دمشق لم تغلق الباب أمام مؤتمر السلام

03-10-2007

دمشق لم تغلق الباب أمام مؤتمر السلام

على الرغم من ربط سورية مشاركتها بمؤتمر السلام المزمع عقده الخريف القادم في واشنطن بما يمكن ان يطرح من مسائل تهمها و خاصة اعادة مرتفعات الجولان المحتلة فإن دمشق تركت الباب مفتوحا امام رعاة المؤتمر، وخلال الفترة المتبقية قبيل انعقاده لايضاح الغموض والاسس التي قد تشكل حوافز لمشاركتها في هذا المؤتمر.

فدمشق التي تصر على وجود ارادة لصنع سلام شامل قائم على قرارات الشرعية الدولية، ترى، حسب وزير خارجيتها، ان مضامين وغايات هذا المؤتمر ما زالت تتسم بالغموض.

وهي حتى الان لا ترى في مواقف الولايات المتحدة واسرائيل ارادة للسلام متوفرة على ارض الواقع.

ويقارن مراقبون في دمشق بين مؤتمر مدريد الذي دعا اليه جورج بوش الاب والمؤتمر الحالي الذي دعا اليه جورج بوش الابن من حيث الجوهر والافكار والاليات الواضحة والاستعدادات ورسائل الضمانات والالتزامات التي قدمتها الدول الراعية للوصول الى نتائج عملية لتحقيق السلام في المنطقة، التي سبقت مؤتمر مدريد والتي اخذت من الرئيس الاميركي الاسبق ووزير خارجيته جيمس بيكر الوقت الكثير.

هؤلاء يقارنون وبين المؤتمر الحالي الذي ترى دمشق انه بحاجة الى مزيد من التوضيح وخاصة حول ما يخص الدول التي ستحضره من حيث المصالح والغايات والارادة في صنع سلام شامل.

والادارة الاميركية التي تتحفظ في التعليق حول المتطلبات السورية للمشاركة في المؤتمر، لم تعلق او توضح لدمشق ماهية جدول الاعمال او النقاط التي ستبحث في المؤتمر.

كما لم توجه الدعوة لها للمشاركة في المؤتمر حتى الان على الرغم من تقلص الفترة الزمنية المتبقية امام موعد انعقاد المؤتمر، الامر الذي يجعل هؤلاء المراقبين يشككون بجدية وفرص نجاح هذا المؤتمر.

وهذا ما دفع بنائب الرئيس فاروق الشرع الى القول بأن قيمة المؤتمر في غياب ارضية ثابتة هي قرارات الامم المتحدة والمبادرة العربية للسلام يقوم عليها، يجعل من هذه القيمة لا تعادل قيمة الصور التي تلتقط فيه.

ويقول الدكتور سمير التقي مدير مركز الشرق للدراسات الدولية ان "المؤتمر اذا لم يعتمد مبادئ الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام فإن اهدافه ستتركز على ثلاثة امور اولها تبييض صفحة الرئيس الاميركي جورج بوش السياسية مع قرب انتهاء ولايته عبر انجاز مؤتمر شكلي دون الوصول الى نتائج عملية تنفذ عبر التزامات ووسائل ومعايير".

ويضيف التقي: "ثانيا تدعيم موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واغلاق ملف القضية الفلسطينية دون حل حاسم، وثالثا تشكيل تحالف عربي اميركي اسرائيلي يستهدف بعض دول المنطقة في المرحلة القادمة".

ويلفت التقي النظر الى ان هذا المؤتمر، وبالطريقة التي يطرح بها، يشكل ارتدادا عن كل التعهدات التي اعلنتها الادارات الاميركية سابقا تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

فما هي خيارات دمشق تجاه هذا المؤتمر، وهل تضع واشنطن موضوع الجولان بطريقة شكلية على جدول اعمال المؤتمر بهدف السعي الى دفع دمشق للمشاركة فيه وكسب موافقتها على صفقة تغلق ملف القضية الفلسطينية. وبنفس الوقت احراجها امام الرأي العام الدولي في حال رفضت الحضور، واتهامها بتخريب الاستقرار في المنطقة.

في هذا يقول التقي ان الامر "متعلق بشكل كبير بدور الدول العربية المدعوة الى المؤتمر وبدور الجامعة العربية في ازالة الغموض عن هدف المؤتمر ومعاييره وآليات تنفيذ ما يتفق عليه".

فدمشق، حسب هذا المعلق، ستدرس الدعوة وتدرس مصلحتها بالمشاركة في المؤتمر مرتكزة بذلك على قاعدة حجم الحضور من حجم الجدية.

فسورية وعلى لسان رئيسها تؤكد على عدم اضاعة اي فرصة لتحقيق السلام لكنها تريد ان تتحدث عن ارضها المحتلة ومصالحها.

وحتى لا تستبق دمشق الامور، اذ لن تعلن موقفها النهائي قبل ان تصلها الدعوة لحضور المؤتمر، وتدرس مضامين هذه الدعوة، ومن ثم تحدد اين تكمن مصالحها في الحضور او الغياب عن مؤتمر كهذا.

عساف عبود

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...