"مي نصر" تغني في "دمشق" للحب والإنسان.

22-11-2008

"مي نصر" تغني في "دمشق" للحب والإنسان.

في حفلٍ تحييه بمدينة "الجلاء" الرياضية تطلق الفنّانة اللبنانية "مي نصر" ألبومها الأول من "دمشق" يوم الأحد 23/11/2008 الساعة السابعة مساءاً.

 "مي نصر" التي اعتاد الجمهور على أدائها الغناء محتضنة آلة "الغيتار" ستغني للمرّة الأولى مع فرقةٍ موسيقية معلنةٍ انطلاقة مرحلةٍ جديدة في مسيرتها الفنية تنقلها عبر ألبومها "للغالي" من الهواية إلى الاحتراف، وذلك بالتعاون مع شركة "رام" للإنتاج والتوزيع الفني التي آمنت بها وبمشروعها الموسيقي.

التقيناها لنتعرف أكثر على شخصيتها ومشروعها الموسيقي..

سألناها في البداية: من هي "مي نصر"؟

ابتسمت قائلةً: «ببساطة أنا فتاة لبنانية من قرية "عبيه" في "جبل لبنان"، ولدت في البحرين سنة /1965م/ وعدت إلى وطني مع الأهل في العام /1975م/ مع بدايات الحرب الأهلية وبقيت مع أهلي في البلاد رغم كل ظروف الحرب... درست في كلية "بيروت" الجامعية التي أصبح اسمها فيما بعد "الجامعة الأمريكية" حصلت على شهادة البكالوريوس في تطوير الموارد البشرية، وتركزت دراستي على تقديم المساعدة والدعم الاجتماعي، وعملت في هذا الحقل مع عدة منظمات إنسانية منها "الصليب الأحمر اللبناني" و"اتحاد غوث الأولاد" والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وذلك داخل لبنان وفي العديد من البلدان العربية ومنها "اليمن"».

ولكن ماذا عن الموسيقا؟

«بدأت قصتي مع الموسيقا حينما دربت نفسي على آلة "الغيتار"، هذه الآلة كانت تسليتي الوحيدة في فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، تعلمت العزف على آلتي المفضلة وسط كل ذلك الدمار والحصار، وفي وقتٍ لم نستطع فيه مغادرة بيوتنا.

وبمصاحبة "الغيتار" كنت ومازلت أؤدي الأغاني التي أحبها للسيدة "فيروز" والمرحوم"زكي ناصيف" و"أحمد قعبور" و"جوليا بطرس"، أحب الأصدقاء هذه الأغاني بصوتي ولم أتوقع يوماً أن يكون لي جمهور أحب طريقتي في الغناء والعزف على آلة "الغيتار". هذا الجمهور احتضنني كما احتضنت آلتي وراح يطالبني بالمزيد من الحفلات التي بدأت من لبنان وكانت أكثر ألقاً في سورية وسط طلبة الجامعات في" دمشق، حلب، اللاذقية، حمص، حماه، وسلمية.."، كما أقمت العديد من الحفلات في "اليمن وألمانيا والولايات المتحدة" وفي كل تلك المرّات رفضت تقاضي الأجر عن حفلاتي، وحتى في الحفلات التي كان لها تذاكر فإن ريعها  
كان يذهب لصالح قضايا اجتماعية وإنسانية..».

هل فكّرت في تعلم الموسيقا أكاديمياً؟

«لم يسمح لي الوقت بذلك فقط تلقيت بعض التمارين الصوتية على يد الفنّان اللبناني الراحل "زكي ناصيف" كما دربتني السيدة "بديعة صبرا حدّاد" التي دربت السيدة "فيروز" و"ماجدة الرومي" و"جوليا بطرس" ومن السيدة "بديعة" اكتسبت خبرة أكثر في التحكم بطبقات الصوت فهي تعرف تماماً إمكاناتي الصوتية.. وتبقى السيدة "فيروز" ملهمتي وكذلك الراحل الكبير"زكي ناصيف"».

