المعارضة تصطدم بنفسها وتربك أسيادها في قطر وانعقاد ملتقى «الحوار الوطني السوري» بدمشق

25-03-2013

المعارضة تصطدم بنفسها وتربك أسيادها في قطر وانعقاد ملتقى «الحوار الوطني السوري» بدمشق

تفتتح القمة العربية في الدوحة غداً، فيما تعرضت جهود قطر لتسليم «الائتلاف الوطني» المعارض مقعد سوريا لدى الجامعة العربية إلى ضربة قوية أمس، مع إعلان رئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب استقالته ورفض «الجيش الحر» الاعتراف «برئيس الحكومة المؤقتة» غسان هيتو، ما اجبر وزراء الخارجية العرب على ترك موضوع تسليم مقعد دمشق إلى «الائتلاف» إلى الرئاسة القطرية بالتشاور مع الرؤساء.
وأعلن الخطيب استقالته بعد ساعات من اجتماع الوزراء العرب في الدوحة، ودعوتهم «الائتلاف» إلى المشاركة في القمة، وهو ما تحفظ عليه العراق والجزائر ونأى لبنان بنفسه عنه. وتحاول الدوحة، الداعم الرئيسي لـ«الائتلاف والحكومة المؤقتة» وتسليح المعارضين، تسليم «الائتلاف» مقعد سوريا في الجامعة العربية.

وعقدت الحكومة السورية، بمشاركة أكثر من 60 حزباً ومجموعة ملتقى «الحوار الوطني السوري» في دمشق الذي يستمر يومين ويناقش المبادرة التي أطلقها الرئيس بشار الأسد في كانون الثاني الماضي للخروج من الأزمة. وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر إن «الحل الوحيد الأوحد للأزمة في سوريا يكون عبر الحل السياسي والحوار الوطني غير المشروط وغير الإقصائي لأحد»، داعياً لأن «يكون الحوار عاجلاً لأصحاب العقول النيرة العاملة للبحث عن حل يرضي الجميع بدل أن يكون آجلاً لأمراء الحرب لاقتسام المغانم والسبايا».
وأعلن «المكتب الرئاسي في الائتلاف» في بيان، «رفضه استقالة الخطيب». وأضاف «هم (اعضاء الهيئة العامة) يطلبون من الخطيب العودة إلى عمله كرئيس للائتلاف، وبالتالي، سيستمر الخطيب في إدارة الائتلاف في هذه المرحلة بحسب اتفاق أعضاء الهيئة العامة».
وقال الخطيب، في بيان الاستقالة على صفحته على «فايسبوك»، «كنت قد وعدت أبناء شعبنا العظيم، وعاهدت الله أنني سأستقيل إن وصلت الأمور إلى بعض الخطوط الحمراء، وإنني أبرّ بوعدي اليوم (أمس) وأعلن استقالتي من الائتلاف الوطني، كي استطيع العمل بحرية لا يمكن توفرها ضمن المؤسسات الرسمية».

وقال مصدر سوري معارض في الدوحة إن «الخطيب لا يريد أن يشكل غطاءً لسياسات دول تتدخل في شؤون المعارضة، وخاصة قطر»، مضيفاً إن لديه «مآخذ على انتخاب هيتو القريب من جماعة الإخوان المسلمين».
وقال «المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر» لؤي المقداد «نحن في الجيش الحر لا نعترف بهيتو كرئيس حكومة لأن الائتلاف المعارض لم يتوصل إلى توافق» حول انتخابه. وأضاف «أتحدث نيابة عن المجالس العسكرية ورئيس هيئة الأركان (اللواء سليم إدريس) عندما أقول إننا لا نعترف برئيس حكومة فرض على الائتلاف الوطني، بدلاً من أن ينال التوافق».
وانتخب هيتو، الذي أعلن مكتبه أمس انه زار حلب، بأصوات 35 من أعضاء «الائتلاف» البالغ عددهم حوالي 50 عضواً، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من أعضاء «الائتلاف» قبل التصويت على انتخابه، كما علق 11 شخصاً عضويتهم في «الائتلاف».
وقال المعارض فواز تللو إن «قطر وجماعة الإخوان بشكل أساسي دفعتا الخطيب للاستقالة»، مشيراً إلى «أنهما وجدتا في الخطيب شخصية تكتسب شعبية داخل سوريا لكنه يعمل بشكل أكثر استقلالية عن رؤيتهما». وتابع إن «قطر والإخوان المسلمين دفعتا بهيتو فأصبح موقع الخطيب كقائد لا معنى له».
وعبر رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني عن أسفه لاستقالة الخطيب، وحثه على إعادة النظر في قراره. وقال «هذه لحظة بالغة الأهمية للسوريين، خاصة أن الجميع تقريباً وافقوا على منح مقعد سوريا للمعارضة»، معبراً عن أمله «في أن يتم تصحيح الأمور». وأضاف «من المهم ألا يفوت الخطيب هذه اللحظة».
وعلى هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة تحضيراً للقمة، قالت مصادر ديبلوماسية إن الوزراء أكدوا «الالتزام بقرار مجلس الجامعة بدعوة الائتلاف السوري المعارض لتشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في القمة». وأوضحت انه «لم يتم اتخاذ قرار اليوم (أمس) حول مسألة منح مقعد سوريا للمعارضة، فيما ترك موضوع مشاركة الائتلاف في القمة لرئيس القمة أمير قطر بالتشاور مع القادة العرب». وقالت مصادر ديبلوماسية أخرى إن الجزائر والعراق تحفظا على هذه الخطوة، بينما التزم لبنان سياسة «النأي بالنفس» عن أي قرار يتعلق بالملف السوري.
وكان حمد جدد، في افتتاح اجتماع الوزراء العرب في الدوحة، التأكيد على «الدعوة إلى مشاركة المعارضة في القمة»، مضيفاً انه يتطلع إلى مشاركة الخطيب وهيتو فيها.

وتتحفظ دول عربية على منح مقعد سوريا إلى «الائتلاف»، وقد عبر عن ذلك خصوصاً وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، الذي ترأست بلاده القمة السابقة، موضحاً أن بغداد ترفض ذلك لأسباب «مبدئية»، لكنه أضاف إن بلاده تدعم «التحولات» في العالم العربي، لكن تؤكد على «أهمية القيام بها عبر عملية ديموقراطية وبطريقة سلمية من دون المساس بكيان الدولة ومقدراتها».
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن «سوريا يجب أن تظل دائماً في مركز الاهتمام، فالمسؤولية العربية تحتم علينا إنقاذها من المنزلق الخطير الذي تنحدر نحوه وتنعكس آثاره الواضحة على المنطقة برمتها، وخاصة على دول الجوار».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...