المشاركة السورية ستعطي عكس ما يراد لها من دعم العملية السياسية، في حال لم تكن الأهداف والأسس مبلورة بشكل يخدم قيام مفاوضات تفضي إلى سلام شامل بكل جوانب الصراع العربي “الإسرائيلي”، وانسحاب “إسرائيل” من كامل الأراضي العربية المحتلة عام ،1967 وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الثابتة والمشروعة. وحذرت المصادر من أن هدف الإدارة الأمريكية و”إسرائيل” هو تحويل اللقاء الإقليمي إلى مجرد واجهة للتطبيع المجاني مع بعض الدول العربية.

واعتبرت المصادر أن ضغط أطراف الرباعية الدولية على واشنطن من اجل دعوة سوريا ولبنان إلى اللقاء الإقليمي، يدلل على أن المجتمع الدولي يريد عملية سياسية وتفاوضية حقيقية ومثمرة ولكن واشنطن على ما يبدو لم تسلّم بعد برغبة المجتمع الدولي وستبذل كل جهودها من أجل تعطيل تحول اللقاء الإقليمي إلى لقاء ذي بعد دولي ضاغط لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

واختتمت المصادر تصريحها بالتأكيد على أن النوايا العدوانية “الإسرائيلية” لم تتراجع بعد دعوة واشنطن للقاء الإقليمي وهذا دليل على أن “إسرائيل” غير معنية حتى اللحظة بعملية تفاوضية تقود إلى سلام شامل على أساس الأرض مقابل السلام وتطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الشأن بالصراع العربي “الإسرائيلي”، لذلك من المبكر الحديث عن مشاركة سورية ونجاح اللقاء الإقليمي في إعادة بناء العملية السلمية.

من جهة أخرى قالت مصادر قيادية فلسطينية، أن المؤتمر الشعبي الفلسطيني الذي دعت له قوى المعارضة الفلسطينية، من المقرر أن ينعقد بالتزامن مع لقاء الخريف للسلام في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني/القادم.

وحسب هذه المصادر فإنه قد شكلت ثلاث لجان للإعداد للمؤتمر لجنة سياسية من ممثلي الفصائل الفلسطينية العشرة برئاسة خالد عبد المجيد منسق القوى والفصائل الفلسطينية العشرة، ولجنة تنظيمية بمسؤولية طلال ناجي الأمين العام المساعد للجنة الشعبية  القيادة العامة، ولجنة إدارية بمسؤولية حركة حماس بالإضافة الى لجنة أمنية بقيادة الصاعقة.

وحتى اللحظة تدور شكوك واسعة حول إمكانية مشاركة الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين في المؤتمر، رغم أن مشاركة الشعبية بدت أقرب من المقاطعة بعد الاجتماع الذي عقد بين طلال ناجي وعضو المكتب السياسي للشعبية أبو أحمد فؤاد، في حين من الواضح أن الجبهة الديمقراطية قد حسمت أمرها بعدم المشاركة خشية أن يفتح عقد المؤتمر الشعبي على محاولات إنشاء وخلق بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية كما وقع في المؤتمرات التي عقدت في العام 1998.

وشككت هذه المصادر في إمكانية أن يشارك في المؤتمر فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر حركة فتح، حيث أن القدومي كان قد تبنى قبل شهرين عقد دورة للمجلس الوطني بعضويته القديمة لمناقشة الأوضاع في غزة وسبل إشراك حركتي حماس والجهاد الإسلامي في مؤسسات منظمة التحرير، ضمن خطة متكاملة لإعادة بناء مؤسسات وأطر المنظمة على أسس ديمقراطية.

ونفت المصادر نفسها إمكانية أن تؤثر المشاركة السورية في لقاء الخريف للسلام على قرار استضافتها للمؤتمر الشعبي الفلسطيني الذي قد يكون مقدمة لعقد مؤتمرات أخرى في باقي التجمعات الفلسطينية.

يوسف كركوتي

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...