سمعنا أن لك قصة خاصة مع "ناصيف" هل تخبرينا عنها؟

«تعرفت إلى المرحوم"زكي ناصيف" عبر مهندس الصوت الراحل "فريد أبو الخير" الذي كان له أثر كبير في حياتي الموسيقية من خلال ما وضعه بين يدي من تسجيلاته المهمة ومنها تسجيلات لفرقة "الأنوار" التي كانت تضم "فيروز، وديع الصافي، زكي ناصيف وصباح.."، كمان يجري الكثير من التجارب على صوتي ويؤمن به، وفي يومٍ من الأيام قدمني للراحل "ناصيف" عبر اتصالٍ هاتفي.. أذكر وقتها أنه طلب مني أن أغني على الهاتف، فأديت مقطعاً من أغنية السيدة "فيروز":«أهواك بلا أمل..» وكانت هذه بداية معرفتي به ليكون لي شرف التدرب فيما بعد على يديه قبل أن يحول مرضه الأخير دون ذلك، واستمر التواصل فيما بيننا حتى رحيله..»

بعد كل تلك المسيرة الفنية كهاوية تطلقين هذه الأيام ألبومك الأول .. لماذا تأخرت في إطلاق ألبومٍ خاص بك إلى الآن؟

«لم أتأخر ولكنني انتظرت إلى أن تنضج الفكرة ويسمح لي الوقت بذلك فطوال السنوات السابقة كنت مشغولة بالعمل.. منذ سنتين أصبح ضغط العمل أقل، وأصبحت فكرة إنتاج ألبومٍ خاص ملحة أكثر من أي وقتٍ مضى، لاسيما من جانب الأصدقاء ورفاق الدرب الذين لم يصدر الألبوم لولا دعمهم..»

علمنا أن ألبومك الأول من إنتاجك الخاص.. هل عانيت من البحث عن جهةٍ منتجة؟

«أنا لم أتوجه لأي شركة إنتاج أصلاً.. كانت فكرة الشروط التي تفرضها شركات الإنتاج الفني تؤرقني فأنا لا أريد التنازل أبداً عن خطي الفني -الفن الملتزم-  
، وعن الموسيقا التي أحبها والتي لا تخضع بالضرورة لمتطلبات السوق كما يراها المنتجون الفنيّون هذه الأيام. انتظرت حتى يتوفر المال الكافي وبدأت بتسجيل الأغاني تباعاً..»

هل تحديثنا بالتفصيل أكثر عن هذا الألبوم؟

«"للغالي" يتألف من أحد عشر أغنية من كلمات عدة شعراء: "لانا عوده" والشاعر الراحل د."جودت حيدر" الملقب ب"شكسبير العرب" الذي ترك لي مقطعاً من قصيدته "البحر" ، كما كتبت أغنية "بيتك يا نجوى" أما الألحان فهي للأخوين "فريد وماهر صبّاغ"، والموسيقار العراقي "رعد خلف"، و"غازي عبد الباقي، زياد سحاب، وهادي دعيبس.."»

أضافت "مي":«يجدر بي التوقف عند أغنيتين الأولى هي "للغالي" التي أنجزناها فعلياً قبل عشر سنوات، و"الغالي" يمكن أن يكون الإنسان.. ابن الوطن.. الشهيد.. الأرض التي ندافع عنها ونحرص عليها. أما الأغنية الثانية فهي "بيتك يا نجوى" استوحيتها من بيت صديقة لبنانية تعرفت عليها في "اليمن" وهي السيدة "نجوى القصيفي" التي كنّا نرى في بيتها الصيغة المثالية لوطنٍ اسمه "لبنان" حيث يجتمع جميع أبنائه في هذا دون تعصب بغض النظر عن انتماءاتهم. ويتنوع الألبوم بين الأغاني الوطنية والاجتماعية والعاطفية الملتزمة..»

