ظاهرة أحمد الأسير

29-06-2013

ظاهرة أحمد الأسير

لم تنتهِ ظاهرة أحمد الأسير بعد، ولن تنتهي. وُجد الأسير أو فرّ، مات أو عاش أو نُفي إلى قصر منيف في الدوحة. لم تكن الظاهرة وليدة صاحبها. هو ظاهرة ألفناها في فترة الحرب الأهليّة، عندما كان يبرز زعيم حيّ يستقطب معه زعران المحلّة ويحظى بعد حين بتمويل إما من أبو عمّار أو من سفارة أجنبيّة، أو ينسّق في أعماله مع جهاز استخبارات النظام السوري أو جهاز جوني عبده اللبناني. لم يكن للرجل ميزات قياديّة أو مواهب تُذكر: هو نموذج للجوزو ولكن في الشارع، ويدين الأسير للجوزو بالكثير. لكن أريد له أن يكون صنو ظاهرة حسن نصرالله. واحتضان الأسير من فريق سياسي عريض ينمّ عن استعماله وعن خدماته.
عندما بدأت ظاهرة الأسير بالشيوع، تلقّفها الإعلام السعودي والحريري بالترحاب. فارس خشّان (وهو غير المدعو شلومو خشّان الذي يروّج لإسرائيل بين ظهرانينا) زها به مبكّراً وكتب أن مواهبه الخطابيّة تفوق قدرات حسن نصرالله. وإعلام الحريريّة والسعوديّة روّج له مُبكّراً أيضاً، وخصوصاً أنّ الأسير اكتشف أنّ تصعيد الخطاب ضد حسن نصرالله والشيعة له مردود مالي ومادي كبير في زمن الفتن الطائفيّة والمذهبيّة التي يرعاها آل ثاني وآل سعود (ويُقال إن حاكم قطر الجديد أكثر تعاطفاً مع الحركات الدينيّة من والده، فلتبشر حركات التعصّب الطائفيّة). والأسير بدأ عهده الديني (مُترافقاً سعياً للرزق مع عهده في مجال الإلكترونيّات وخبز المناقيش) في أواخر التسعينيات. لكن لم يكترث له أحد. اكتشفت محطات التلفزة، خصوصاً «إم. تي. في.» و«إل. بي. سي.» ومحطات السعوديّة، ظاهرة الأسير عندما بدأ بالتحريض المذهبي المُباشر. لم ينطلق نجم الأسير إلا عندما أعلن اكتشافه ألعاباً أميركيّة الصنع خطيرة تطلق شتائم بالعربيّة ضد عائشة بنت أبي بكر. عندها، اختالت به وسائل الإعلام الحريريّة والسعوديّة، وحتى محطة «الجديد» _ أكثر المحطات رصانة وأبعدها عن الطائفيّة _ استضافته كي يلقي بدلوه. وكضيف على الشاشة، كان الأسير مُسليّاً، أو كان يمكن أن يكون مُسليّاً في بلد غير لبنان. فهو كان يتكلّم مُتفلّتاً من الضوابط، كذلك لم يكن يعير الألقاب أو ما يُسمّى في لبنان «المقامات» أي اهتمام.
بدأ الأسير كحركة صغيرة، وعفويّة بعض الشيء، لا تتعدّى نطاق المحليّة. لم يطرح يومها مشروع تغيير إقليمي نابوليوني. كان جلّ ما يريد بضع دقائق في الإعلام عند تقيّئه لخطبته الأسبوعيّة التي كانت محطتا «إم. تي. في.» و«إل. بي. سي.» تنتظرها على أحرّ من الجمر، مع أن المحطتيْن أبعد ما تكونان عن إجلال الدين الإسلامي أو عن احترام شعائره الدينيّة. سدّ الأسير منفذاً في خطاب 14 آذار، إذ إنه تخطّى خطاب القيادة ضد حزب الله وضد الشيعة بصورة عامّة، ما سرّ العامّة قبل الخاصّة في 14 آذار (من أكذوبات أو خدع الثقافة السياسيّة في لبنان، مقولة أن النخبة أو أهل السياسة هم الذين يجرّون القاعدة أو العامّة في التحريض المذهبي أو في التطرّف، مع أن القاعدة كثيراً ما تسبق القيادة في التطرّف، أو لنقل أن العلاقة بين الطرفيْن جدليّة).
