محاور التكتلات الدولية وإدارة المناطق الجامحة في العالم

21-09-2006

محاور التكتلات الدولية وإدارة المناطق الجامحة في العالم

الجمل:  بعد تفكك الاتحاد السوفييتي وانهيار نظام القطبية الثنائية، دار خلاف واسع بين خبراء النظام الدولي، وتبلورت خلافاتهم ضمن ثلاثة محاور:
• محور القول بأن النظام الدولي قد تغير من حالة القطبية الثنائية إلى حالة القطبية الواحدة بقيادة أمريكا.
• محور يقول بأن النظام الدولي قد تغير من حالة القطبية الثنائية إلى حالة القطبية المتعددة، والتي تتكون من: أمريكا، روسيا، الصين، فرنسا، وبريطانيا.
• محور يقول بأن النظام الدولي قد تغير من حالة القطبية الثنائية ولكنه لم يأخذ شكلاً محدداً بعد، وكل ما في الأمر أن النظام الدولي قد أصبح ضمن مرحلة انتقالية، تتضمن قدراً كبيراً من حالة السيولة الدولية، وبعد فترة معينة سوف يأخذ شكله الجديد.
برغم الصحة الجزئية التي تطرحها رهانات هذه المحاور الثلاثة، فإن الخارطة الدولية وتوزيع موازين القوى والفواعل الدولية عليها، تلعب في حسمها الاعتبارات المتعلقة بامتلاك الدول لعناصر القوة، وقد اختلف الباحثون في العلوم السياسية حول هذه العناصر، ولكن الإجماع أصبح متبلوراً حول عناصر القوة الآتية:
- القوة الاقتصادية: وتتمثل في أمريكا، واليابان، وبدرجة أقل في الصين وبريطانيا، وألمانيا.
- القوة العسكرية: وتتمثل في أمريكا، وروسيا، والصين، وبدرجة أقل في فرنسا وبريطانيا.
- القوة التكنولوجية: وتتمثل في اليابان، والصين، وأمريكا، وبدرجة أقل في روسيا، فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
- القوة السياسية: وتتمثل في أمريكا، والصين، وروسيا، وبدرجة أقل في فرنسا وبريطانيا.
- القوة الاجتماعية: وتتمثل في الصين، والهند وبدرجة أقل في أمريكا وروسيا.
اعتبارات مؤشر القوة في توزيع خارطة النظام الدولي تشير حالياً إلى تفوق أمريكي ولكنه وفقاً لكل المقاييس الدولية يعتبر تفوقاً نسبياً وليس تفوقاً مطلقاً في مواجهة الصين وروسيا، وبدرجة أقل فرنسا.
بدءاً من عام 1992م واستناداً إلى تقرير العرض الدفاعي الدوري ربع السنوي الذي أصدره البنتاغون، بدا واضحاً أن استراتيجية أمريكا سوف تركّز حصراً على الاستفادة من المزايا النسبية التي أتاحتها فرصة تفكك نظام القطبية الثنائية، وزوال منافسة الاتحاد السوفييتي السابق لهيمنتها المطلقة على النظام الدولي، ومنذ ذلك الحين بدأت تركز على إدارة سياستها الخارجية وفقاً لاستراتيجية التلازم التام والمساندة بين الوسائل العسكرية، الاقتصادية، والسياسية، وذلك من أجل إعادة تشكيل الخارطة السياسية الدولية على أساس اعتبارات الأمن القومي الأمريكي، واعتبار كل ما يهدد هيمنتها على العالم مهدداً يشكل خطراً على الأمن القومي الأمريكي، ومن ثم برزت فكرة تصدي الإدارة الأمريكية لما أطلقت عليه تسمية (إدارة المناطق الجامحة في النظام الدولي) والتي تتمثل في البلدان التي تقف عقبة أمام السيطرة الإقليمية الأمريكية.
الهجوم الأمريكي ضد العالم، أصبح ضمن عدة مسارات نوعية، ومن أبرزها:
- محاور الهجوم العسكرية الأمريكي الساخن ضد العراق، أفغانستان، ومحاور الهجوم العسكري الأمريكي البارد بوساطة القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج العربي، وكوريا الجنوبية، واليابان، وألمانيا، والفلبين.. وغيرها.
- محاور الهجوم الاقتصادي الأمريكي والتي تعمل فيها أمريكا حالياً على استنزاف ونهب ثروات وموارد البلدان الأخرى، مثل منطقة الخليج العربي، وتشيلي.
- محاور الهجوم السياسي الأمريكي وتتمثل في البلدان التي تتعرض حالياً للضغوط الأمريكية السياسية، مثل كوريا الشمالية، سوريا، إيران، السودان، فنزويلا وبوليفيا.
برغم كل الجهود الأمريكية الحثيثة، يرى الخبراء أنه مازال هناك وقتاً طويلاً أمام أمريكا لكي تفرض هيمنتها على النظام الدولي.. وهو رأي أصبح يتبناه من كانوا يعتقدون أن النظام الدولي بعد تفكك الاتحاد السوفييتي قد تغير إلى نظام القطبية الواحدة بقيادة أمريكا.. أما أغلبية خبراء النظام الدولي، فأصبحت تقول: إن الهيمنة الامريكية المطلقة على العالم قد أصبحت أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً، وذلك على خلفية فشل القوات الامريكية في السيطرة على العراق، وهزيمة حزب الله لإسرائيل، وبدء بلدان آسيا الوسطى لعملية طرد جماعي للقواعد العسكرية الأمريكية، وعصيان وتمرد كوريا الشمالية وإيران، إضافة إلى قيام منظمة تعاون شنغهاي باعتبارها تحالفاً دولياً هائلاً يضم الصين وروسيا.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...