الأسد في تركيا

17-10-2007

الأسد في تركيا

قالت مصادر تركية امس ان انقرة تتوقع من الجانب السوري، «تفهما» لنيتها القيام بعملية عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق والعمل على اضعاف «الكيان الكردي» الذي نشأ في السنوات الاخيرة، مشيرة الى اهمية حضور سورية «مؤتمر الخريف» باعتبار ان ذلك «يكسر العزلة بدل زيادتها» على دمشق واهمية قيام سورية بلعب «دور بناء» في الأسد يستعرض حرس الشرف لدى وصوله إلى مطار أيسن بوغا في أنقرة أمسحل الأزمة اللبنانية واقناع المعارضة بقبول «رئيس توافقي».

ووصل الرئيس بشار الاسد مساء امس الى انقرة في «زيارة عمل» تلبية لدعوة من نظيره التركي عبدالله غل، على رأس وفد يضم وزير الخارجية وليد المعلم. وقالت مصادر متطابقة ان الزيارة تستهدف تهنئة غل بفوزه بالرئاسة و «تأكيد الصداقة» القائمة بين البلدين والتي «دشنت» بزيارة الاسد في بداية العام 2004، اضافة الى البحث في ملفات العراق ولبنان وفلسطين و «مؤتمر الخريف» واحتمال استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية.

وتناول الأسد وعقيلته اسماء ليل امس عشاء غير رسمي مع غل وعقيلته. ويتضمن الجدول الرسمي لليوم الاول من الزيارة، محادثات مغلقة مع غل تليها جلسة موسعة ومؤتمر صحافي مشترك. ويلتقي الأسد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، ووزير الخارجية علي باباجان ونائب رئيس الاركان اوغور سايغون ( نظراً الى وجود رئيس الاركان يشار بيوك انيط في ايطاليا)، والرئيس السابق احمد نجدت سيزار (تعبيراً عن دوره الخاص في فتح صفحة في العلاقات الثنائية) بعد توقيع الاتفاق الامني في تموز (يوليو) 1998.

واتفقت مصادر سورية وتركية على ان «السياسة العراقية» لكل من دمشق وانقرة «متشابهة ان لم تكن نفسها»، اذ يريد الطرفان الحفاظ على «وحدة العراق ارضا وشعبا ومنع اي خطوة لتقسيمه». واوضحت المصادر التركية ان انقرة تتوقع من الجانب السوري خلال زيارة الاسد «تفهما» لنيتها القيام بعملية عسكرية ضد «الكردستاني» في شمال العراق والعمل على فتح بوابة حدودية جديدة في شمال شرقي سورية، تستهدف اضعاف «الكيان الكردي» الذي نشأ في السنوات الاخيرة وخطوات تقسيم العراق، مشيرة الى وجود «تبادل معلومات وتعاون في مجال مكافحة الارهاب» بموجب اتفاق أضنة الامني للعام 1998 والى اهمية ان «لا يقدم أي طرف خارجي دعما لحزب العمال». وسيكون الوضع في لبنان على جدول اعمال الزيارة. وقالت المصادر ان انقرة ستحض دمشق على «الاستمرار في لعب دور بناء لحل الأزمة»، الامر الذي يعني «اقناع المعارضة بانتخاب رئيس توافق» لتمرير الاستحقاق الرئاسي. واضافت :»ندرك ان العلاقات السورية - اللبنانية مميزة، ويجب ان تكون كذلك. لكننا نؤمن في الوقت نفسه ان سورية تلعب ويجب ان تلعب دورا بناء».

كما ستتناول المحادثات العلاقات بين دمشق وواشنطن و «مؤتمر الخريف» للسلام. وتؤكد انقرة، بحسب المصادر، ان «سياسة العزل الاميركية لدمشق، ليست جيدة ولا مفيدة»، لذلك تسعى الى عقد لقاء بين المعلم ونظيرته الاميركية كوندوليزا رايس على هامش مؤتمر «جوار العراق الموسع» في اسطنبول يومي 2 و3 الشهر المقبل. لكن الجانب التركي يرى ايضاً ضرورة ان تحضر سورية المؤتمر الدولي في انابوليس لأنه «يساهم في كسر العزلة بدل زيادتها». كما انه يسعى الى وضع كل المسارات التفاوضية على طاولة «مؤتمر الخريف» لأنه مقتنع بأنه «لا يجوز وضع مسار تفاوضي في الثلاجة والثاني على النار الساخنة. ان النجاح يتطلب العمل على كل المسارات».

ويتوقع ان يطلع الاتراك الجانب السوري على نتائج زيارة باباجان لاسرائيل في شأن الغارة على شمال شرقي البلاد و «تمهيد الارضية» لاستئناف المفاوضات. وقالت المصادر ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز سيزور انقرة 11 الشهر المقبل.

وعن الموضوع الايراني، اشارت مصادر الجانبين الى وجود «قلق مشترك» من احتمالات التصعيد الغربي مع طهران و «انعكاسات ذلك على استقرار المنطقة».

وينتقل الاسد، بعد تمديد الزيارة ليوم واحد، الى اسطنبول حيث يلتقي، في مأدبة غداء، كبار رجال الاعمال بدعوة من رئيس اتحاد غرف التجارة يسار جيفر اوغلوا قبل ان يزور اكبر مركز تجاري في «استينا بارك» ونفقاً في الفوسفور ومصنعاً للسفن، على ان تختتم الزيارة بعد ظهر الجمعة.

إبراهيم حميدي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...