وتيّار المُستقبل (ألم يكن أدقّ لو أن التيّار تلقّى كنية العائلة؟) يلعب لعبة غير خفيّة البتّة. يرعى عصابات وشيوخاً وأوغاد أحياء، ثم ينفي علمه بهم. فعل ذلك في طرابلس والطريق الجديدة ثم في صيدا، على أن يتحرّكوا ويطلقوا النار تحت لافتات وعناوين جديدة، كي يبقى لشيخ التيّار القدرة على نفي العلاقة في الملمّات. الأسير كان عفويّاً في واحدة من لقاءاته المبكرة. قال إنه لا علاقة له بأي من السفارات، وأضاف أن السفارة السعوديّة اتصلت به مهتمّة وعرضت عليه إرسال قافلة من السيّارات المصفّحة كي تنقله إلى السفارة لعقد اجتماع معه. لكن يبدو أن السفارة السعوديّة والسفارة القطريّة تنافستا على خطب ودّ الأسير، وإن كان هناك كلام أن السلالة القطريّة أغدقت على الأسير من المال والسلاح أكثر مما أغدقت عليه السلالة السعوديّة. (طبعاً، هذا لا ينفي أن المملكة لا تزال على مسافة واحدة من جميع الأطراف في لبنان، كما لا ينفك السفير العسيري عن الإعلان، فيما هو يبشّر محطة الحريري بأن المملكة ستحارب حزب الله وكل من يدعمه. والطريف أن طلال أرسلان _ لا تزال صورة شبابيّة له موجودة على الإنترنت وهو يقف فرحاً في حفل تنصيب بشير الجميّل _ يوافق السفير العسيري على مزاعم حياده. من قال إن الولاء للنظام السوري يتناقض مع الترحيب بالمال السعودي؟).
وإعلام الحريريّة يريد الشيء وعكسه. يريد الدولة، فيما هو يرعى العصابات المسلّحة في طول البلاد (اللبنانيّة والسوريّة على حدّ سواء) وعرضها، ونسقه عن تطوير أجهزة الدولة مخيف للغاية. هو يريد الدولة فيما أنشأ رفيق الحريري (وبدعم من منظمات أميركيّة وأخرى تابعة للأمم المتحدة) إدارات رديفة غير خاضعة للرقابة في كل إدارات الدولة. هو مع دولة المؤسّسات مع أن العائلة لم تنشئ إلا مؤسّسات عائليّة تحظى بإرشاد مملكة عائلة آل سعود ورعايتها (نشرت منظمة «هيومان رايتس وتش» تقريراً فظيعاً عن عمل جهاز قوى الأمن الداخلي الحريري _ السعودي _ الأميركي وعن الخرق المستمرّ لحقوق الإنسان). هي مع الجيش لكنها ترفض زيادة دعمه وترفض _ كما اكتشفنا من أحاديث الحكواتي إلياس المرّ في «ويكيليكس» _ اقتناءه أي سلاح رادع ضد عدوان إسرائيل، وتعمل على تعطيل أي محاولة لاستيراد سلاح رادع للجيش. وإعلام الحريريّة ومكاتب بهيّة وولدها في صيدا أحسنت استعمال الظاهرة كي تستعين بخطاب مذهبي صارخ يتصنّع الشيخ سعد الحريري _ في ما يُكتب له من بسيط الكلام والإنشاء _ تجنّبه المباشر. لكن، هل بالغ الأسير في حجم التغطية السياسيّة التي وفّرتها له بهيّة الحريري، كما وفّرت من قبل لـ«جند الشام»، أو حتى _ على ما يُقال _ لـ«فتح الإسلام»، ثم وقع ضحيّة تلك المبالغة؟
طبعاً، سيطالب السنيورة وغيره بتحقيق شفّاف في أحداث عبرا، وهذا في لبنان لا يعني إلا دفن التحقيق في أدراج التعمية الطائفيّة (ماذا حصل للتحقيق في فضيحة ثكنة مرجعيون، مع أن أحمد فتفت أعلن براءته من خلال تحقيق أجراه هو بنفسه في أداء نفسه)؟ والمزايدات حول دور الجيش ودعمه تنطلق من كل حدب وصوب. وجورج صليبي يسأل وليد جنبلاط عما إذا كان خائفاً على الوطن، وليس هناك من يسأل عن الخوف على مسخ الوطن من وليد جنبلاط نفسه. ويظن وليد جنبلاط أننا نسينا خبر لقائه المبكر مع الشيخ الأسير في المختارة، حيث برزت هناك ابتسامة الأسير غير الجذّابة. وأقطاب الحريريّة تتذاكى وتتلاعب بالكلام: هي ضد الاعتداء على الجيش لكن السنيورة يلوم شقق «سرايا المقاومة». وهناك سوابق في أحياء طرابلسيّة وفي الطريق الجديدة: عائلة الحريري تحدّد من يحق له أن يقطن في منطقة يدين معظم سكانها بالحريريّة أو حتى بالمذهب السنّي. ما لم يقله السنيورة هو أنه يطالب بمنع الشيعة من الوفود إلى مناطق معيّنة في صيدا. تعتمد الحريريّة نهج حزب الكتائب عام 1975 في إحداث فرز سكّاني قسري على أساس طائفي _ مذهبي. هذا هو المشروع الحقيقي للحريريّة، وهو غير ما يرد في بيانات طويلة مملّة يتلوها من دون كلل فارس سعيد (لماذا يظنّ فارس سعيد وهو يقرأ أي بيان أن الأمة تحبس أنفاسها بانتظار ما يصدر عن فمه من درر، وكأنه يقرأ خبر تأميم قناة السويس من إذاعة القاهرة عام 1956؟ لماذا يضخّم صوته بصورة دراميّة مضحكة؟ ولماذا أخاله يفعل الشيء نفسه وهو في مطعم يتلو على النادل طلبه من طعام وشراب وبالصوت المرتفع نفسه؟).
أما بهيّة الحريري فلقد استنجدت بوليد جنبلاط. قالت إنها رأت عناصر من حزب الله في تلّة مواجهة لمنزلها. كيف عرفت هويّتهم الحزبيّة؟ من لهجتهم الفارسيّة على الأرجح (ومن المعروف أن للشيعة لهجة خاصّة بهم، ولعناصر حزب الله لهجة مميّزة حتى عن سائر عوام الشيعة). أما أطرف ردود الفعل فتأتي من مثقّفي الليبراليّة (المتفيّئين إعلام النفط والغاز) وحتى بعض مثقّفي اليساريّة: الذين يترصدون حسن نصرالله عند كل كلمة يقولها، وعند كل حركة لسبابته، ثم ينتهجون عقيدة الصمت المطبق في كل ما يتعلّق بصراخ التحريض المذهبي والطائفي في إعلام 14 آذار. تتشوّق لرؤية مقالة أو تغريدة واحدة لهؤلاء في نقد أحمد الأسير أو فؤاد السنيورة أو القرضاوي أو في نقد أي من شيوخ السلفيّة في لبنان فلا تجد شيئاً، ولا مقالة واحدة من باب رفع العتب. يريدونك ويردنك أن تصدّق أن لا وجود لحركات دينيّة أو طائفيّة في لبنان والمشرق العربي خلا حزب الله. عند هؤلاء، ينعم العالم العربي بطغيان العقائد العلمانيّة ولا ينغّص العلمانيّة تلك إلا عقيدة حزب الله الدينيّة_ الطائفيّة. هذا هو منطقهم الذي لا يحيدون عنه. في سرديّة هؤلاء، تدأب السلالة القطريّة والسلالة السعوديّة على نشر أفكار العلمانيّة، فيما ينشر النظام الإيراني أفكاراً غير علمانيّة _ يا للهول.
ويصرّ فريق الحريريّة على القول إنّ حزب الله لم يعد مقاومة لأنه بدلاً من توجيه السلاح إلى العدوّ الإسرائيلي فقد وجّهه في القصير وفي بيروت في موقعة 7 أيّار. تظن لوهلة أنك نسيت كل ما جرى في عدوان تموّز. هل وقف هؤلاء إلى جانب حزب الله عندما وجّه سلاحه نحو العدوّ الإسرائيلي في تموز 2006، أم هم وقفوا سدّاً حصيناً في صف العدوان وحمّلوا الحزب _ لا العدوّ _ كل ما لحق لبنان من دمار وخراب وقتل؟ هل وقف هؤلاء إلى جانب الحزب عندما حاول أن يساعد المقاومة في غزة في ظل نظام مبارك، أم هم وقفوا _ كعادتهم _ في صف العدوّ الإسرائيلي وأدانوا تدخّل الحزب ضد العدوّ؟ هؤلاء يقفون ضد سلاح الحزب في الداخل، لأنه يزعج العدوّ أكثر مما يزعجهم هم. إن كلامهم هذا مستورد من الإدارة الأميركيّة التي ترعى رعاتهم في الرياض.