كثيرة هي التعريفات التي تفسر مصطلح «الفن الملتزم» ولكن كيف ترين أنت هذا الفن؟

«"الفن الملتزم" برأيي هو الفن الذي يستمع إليه كل أهل البيت.. هو الموسيقا التي تتوجه إلى المجتمع بشرائحه المختلفة، ونستطيع من خلالها تعميق إحساس الإنسان ببلده وأهله وتاريخه وتراثه الثقافي. كما أرى أن الفن الملتزم لا يقتصر فقط على الأغاني الوطنية وإنما يطال ما هو عاطفي واجتماعي.. إنه الفن الذي يحكي عنّا وعن حياتنا اليومية..»

ذكرت في سياق حديثنا أنك لم تتوجهي إلى أي من الشركات المنتجة ماذا عن تعاونك مع شركة "رام" للإنتاج والتوزيع الفني؟

"رام" أكثر من شركة إنها لمة أصدقاء آمنوا بي منذ البداية، ودعموني منذ سنوات حين تعرّفت عليهم في العام /2004م/ وخصصوا لي موقعاً إلكترونياً ساعد على انتشاري في سورية والعديد من دول العالم، إنهم يهتمون  
بي وبالنمط الموسيقي الذي أحب وأحرص على الالتزام به، وتتولى هذه الشركة حالياً إطلاق ألبومي الأول وتنظيم كل الحفلات الخاصة بي، ونحن منفتحون كأصدقاء على كل الأفكار التي من شأنها تطوير هذا المشروع و إطلاق مشاريع أخرى في نفس الخط..»

بقي أن نتحدث عن خصوصية مشروعك الموسيقي أو نمط الموسيقا الذي تحبه "مي نصر"؟

«أميل للبساطة في الموسيقا، و"الغيتار" سيظل يرافقني طوال الوقت، وأسعى لتطوير عزفي عليه .. يستهويني "الجاز" كثيراً وأشعر بالقدرة على التماشي مع هذا النوع من الموسيقا، وتعجبني أعمال الفنان السوري "بشار موسى" في هذا المجال، سواءاً كانت أعماله الفردية أو مع فرقة "كلنا سوا" ، كما تعجبني تجربة "لينا شاماميان" والفنّانة السورية "رشا رزق"... أشعر بأننا عموماً على أبواب نهضة موسيقية، وأن الوعي الموسيقي لدى جيل الشباب يتنامى بشكلٍ ملحوظ، وهذا أمر يبشر بالخير..»

ما الذي ترد أن تقوله "مي نصر" للجمهور السوري في ختام هذا اللقاء؟

«أريد أن أقول لكم أنني أحبكم كثيراً، وأرجو أن يعجبكم الألبوم الجديد.. أريد أن أشكركم وأشكر رفاق الدرب.. شركة "رام" للإنتاج والتوزيع الفني، وكل أمل أن تكون حفلة يوم الأحد 23/11/2008 جماهيرية بكل ما تعني الكلمة من معنى كما عودتموني دائماً في سورية.. انتظركم في الساعة السابعة، واحتاج إلى دعمكم.. إلى عواطفكم وقلوبكم...»

وفي ختام اللقاء الذي جمعنا بالفنّانة اللبنانية "مي نصر" تحدث لنا أيضاً السيد

"نوّار زريق" مدير شركة "رام" قائلاً: « شعارنا في الشركة هو "المحبة والفرح".. هذا ما نسعى إليه.. نريد أن نصنع فرقاً في مجال الموسيقا، وهذا يتطلب مراجعة الذات في مواجهة الأنماط الموسيقية التي تروج لها معظم وسائل الإعلام.. نريد موسيقا تعبر عنّا. دعمن للفنّانة "مي نصر" هو تجربتنا الأولى، ونبحث مجالات التعاون مع عددٍِ من الموسيقيين السوريين واللبنانيين نحو مزيد من الاحترافية والمواكبة لمتطلبات هذا الوقت..» ونفى السيد "نوّار" ما تردد عن عقد مؤتمرٍ صحفي للفنّانة " مي نصر" في "دارة الفنون" يوم السبت 22/11/2008 قائلاً: «أردنا في البداية أن يتعرف الجمهور إلى الألبوم الجديد وسيكون لدينا المزيد من الوقت لإجراء اللقاءات مع الصحفيين بعد حفلة يوم الأحد المنتظرة..»

محمد الأزن

المصدر: esyria

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...