ما هو السيناريو الأمريكي -اللبناني ضد السوريين والفلسطينيين

29-05-2007

ما هو السيناريو الأمريكي -اللبناني ضد السوريين والفلسطينيين

الجمل:  بدأ الإعلام العالمي والدولي يكشف حقيقة السيناريو الجاري تنفيذه حالياً في لبنان، وتحديداً بمخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الموجود بجوار طرابلس في شمال لبنان.
• الحرب النفسية- الشراكة الثنائية:
في الساعات الأولى التي صاحبت انطلاق هجوم الجيش اللبناني على مخيم نهر البارد، انطلقت تصريحات زعماء قوى 14 آذار، وحكومة السنيورة، والإدارة الأمريكية، وكانت كلها تركز على توجه مضموني واحد، وموحد:
- الحديث عن وجود مخطط يهدف إلى زعزعة استقرار لبنان.
- اتهام سوريا بالوقوف وراء جماعة فتح الإسلام، وذلك من أجل إفشال موضوع المحكمة الدولية.
- مطالبة الشعب اللبناني بالوقوف صفاً واحداً إلى جانب قوات الجيش اللبناني.
- مطالبة المجتمع الدولي بدعم ومساندة لبنان البلد الديمقراطي الذي يتعرض للمؤامرات والاعتداءات.
• الحرب النفسية- ردود الأفعال:
تهدف الحرب النفسية –أي حرب نفسية- إلى تحقيق جملة من الأهداف، أبرزها دعم المجهود الحربي السياسي والعسكري والاقتصادي. وذلك بما يحقق تعبئة وحشد الموارد الاجتماعية والبشرية من الدعم والمساندة للمجهود الرئيسي.
وقد جاءت أبرز ردود الأفعال من واشنطن، وكان أبرزها مايلي:
- البيت الأبيض الأمريكي: صرح توني سنو، المتحدث الرسمي قائلاً بأن إدارة بوش (سوف لن تتحمل محاولات سوريا، والجماعات الإرهابية، أو غيرهم، الهادفة إلى تأخير أو إفشال جهود لبنان الهادفة إلى تعزيز سيادته أو البحث عن العدالة في قضية الحريري).
- وزارة الخارجية الأمريكية: وتطرقت للوضع اللبناني القائم عن طريق تصريحين:
* كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية (تقوم حكومة السنيورة بالقتال ضد خصم متطرف أكثر عناداً وتشدداً).. وأضافت قائلة: (يقوم لبنان بما هو صحيح لكي يحاول حماية سكانه، ويؤكد سيادته، ومن ثم سوف نكون أكثر تأييداً لحكومة السنيورة ولما تحاول القيام به).
* سيان ماكورماك الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال بأن طلب الحكومة اللبنانية من أجل الحصول على تمويل قدره 220 مليون دولار سوف يذهب جزء منها إلى الجيش اللبناني و60 مليون دولار أخرى إلى قوى الأمن، هو أمر أصبح قيد النظر في واشنطن.
كذلك صدرت بعض التصريحات المؤيدة لتوجهات حكومة السنيورة بواسطة زعماء جماعة المحافظين الجدد، وصقور الإدارة الأمريكية المعروفين بتأييدهم لإسرائيل واحتلال العراق وكراهية العرب.
• الحرب النفسية- الأطروحة الجديدة.. وسقوط مصداقية المضمون:
الكثير من الإعلاميين البارزين، والمحللين المختصين بشؤون الشرق الأوسط، أصبحوا أكثر تشككاً في حقيقة ما تقوم بالترويج والتسويق له الإدارة الأمريكية ومن ورائها حكومة السنيورة وزعماء قوى 14 آذار، وكان أبرز الذين تصدوا لتكذيب مصداقية هذه الأطراف:
- الصحفي الأمريكي سيمور هيرش: في المساء الذي أعقب الأحداث، تحدث في لقاء مع شبكة أخبار سي.إن.