لكن بهيّة الحريري _ التي دخلت العمل السياسي عبر مال أخيها، والتي بقيت في العمل السياسي عبر جثّة أخيها _ تصّر على نزع سلاح المقاومة بالكامل بعد معركة عبرا، وكأن سقوط الأسير هو سقوط للمقاومة. لأن الأسير كان يقاوم العدوّ الإسرائيلي إضافة إلى مقاومته للجيش اللبناني ولأعدائه الطائفيّين أيضاً. لكن الحريري لا تريد أن تترك عدوان إسرائيل من دون مقاومة: فهي تضيف أنه عندما تعتدي إسرائيل (وكأن إسرائيل لا تعتدي على لبنان يوميّاً ولا «تحتفظ» بأراضٍ لبنانيّة وعد السنيورة وفريقه بتحريرها سلميّاً وديبلوماسيّاً) فـ«كلنا سنقاوم». لكن وعد بهيّة بالمقاومة يتناقض مع سيرتها هي ومع سيرة شقيقها رفيق ومع سيرة عائلتها ومع سيرة الفريق السياسي الذي تنتمي إليه، ويتناقض مع محرمها في الرياض، الذي ناصر إسرائيل في حربها عام 2006. إذا وعدت بهيّة بالمقاومة المستقبليّة (وإن وعدت كذبت على ضوء الفارق الذي ظهر عبر السنوات بين خطاب عائلة الحريري في السرّ وخطابها في العلن) فإنها لم تفسّر تمنّعها عن المقاومة في الماضي.
أما كتّاب الإعلام العربي الطاغي ومثقّفوه (معظم الكتّاب والمثقّفين العرب صنفان: نفط وغاز) فوقعوا في حيرة من أمرهم. أصرّوا على أن حزب الله وحده الطائفي، ولهذا هم يتجاهلون (بأمر من شيوخ المضارب) ظاهرة الأسير وظواهر السلفيّة في لبنان وسوريا، لأن زعمهم مفاده أن أدوات قطر والسعوديّة في العالم العربي ما هم إلا مدنيّون علمانيّون ديمقراطيون. لا تستقيم الكذبة السائدة من دون هذا الزعم. وحتى بعد سقوط الأسير، فإن الأوامر كانت مركزيّة: لاحظوا ولاحظن كم من هؤلاء أشار إلى ظاهرة الأسير بـ«الفولكلوريّة». كم تتوارد خواطر كتّاب النفط والغاز: لكنّ هذا التوارد عفوي ووليد إلهام ليبرالي، يا محسنين ومحسنات. لكن هؤلاء يسيرون وفق مشيئة الأمير (أو ابن الأمير أو أي فرد في حاشية الأمير). عن هؤلاء كتب طه حسين يوماً: «وهؤلاء المذيعون والكتاب الذين يخلعون ضمائرهم كما يخلعون ثيابهم ويضعون مكانها ضمائر جديدة كما يبدلون بثوب ثوباً وبقميص قميصاً» (جريدة «الجمهوريّة»، 14 أكتوبر 1961). وإقحام حزب الله وشعار نزع سلاح المقاومة (وقد طرحه سعد الحريري في أوّل مقابلة صحافيّة أجراها مع ليلي ويموث في «واشنطن بوست» بعد أيّام من اغتيال والده، وقد قامت جريدة «المستقبل» بحذف تلك العبارة من ترجمة تلك المقابلة) من صلب الأجندة الإسرائيليّة التي ينتهجها 14 آذار، وبالتوافق مع مملكة آل سعود وإمارة آل ثاني. وموقع «ناو حريري» كما موقع فارس خشّان وجدا دليلاً قاطعاً على مشاركة حزب الله في معركة عبرا: قالا إنهما رأيا صورة على «فايسبوك» لقتيل من حزب الله. لكن موقع «ناو حريري» أضاف مصدراً عن الخبريّة: عزاه لـ«مصدر ميداني». ومراسلان غربيّان صاحبا تاريخ عريق في اختلاق مقابلات وهميّة مع «قياديي» حزب الله ومع مقاتليه (أعني نيكولاس بلانفورد الذي كتب سرديّة عائلة الحريري عن اغتيال رفيق الحريري قبل أن تستقرّ العائلة على اتهام حزب الله، والذي ركّب في مجلّة «تايم» مقابلة مع المتهمين من حزب الله في اغتيال الحريري _ مع أنه عاد وقال إنه لم يكن موجوداً أثناء المقابلة التي أجراها زميل له لم تفصح المجلّة عن اسمه بعد، ومتش بروثرو الذي أثارت مقالته عن لعب كرة الدهان مع