العمليات السرية الإسرائيلية-الأمريكية في لبنان وسيناريو الحرب القادمة

14-10-2010

العمليات السرية الإسرائيلية-الأمريكية في لبنان وسيناريو الحرب القادمة

الجمل: تحدثت بعض التسريبات الأمريكية الأخيرة قائلة بأن السلطات اللبنانية أصحبت على وشك أن تدرك الحقيقة الماثلة القائلة بأن المخابرات الإسرائيلية لم تنجح في اختراق المنشآت والأجهزة العامة وحسب، وإنما منظمات المجتمع المدني اللبناني: فما هي طبيعة وحقيقة التغلغل الإسرائيلي المتزايد في الساحة اللبنانية وما هي تداعيات ذلك على لبنان والمنطقة؟

* العمليات السرية الإسرائيلية-الأمريكية في لبنان: توصيف المعلومات الجارية

تحدث مصدر صحفي أمريكي رفيع المستوى قائلاً بأن نطاق العمليات السرية الإسرائيلية في الساحة اللبنانية قد شهد نقطة تحول وانعطافة كبيرة وذلك لجهة الانتقال من دائرة تجنيد العملاء في أوساط غير المسلمين إلى تجنيد العملاء في أوساط المسلمين، وعلى وجه الخصوص الجماعات السنية والجماعات الشيعية. وفي هذا الخصوص نشير إلى التسريبات الآتية:رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي مائير داغان

  • لاحظت أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية التدهور المتزايد في أوضاع الزعيم الشيعي نبيه بري، وفي هذا الخصوص تقول التسريبات بأن الموساد الإسرائيلي قد أطلق بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات السعودية والمخابرات الأردنية والمخابرات المصرية عملية سرية تهدف إلى البحث عن البديل المحتمل المناسب ليحل محل الزعيم نبيه بري، بما يتيح لهذه الأجهزة القيام بعملية إعادة توجيه حركة أمل ضمن مفاعيل أكثر إيجابية لجهة دعم التوجهات الأمريكية-الإسرائيلية إزاء لبنان.
  • تسعى أجهزة المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأمريكية بالتعاون مع أجهزة المخابرات السعودية والأردنية والمصرية لجهة بناء شبكة مسلمة سنية في منطقة البقاع اللبناني، وذلك لاستخدامها في إشعال المواجهات المسلحة ضد القوى الشيعية وتحديداً حزب الله اللبناني بمجرد أن يصدر القرار الظني الذي سوف تسعى من خلاله المحكمة الدولية إلى اتهام حزب الله اللبناني.
    وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى أن الشبكة المسلحة السنية التي يتم إعدادها تضم العديد من أفراد عائلة زياد الجرة –أحد المتهمين باختطاف طائرة السفر 93 في 11 أيلول (سبتمبر) 2001م. وأضافت التسريبات بأن الانتماء السلفي المتشدد لهذه المجموعة سوف يجعل من السهل استخدامها ضد الشيعة اللبنانيين خاصة وأن السيناريو سوف يبدو وكأنما هو عملية قصاص سني ضد الشيعة اللبنانيين الذين سوف يكونون آنذاك "مسئولين" افتراضاً عن قتل الزعيم السياسي السني رفيق الحريري.
  • تجري حالياً عملية تعاون واسعة النطاق بين عبد الحليم خدام والمحقق الدولي بلمار لجهة إعداد سيناريو توجيه الاتهامات ضد عناصر حزب الله اللبناني. وفي هذا الخصوص تقوم المخابرات الإسرائيلية والأمريكية إضافةً إلى المخابرات الفرنسية والألمانية بتقديم الدعم لعبد الحليم خدام عبر مكاتبه الأربعة الموجودة في واشنطن-بروكسل-باريس وبرلين.

هذا، وأشارت التسريبات إلى أن خبرة الموساد الإسرائيلي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في توظيف واستغلال الجماعات الإسلامية السنية الصغيرة هي خبرة قديمة تعود جذورها إلى حقبة ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، حيث كانت هذه الأجهزة تستخدم بعض هذه الجماعات في لبنان لجهة جمع المعلومات الاستخبارية عن سوريا والفلسطينيين.

* الموساد-البنتاغون: الشراكة من أجل إشعال الشرق الأوسطرئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة أمل نبيه بري

أكدت بعض التسريبات الأمريكية المعلومات القائلة بأن الأيام التي سبقت زيارة الأميرال مايكل مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية قد شهدت قيام مايكل فايكرز الذي يتولى منصب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون العمليات الخاصة، والمعني بشؤون العمليات العسكرية المنخفضة الشدة، وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى أن هناك شراكة تجمع بين رئيس الموساد الإسرائيلي والبنتاغون لجهة تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية السرية المنخفضة الشدة في منطقة الشرق الأوسط. وأكدت التسريبات بأن مشروع تنفيذ هذه العمليات قد تم إطلاقه والشروع في تنفيذه بالفعل، وذلك بما شمل حتى الآن تنفيذ العمليات العسكرية المنخفضة الشدة الآتية:

-       قيام غواصة إسرائيلية بإطلاق صواريخ ضد ميناء العقبة الأردني وميناء إيلات الإسرائيلي، ثم الزعم بأن الصواريخ إيرانية الصنع وأن حركة حماس هي المسئولة عن إطلاقها. وأشارت التسريبات إلى أن المخابرات الأردنية قد شاركت الإسرائيليين والأمريكيين في تنفيذ هذه العملية.

-       قيام غواصة إسرائيلية بإطلاق صواريخ ضد إحدى السفن اليابانية في منطقة مضيق هرمز. وأكدت التسريبات بأن معلومات البحرية الأمريكية بأن غواصة إسرائيلية كانت في المنطقة. ولم تكن توجد أي غواصات أخرى لحظة وقوع الحدث.

-       قيام حزب العمال الكردستاني بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية ضد بعض الأهداف التركية. وتقول بعض التسريبات بأن هذه العمليات قد تم تنفيذها بمساعدة الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية.

تشير التحليلات بأن مساعي شراكة البنتاغون والأجهزة العسكرية-الأمنية الإسرائيلية تهدف بالأساس إلى إبقاء منطقة الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص منطقة شرق المتوسط في حال اشتعال مستمر منخفض الشدة، بما يحافظ على وجود الأجواء المتوترة إلى حين تبرز المزيد من النتائج والمبررات التي تعزز ذرائع تحويل العمليات العسكرية المنخفضة الشدة إلى عمليات عسكرية مرتفعة الشدة.

 

 

 الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...