إن الأمريكية، من خلال برنامج (العالم اليوم) المخصص لمناقشة أبرز الأحداث العالمية، قائلاً بأن منظمة فتح الإسلام قد تم تمويلها بواسطة السعوديين وفقاً لاتفاق خاص بين نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، واليهودي الأمريكي إيليوت أبراهام نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، والأمير السعودي بندر بن سلطان مستشار الأمن القومي السعودي، وذلك بمساندة وتسهيل وتغطية حكومة السنيورة زعماء قوى 14 آذار، والهدف من ذلك هو إشعال الحرب ضد الشيعة اللبنانيين، وأشار إلى حديث كوندوليزا رايس الذي قالت فيه آنذاك: (لدينا عمل الآن، والمهمة هي دعم السنة في كل مكان، للعمل ضد الشيعة في كل مكان، ضد الشيعة في إيران.. ضد الشيعة في لبنان.. وزعيم حزب الله حسن نصر الله، ونحن مهتمون بأن نقيم في بعض الأماكن، وعلى وجه الخصوص في لبنان، عنفاً طائفياً، فنحن لا نريد أن يلعب حزب الله دوراً فاعلاً في الحكومة بلبنان، وذلك هو توجه سياستنا..).
- البروفيسور تشارلس- الجامعة الأمريكية في بيروت: كتب مقالاً يوم 24 أيار بصحيفة الغارديان البريطانية شدد فيه على أن المؤيدين والداعمين الرئيسيين لجماعة فتح الإسلام من بينهم قوى توجد داخل الحكومة اللبنانية الحالية.. وأشار إلى فضيحة قيام سعد الحريري سابقاً بإطلاق سراح المتطرفين السنة من قبضة قوات الأمن، والذين تبين أن لهم صلة قوية بالجماعات السنية المسلحة الموجودة في مخيم نهر البارد ومنها جماعة فتح الإسلام.
- الصحفي البريطاني روبرت فيسك: (وهو من العليمين بالشؤون اللبنانية، وذلك بسبب إقامته الطويلة شبه الدائمة في لبنان) كتب مقالاً في صحيفة الاندبندنت البريطانية، تساءل فيه مشككاً (هل هو حقيقة مخطط تآمري سوري، كما زعمت حكومة فؤاد السنيورة؟)، واستند في تفنيده لمزاعم حكومة السنيورة على الدلائل التي أكدت تورط سعد الحريري في الدعم والمساندة المباشرة وغير المباشرة لجماعة فتح الإسلام.
المعلومات والتحليلات التي رفضت بالكامل مزاعم حكومة السنيورة والإدارة الأمريكية، وردت على موقع غلوبال رسيرش الكندي، وموقع ورلد سوشياليست ويب سايب الالكتروني الأمريكي، وتقدم المحلل كريس مارسدين بتحليل موسع لأحداث مخيم نهر البارد، حمل عنوان (إدارة بوش تعتمد بلبنان حملة عدوانية ضد الفلسطينيين، وضد السوريين)، وبعد الإشارة للكثير من التفنيدات، خلص المحلل كريس إلى النتائج الآتية:
- يوجد شيء مريب في لبنان، يجري تنفيذه والقيام به حالياً، ويؤكد ذلك المساندة السريعة التي قدمتها واشنطن للسنيورة بما يؤكد أن السنيورة لم يكن يستطيع التصرف بكل هذه الجرأة إن لم يكن قد تلقى مسبقاً (الضوء الأخضر) من واشنطن.
- ما تلقى السنيورة وزعماء قوى 14 آذار ضوءاً أخضراً من واشنطن من أجل القيام به شمل التالي:
* هجوم عسكري عنيف ضد معسكرات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، على النحو الذي يأخذ شكل عملية عقاب جماعي، ويتزامن مع الحملة العسكرية الإسرائيلية الوشيكة ضد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
* تصعيد الدعاية المعادية لسوريا، باعتبارها حالياً تمثل هدف جماعة المحافظين الجدد الثاني في الشرق الأوسط بعد إيران.
* إلصاق المزيد من التهم ضد سوريا، عن طريق التفجيرات الإرهابية التي يتم تنفيذها بشكل متزامن مع حملة هجوم الجيش اللبناني ضد مخيم نهر البارد، بحيث يتم اتهام وتحميل سوريا بشكل مباشر لكل ما يحدث.
* حشد وتعبئة قوات الجيش اللبناني، ضد الجماعات المسلحة التي استقدمتها قيادات تحالف قوى 14 آذار والحكومة اللبنانية، والإدارة الأمريكية، في المرحلة الأولى، ثم تزويد الجيش اللبناني بالمزيد من القدرات بواسطة واشنطن، لكي يتم استخدامه لاحقاً ضد الجماعات المسلحة الأخرى بما في ذلك ميليشيا حزب الله اللبناني.. وهو المقصود أصلاً بهذه العملية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...