عناصر من حزب الله تهكّمات لا نهاية لها) أكّدا أنهما رافقا مقاتلي حزب الله في قتالهم في أدغال عبرا. مراسلة «نيويورك تايمز» في بيروت، آن برنار (التي اعترفت لي قبل أن تتسلّم مكتب بيروت أن لا عهد لها بالشرق الأوسط وقضاياه، وأنها درست بعضاً من الروسيّة في الجامعة) أضافت أن هناك من رأى «مقاتلين معروفين» للحزب في عبرا. لكن تستطيع أن تكتب ما تشاء في صحافة الغرب وصحافة النفط والغاز عن حزب الله. إنه موسم سيادة الدعاية الإسرائيليّة، شرقاً وغرباً، والتي لا يدعمها ويقوّيها أكثر من صمت حزب الله في الملمّات. والحزب يظن أن في صمته حكمة، وبعض الصمت ذروة الغباء.لم يأخذ التحريض المذهبي والطائفي السع ودي والقطري المنشأ والتمويل إجازة في أيّام الاشتباكات في صيدا. على العكس، هو يستمد العون من مصدر إضافي. عاد الحديث، مرّة أخرى، لأخبار _ من دون صورة مرفقة هذه المرّة _ عن توزيع البقلاوة في الضاحية. سامر فرنجيّة في جريدة خالد بن سلطان، «الحياة»، تحدّث عن «توزيع البقلاوة المذهبي» _ بالحرف. أصبح تناول البقلاوة وتوزيعها بين الشيعة عملاً مذهبيّاً يُعاقب عليه القانون، أي إن توزيع البقلاوة في الضاحية عمل بغيض أفظع في بشاعته من سحل مواطنين شيعة في مصر (لم يكتب في ذلك الموضوع أي من كتّاب النفط والغاز). لعلّهم ولعلّهن يستقون من دعاية معاداة اليهود في الغرب ويطلعون بنظريّة أن البقلاوة تُعدّ من دماء أطفال طوائف أخرى. هؤلاء الكتّاب يتلقّون الأوامر ويستفيضون في الخيال إمعاناً في الولاء وفي الطاعة وفي التملّق. كل على ليلاه، لكن من داخل الحظيرة النفطيّة أو الغازيّة.
لا، لم تنتهِ ظاهرة الأسير. سيعود، حتى لو قُتل أو نُفي إلى جزيرة رودس. لا يحتاج الأمر إلّا إلى صوت مرتفع وعمامة ولحية كثّة. المتطوّعون كثيرون، وسيزدادون لوراثة دور الأسير (وماله وسلاحه). لم يُستنفد دور الأسير بعد، والبوادر أنّ السعوديّة وقطر ستزيدان منسوب التسعير الطائفي، وحركة 14 آذار تستغل كل مناسبة لضرب سلاح المقاومة: وهذا ما فعله السنيورة في مطالبته بـ«المساواة»؛ يعني أن سلاح الإجرام الطائفي يجب أن يتساوى مع سلاح مقاومة العدوّ الإسرائيلي من أجل منع السلاحيْن. كيف يمكن بعد ذلك نفي اعتناق فريق 14 آذار للصهيونيّة؟ لكن لحسن الحظ فإن حركات المقاومة عبر التاريخ هي حركات غير ديمقراطيّة تضطلع بها أقليّات تقوم بأعمال المقاومة رغم أنف الأكثريّات.

--------------------------------------------------------------------------------

بتاريخ 8/5/2013، أصدرت محكمة المطبوعات في بيروت، في الدعوى المقامة من الوزير السابق طارق متري ضدّ المدير المسؤول في جريدة «الأخبار» إبراهيم الأمين وأسعد أبو خليل، حكماً بإدانة كلّ من المدعى عليهما سنداً لأحكام المادة 22 و3 من المرسوم الاشتراعي رقم 77/104 معطوفتين على المادة 26 منه، وتغريم كل منهما مبلغ ستة ملايين ليرة لبنانية وإلزامهما بالتكافل والتضامن بدفع مبلغ ستة ملايين ليرة لبنانية كتعويض للمدّعي عن الأضرار التي لحقت به وإلزامهما بالتكافل والتضامن بنشر خلاصة عن هذا الحكم على نفقتهما في العدد الاول من جريدة الأخبار الذي سوف يصدر بعد إبلاغهما نسخة عنه.

أسعد أبو خليل

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...