هل تدعم الجامعة العربية مشاركة شعراء عرب في أولمبياد لندن؟

29-05-2011

هل تدعم الجامعة العربية مشاركة شعراء عرب في أولمبياد لندن؟

صيف العام المقبل هو موعد العاصمة البريطانية مع الألعاب الاولمبية التي استضافتها آخر مرة عام 1948، والتي يقام في موازاتها الاولمبياد الثقافي للأنشطة الابداعية البالغ عددها الفاً. وقد شملت الألعاب القديمة في اليونان الشعر والخطابة.

في صيف 2012، من المتوقع أن يزور لندن اربع مئة ألف من اشخاص اضافييين خلال الاولمبياد الرياضي، الأمر الذي يشكل فرصة استثنائية لساوث بانك لاستقطاب جمهور واسع للأنشطة الثقافية التي يقيمها كتمهيد قبيل أسبوع من بداية الاولمبياد. وهذه الأنشطة هي: بارناسوس الشعر الذي سيجمع شعراء وأدباء وفلاسفة من أنحاء العالم، قرية بابا مال والنشاط عبارة عن احتفال بالثقافة الافريقية، إضافة الى استوديو مفتوح لاستضافة الادباء.

يعتبر مركز ساوث بانك أحد أهم المراكز الثقافية في العالم، بحيث يمتد تاريخه الى عام 1951(بداية تأسيس مهرجانات لندن). ويحتل المركز وسط المدينة، ممتداَ على مساحة تضم ثلاثة مبان (قاعة المهرجان الملكي، قاعة الملكة اليزابيث، ومعرض هايوادر). وفي عام 2010، قصد المركز أكثر من 23 مليون زائر من أنحاء العالم، مما حوّله الى ابرز المعالم الثقافية العالمية الرئيسة.

الأدب والشعر في صلب اهتمامات المركز الذي تجذب نشاطاته جمهوراً واسعاً، بخاصة في ما يتعلق بجائزة الشاعر البريطاني الراحل ت. س. اليوت. و يتضمن المركز مكتبة واسعة تضم اكثر من 100000 مؤلف. وقد سبق لساوث بانك ان استضاف أدباء وشعراء عرباً من مختلف الأقطاب والدول، مثل سورية، فلسطين، الامارات ، لبنان، ومنهم: ادونيس، نبيل ياسين، رمزي ناصر، سعدي يوسف، نوال السعداوي، وتميم مريد البرغوثي.

انطلقت تسمية كارنفال الشعر من جبل بارناسوس (جبل البرناس) في مقاطعة فوكس باليونان، والذي وصف بأنه موئل الآلهة أبولو وبان وديونيسوس، الجبل الذي تقطنه «آلهة الشعر» كما كان يعتقد قدماء اليونان.

غير أن الاسم ذاع وانتشر مع الوقت للتعبير عن اتجاه أدبي جديد هو البرناسية، مذهب أدبي فلسفي لاديني قام على معارضة الرومنطيقية من حيث أنها مذهب الذاتية في الشعر. وتقوم البرناسية على اعتبار الفن غاية في ذاته لا وسيلة للتعبير عن الذات، هادفة إلى جعل الشعر فناً موضوعيًّاً همه استخراج الجمال من مظاهر الطبيعة أو إضفاؤه على تلك المظاهر، وترفض البرناسية التقيد سلفاً بأي عقيدة أو فكر أو أخلاق، متخذة شعار الفن للفن.

تقدم المجلس البريطاني الراعي الرسمي للاولمبياد الثقافي، باقتراح الى جامعة الدول العربية لمشاركة شعراء عرب في الاولمبياد الثقافي، الأمر الذي يتيح للجامعة ان تكون مساهماً اساسياً في المركز، وان تلعب دوراً رائداً في تعزيز الحوار بين المركز والوجوه العربية الثقافية البارزة.

عرابا الفكرة هما الشاعر والروائي البريطاني سيمون ارميتاج، ومدير المركز الفني في ساوث بانك، جود كيلي. أما الهدف فهو منح منبر مفتوح للشعر العربي لتعزيز أهميته ومكانته في الاولمبياد الثقافي.

تمت مناقشة المشروع بناء على طلب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وتحول الاقتراح الى منظمة الالكسو، وهي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، إحدى المنظمات العربية المتخصصة لجامعة الدول العربية، مقرها تونس، وتعنى أساسا بتطوير الأنشطة المتعلقة بمجالات التربية والثقافة والعلوم عربيا. وفي اتصال مع مديرة ادارة الثقافة في (الكسو) الكاتبة ريتا عوض، تقول ان «المشروع ما زال قيد الدرس، ولا إشكال من حيث المبدأ ازاء المشاركة». و سيتم اختيار الشعراء المشاركين بالتعاون بين الالكسو وراعي المشروع، المجلس البريطاني، وسيمون ارميتاج.

ويصف ارميتاج بارنسوس الشعر بـ «أعظم حدث شعري على الاطلاق، فهو يعد بمثابة تجمع عالمي حقيقي للشعراء»، بخاصة أن المشروع هو حلم شعراء من الدول الـ206 المشاركة في الاولمبياد للاحتفال بالشعر العالمي، الأمر الذي يشكل فرصة استثنائية لهذه البلدان لإظهار أبرز شعرائها ونتاجهم الفكري. يمتد بارناسوس الشعر على مدى أسبوع من 27 حزيران (يونيو) حتى الأول من تموز (يوليو) 2012. لكن الشعراء سيشاركون ايضا في نشاطات أخرى في بريطانيا.

أما الدول العربية المشاركة في الاولمبياد فهي: الجزائر، مصر، لبنان، عمان، السودان، اليمن، البحرين، العراق، ليبيا، فلسطين، سورية، جزر القمر، الاردن، موريتانيا، قطر، تونس، جيبوتي، الكويت، المغرب، السعودية والامارات العربية المتحدة.

ويتيح البارنسوس للمشاركين قراءات شعرية مع 2 أو 4 شعراء، بمشاركة مترجمين فوريين. ويتضمن الكرنفال نشاطات واسعة للشعراء الـ206، ومنها ورشات عمل للكتابة تضم بين 12 و20 مشاركاً، إضافة الى زيارات ولقاءات في أرجاء بريطانيا.

واذا حسم قرار المشاركة العربية، سيتيح الحدث الشعري الضخم المجال لتسهيل التواصل بين الشعراء العرب والناشرين البريطانيين، وبالتالي سيجد المشاركون انفسهم امام فرصة للانفتاح على سوق النشر الغربي.

جنى فواز حسن

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...