نووي مصري إعلامي لترويج جمال مبارك

25-09-2006

نووي مصري إعلامي لترويج جمال مبارك

نفت مصادر قريبة من نجل الرئيس المصري جمال مبارك أن يكون قرار إحياء البرنامج النووي المصري للأغراض السلمية والانتقادات الحادة للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط، من قبيل محاولات تلميع صورة نجل الرئيس من أجل كسب قبول الرأي العام المصري وبناء مصداقية بين قطاعات الشعب.
وكان مبارك الابن ومعه فريق من مساعديه قاموا أثناء وعقب المؤتمر السنوي الرابع للحزب الوطني الحاكم الذي اختتم الخميس الماضي، بتوجيه انتقادات شديدة اللهجة الى الولايات المتحدة وسياساتها في المنطقة التي لا تساعد الإصلاحيين على حد تعبير أحد مساعدي مبارك الابن. ووجه جمال مبارك الذي يشغل منصب أمين لجنة السياسات في الحزب وأحد ثلاثة نواب للأمين العام، انتقادا مبطنا للتدخل في الشؤون الداخلية المصرية.
والجدير بالذكر أن المجلس الأعلى للطاقة وهو الجهة المنوط بها دراسة بدائل الطاقة بما فيها البديل النووي، اجتمع أمس في القاهرة، للمرة الأولى منذ عشرين عاما، بعدما أوقفت مصر العمل في البرنامج النووي في الثمانينات بعد حادث تشيرنوبل.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء مجدي راضي أن اجتماع المجلس الأعلى للطاقة قرر البدء الفوري في دراسة البديل النووي للحصول على الطاقة نظرا لتزايد الحاجة إلى الطاقة في مصر بصورة متزايدة (..) وأن البدائل الأخرى من مصادر الطاقة غير التقليدية مثل الرياح والشمس محدودة كما أن البديل النووي أصبح منتشرا في العالم نظرا لارتفاع درجة الأمان وله جدوى اقتصادية مشجعة .
وقال رئيس لجنة الشباب في الحزب وأحد المقربين من مبارك الابن، محمد كمال، في تصريحات، بأن إطلاق مبادرة إحياء البرنامج النووي المصري لا علاقة له من قريب أو بعيد بتلميع صورة جمال مبارك أو للحصول على شعبية ما لأي شخص وأضاف بأن الأمر له علاقة فقط بالبحث عن موارد بديلة للطاقة.
واستغرب محمد كمال أن يتم شخصنة الموضوع بهذه الطريقة بسبب ما أسماه هوس الصحافة بجمال مبارك، مؤكداً أن الموضوع يتعلق بسياسات كان قد أقرها الحزب مسبقا في مجال الطاقة.
ونسبت صحيفة الأهرام المصرية أمس الى وزير الكهرباء المصري الدكتور حسن يونس انه من المتوقع أن تمتلك مصر، خلال عشر سنوات من الموافقة النهائية على المشروع، محطة نووية لتوليد الطاقة في منطقة الضبعة على ساحل البحر المتوسط.
وأضاف يونس أن تكلفة إنشاء محطة نووية بقدرة ألف ميغاوات ستتراوح بين مليار ونصف المليار، وملياري دولار. وإنه سيتم التفاوض مع مؤسسات دولية لبحث سبل التمويل معها .
من جهتها أفادت صحيفة المصري اليوم عن مصادر مطلعة أن وزارة الكهرباء والطاقة اعتمدت رسميا مشروع إنشاء ثلاث محطات نووية لتوليد الطاقة في منطقة الضبعة بقدرة إجمالية تصل إلى 1800 ميغاوات. وقالت المصادر أن إنشاء هذه المحطات سيبدأ في القريب العاجل على أن ينتهي بحلول العام .2020
وعن الانتقادات التي وجهها الحزب الى الولايات المتحدة، اعتبر كمال، وهو أستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ومن أشد منتقدي السياسة الأميركية مؤخرا، أن الأمر ليس بجديد وأن أدبيات الحزب الوطني تزخر بانتقادات شديدة وجهت للسياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في العراق وفلسطين وأخيرا في لبنان.
وأضاف كمال لقد تحولت الحرب على لبنان إلى موضوع سياسة داخلية في مصر وكان هناك رأي عام يتهم الحكومة بالتقصير ويطالب بإلغاء معاهدات كامب ديفيد وبالتالي تحولت قضية إقليمية إلى قضية محلية بحتة .
واعتبر أن هناك نقاط اتفاق ونقاط خلاف مع الإدارة الأميركية حيال قضية الإصلاح السياسي في مصر فنحن نختلف معهم حينما يحاولون ربط الإصلاح بالمساعدات على سبيل المثال لأن لدينا رؤيتنا الخاصة لما يجب أن يكون عليه الإصلاح ولن نمنعهم من الحديث .
وقد أثار ارتفاع حدة الانتقادات التي تبادلها الطرفان، الدهشة مما دفع البعض الى الحديث عن توتر في العلاقة بسبب موقف واشنطن الغامض من ملف التوريث، وذلك رغم إيمان المعارضة المصرية القاطع بأن ثمة صفقة ما قد تمت لتمرير ملف التوريث. وهي تزامنت مع تصريحات لبعض المراقبين الأميركيين القريبين من دوائر صنع القرار في واشنطن الذين اعتبروا أنه من الغباء السياسي أن تساند واشنطن جمال مبارك للرئاسة بحسب ما ورد في صحيفة المصري اليوم المستقلة.
غير أن مراقبين مصريين مثل رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة يعتبر أن النقاش السياسي الحاد بين الطرفين الذي زادت حدته في الفترة الأخيرة لا يخرج عن كونه لعبة ابتزاز يمارسها كلا الطرفين ليرفع سقف الثمن الذي سيحصل عليه لتمرير التوريث.
وقال نافعة  ان جمال مبارك ليس في حاجة الى مشروع نووي أو انتقاد أميركا لبناء شعبية ما لأنه سقط شعبيا وكونه يبدو متحمسا لبرنامج نووي لن يكسبه أرضية في الشارع أو يعطيه شعبية . واستغرب نافعة أن يطرح موضوع إعادة إحياء البرنامج النووي المصري الآن بعد عشرين عاما من إيقافه، مذكرا بأن مبارك والدولة المصرية عطلا لسنوات طويلة بناء البرنامج النووي السلمي.

اميمة عبد اللطيف

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...