بنـدر إلى واشـنطن ومسـاعدوه إلى طهـران وعون يقاطع السنيورة

29-01-2007

بنـدر إلى واشـنطن ومسـاعدوه إلى طهـران وعون يقاطع السنيورة

علم أن إيران والسعودية اتفقتا على تأليف لجنة مشتركة تضم معاونين اثنين لكل من علي لاريجاني وبندر بن سلطان الذي توجه الى الولايات المتحدة الاميركية في زيارة عاجلة، وأُبلغ قادة في بيروت بجانب من فحوى هذه الاتصالات التي تركز على مشروع حل ينطلق من مبادرة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وقال الرئيس نبيه بري إنه اكثر تفاؤلاً من السابق لكنه اكثر حذراً، وهو يرى في نهاية النفق ما هو اكبر من ضوء، لكنه يخشى أن يعمل البعض على عدم توسيع دائرته. وأكد في المقابل ان المعارضة على مواقفها وأن محاولة الاعتداء على المعتصمين في وسط بيروت سوف تكون امراً كارثياً.
وحسب مرجع سياسي متابع لهذه الاتصالات، فإن الشق المتعلق بالعلاقات السعودية ــ السورية تتولاه مرجعيات عدة بينها إيران وقطر، وان الرئيس المصري حسني مبارك يتابع الامر بواسطة مدير المخابرات المصرية عمر سليمان الذي زار السعودية واطلع على تفاصيل المحادثات مع إيران، كما ان طهران حصلت على دعم سوري لأي مبادرة تقبل بها القوى اللبنانية الحليفة لها.
وقال المرجع إنه في ما يخص الشق المحلي من الأزمة يدور البحث الآن حول ثلاثة ملفات: المحكمة الدولية حيث تريد الأكثرية ضمانات بأن رئاستي الجمهورية والمجلس النيابي لن تعرقلا إقرار ما يتفق عليه في مجلس الوزراء داخل المجلس النيابي، وأن لجنة مشتركة من المعارضة والموالاة سوف تدرس الملاحظات التي يجب أن تقر في وقت متزامن مع تأليف الحكومة الجديدة. وفي هذه النقطة ثمة توافق على منح المعارضة الثلث الضامن مع ضمانات كاملة بأن لا يصار الى استخدامه لأجل تعطيل السلطة، إلا ان الازمة تظل منحصرة في البند المتعلق بالانتخابات النيابية وبالقانون المفترض إقراره، حيث يريد فريق 14 آذار حلاً يضمن توافقاً كاملاً على الانتخابات الرئاسية قبل إقرار القانون الانتخابي وتحديد موعد جديد للانتخابات النيابية.
وعلمت «الأخبار» أن الأمين العام للجامعة العربية ينتظر معلومات مفصلة عما يحصل في طهران التي توجه إليها امس مساعدون لبندر بن سلطان وأنه يرتقب حصوله على معلومات قبل الخميس المقبل حتى يقرر موعد عودته الى بيروت.
وأبدى السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة ارتياحه للمواقف التي صدرت عن السيد نصر الله مساء أمس ودعا فيها الى عدم الانجرار الى الفتنة المذهبية وقال : “إني مسرور جداً بهذه المواقف التي تشجع كثيراً على الوصول الى حل للأزمة”. وأشار الى أن نجاح المساعي “مرهون بمرونة مواقف الاطراف المعنية”.
وعلم أن بري عندما قال إنه «أكثر تفاؤلاً من ذي قبل لم يكن ذلك على سبيل دغدغة مشاعر الناس وإنما يستند الى معطيات إيجابية عن المساعي السعودية ـــــ الايرانية وللتأكيد ان هذه المساعي لم تصل الى طريق مسدود وأن التواصل يومي بين الجانبين مما يطمئن الى أن الوضع اللبناني ليس متروكاً”.
ثانياً: في ملف الاتصالات الداخلية، يبدو أن الرئيس فؤاد السنيورة قرر استثمار المناخ الذي برز في مؤتمر باريس ــــــ3 وانه يريد اتصالات مع الآخرين من دون شروط. وهو لم يتوصل مع الرئيس بري الى اي اتفاق على اجتماع ثنائي كما هي الحال مع الرئيس إميل لحود، علماً بأن الاتصالات بين السنيورة وحزب الله مقطوعة تماماً، فيما رفض العماد عون الرد على اتصال من رئيس الحكومة كما رفض استقبال موفد منه. وقال عون إنه لا داعي لاتصالات مع شخص لا يعترف أصلاً بنا ثم يعمد إلى الاتصال بنا. ولا نرى داعياً لأن نحاور من لا يريد الإصغاء الى صوت نصف الشعب الذين تظاهروا أمام مكتبه.
ثالثاً: في الملف الامني ــــــ السياسي، أبلغت قوى المعارضة فريق السلطة، ولا سيما أجهزته الامنية، أن أي محاولة من جانب فريق 14 آذار للاعتداء على المعتصمين وسط بيروت لن تواجه بهدوء، وأن الموجودين هناك لن يخرجوا إلا بعد تحقيق المطالب، ومن أراد قلعهم بالقوة والنار فليفعل ذلك وليتحمل المسؤولية.
وبعدما ارسل الجيش تعزيزات الى المدخل الشرقي ــــــ الشمالي لساحة الشهداء، وعزز الجيش وسرية حرس المجلس النيابي الإجراءات في المداخل الاخرى وتلك المؤدية الى ساحة رياض الصلح، أرسلت تعزيزات من المعتصمين مع جرافات وشاحنات تحمل كميات كبيرة من الصخور، وهو ما فهمه فريق السلطة بأن المعارضة لن تواجه بالسلاح لكن رد فعلها سوف يكون قاسياً.
وقد تولى المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي تنسيق الاتصالات بين قيادة المعارضة وفريق السلطة ونقل تحذيرات وتخوفاً أمنياً من أن أي صدام سوف يؤدي الى مضاعفات لا يستطيع أحد السيطرة عليها، وان كل الوسط التجاري سوف يكون عرضة لعملية إحراق وتخريب غير مسبوقة.
أما النائب وليد حنبلاط وقائد القوات سمير جعجع فقد حرضا تيار «المستقبل» على خوض مواجهة تحت عنوان «تحرير ضريح الرئيس الشهيد وساحات بيروت من الغرباء»، وهو الأمر الذي ترافق مع استعدادات ميدانية من جانب عناصر تابعة لجنبلاط وجعجع.
وحذر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنصار السلطة من التظاهر قرب مكان اعتصام المعارضة في وسط بيروت. وتوجهً إليهم قائلاً: «تريدون أن تتظاهروا هناك شوارع كثيرة في البلد، لكن التجمع أو التظاهر في أمكنة قريبة من الاعتصام القائم في وسط بيروت هو إشعال للفتنة وللتقاتل الداخلي».
رابعاً: على مستوى التحقيقات الجارية في أحداث الخميس الماضي، أبلغ مسؤول امني  أن الاجهزة الامنية المعنية أعدّت قوائم كاملة تتضمن أسماء وعناوين كل الذين تورطوا في أعمال الشغب وإطلاق النار على المواطنين أو على العسكريين، وسوف يتم إحضارهم تباعاً وخلال الساعات الـ48 المقبلة الى مقر الشرطة العسكرية للتحقيق وإحالتهم الى القضاء العسكري المختص. ويبدو أن اللائحة طويلة وتشمل عناصر من جميع القوى التي تورطت في المواجهات ولا سيما الذين ظهرت صورهم في وسائل الاعلام والذين ينتمون الى قوى السلطة.


المصدر : الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...