الناتو يواصل قصفه والقذافي يدعو لقمة أفريقية

27-04-2011

الناتو يواصل قصفه والقذافي يدعو لقمة أفريقية

سعى النظام الليبي، أمس، إلى إطلاق حملة دبلوماسية، في موازاة الهجمات المضادة التي يشنها، أو يستعد لشنها، ضد الثوار على الجبهتين الشرقية والغربية، حيث وجه دعوة لعقد قمة افريقية طارئة لمناقشة استمرار «العدوان الصليبي» على ليبيا، فيما طلب من روسيا أن تدعو مجلس الأمن إلى جلسة طارئة لمناقشة «محاولة اغتيال» الرئيس معمر القذافي في غارة شنتها طائرات أميركية على مكتبه في باب العزيزية، في وقت كثف الحلف الأطلسي غاراته على المواقع التابعة للقذافي، حيث استهدف قاعدة عسكرية في مدينة الخمس وكابلا بحريا للاتصالات، في محاولة لاستنزاف قدرات النظام الليبي، بانتظار النتائج التي سيخرج بها الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا الذي سيعقد في روما في الاسبوع المقبل. مقاتلون من الثوار قرب الحدود مع تونس في منطقة نالوت أمس (أ ف ب)
وذكر التلفزيون الليبي، أمس، أن طائرات حلف شمالي الأطلسي شنت غارات على مدينة الخمس، على بعد 90 كيلومتراً إلى الشرق من طرابلس، مشيراً إلى أن القصف تركز على القاعدة البحرية في المدينة، من دون أن يذكر حجم الخسائر.
وكان مصدر عسكري ليبي قال إن السفن الحربية الأطلسية قصفت كابل الألياف البصرية الذي يبعد عن الشاطئ نحو 15 ميلا بحرياً، ويربط بين مدن سرت ورأس لانوف والبريقة، مشيراً إلى ان هذا القصف أدى إلى قطع الاتصالات عن تلك المناطق.
وفي مدينة مصراتة، قال متحدث باسم الثوار أن مقاتلي المعارضة خاضوا معارك ضارية مع القوات الحكومية التي تسعى للسيطرة على ميناء المدينة. وأشار المتحدث، ويدعى عبد السلام، إلى أن «قوات القذافي قصفت الميناء، وقد دمر القصف عدة سيارات تويوتا هناك، ومخزنين للمعدات الكهربائية والالكترونية»، مضيفاً أن «قوات القذافي شنت هجوماً على المنطقة الشرقية في محاولة للسيطرة على الميناء» من دون تحقيق أي تقدم.
وذكر موقع «ليبيا اليوم» الالكتروني القريب من المعارضة أن الثوار قتلوا ما يزيد على 300 عنصر من القوات الموالية للقذافي في مصراتة خلال اليومين الماضيين، مشيراً إلى انه «تم أسر ما يقدر بنحو 20 من الموالين للقذافي، من بينهم ضابطان في الجيش برتبة عميد، وأحدهما هو الرجل الثاني في كتيبة خميس القذافي».
واضطرت سفينة استأجرتها المنظمة الدولية للهجرة لإجلاء آلاف الأفارقة الفارين من المدينة المحاصرة منذ شهرين، الى الابتعاد لمسافة كيلومترين عن الشاطئ، اثر القصف، فيما قال الطبيب خالد أبو فلغة من مستشفى المدينة ان «العديد من النازحين أصيبوا بجروح جراء القصف... وربما سقط عدد من القتلى».
وفي الجبهة الشرقية، ذكر ضابط منشق عن الجيش الليبي أن قوات القذافي تحصن مواقعها حول بلدة البريقة النفطية، مشيراً إلى أنها حفرت أنفاقا لإخفاء بطاريات الصواريخ الطويلة المدى لحمايتها من غارات طائرات حلف شمال الأطلسي.
وأضاف الضابط، الذي كان يتحدث من الطرف الغربي لمدينة أجدابيا، «يوجد ثلاثة آلاف جندي موال للحكومة في البريقة والبلدتين التاليتين... إنهم يعززون تواجدهم هناك»، مشيراً إلى أن الثوار يسيطرون حالياً على المنطقة الممتدة من المدخل الغربي ونقطة تقع على مسافة 40 كيلومتراً على الطريق المؤدية إلى البريقة، ولكن يوجد قناصة في المنطقة يختبئون خلف الكثبان الرملية وهم نشطون.
وأقام الثوار متاريس قرب المدخل الغربي لأجدابيا، آخر بلدة كبرى قبل المعقل الرئيسي للمعارضين في بنغازي وطبرق، وهي منفذ رئيسي لتصدير النفط، ما يشير إلى جهود أكثر تنسيقا للتصدي لأي هجوم بري من جانب قوات القذافي الأفضل عتاداً.
وقال المتحدث باسم المعارضة في بنغازي جلال الجلال «نحن نركز على ترتيب المنزل من الداخل، ونحاول الحفاظ على المكاسب التي حققناها»، مضيفاً أن المستشارين البريطانيين وصلوا للمدينة. وأعرب عن أمله في أن تبدأ المعارضة المسلحة قريبا في تحسين تنظيمها وتنسيقها مع قوات حلف شمال الأطلسي لمهاجمة مواقع قوات القذافي، موضحاً «قد لا ترون نتيجة خلال 24 ساعة... ولكننا نحاول ان نكون أفضل».
وأعلنت المتحدثة باسم الحلف الأطلسي كارمن روميرو ان الناتو «يبحث في إقامة نقطة اتصال مدنية في بنغازي» من اجل «تحسين وتعزيز العلاقات السياسية مع المجلس الوطني الانتقالي»، مشيرة إلى أن الحلف يعمل حالياً على «تحديد الآليات الدقيقة» للمنصب التمثيلي الذي سيستحدثه في بنغازي.
في هذا الوقت، قال مصدر رسمي ليبي أن طرابلس دعت الى عقد قمة طارئة للاتحاد الإفريقي في اقرب وقت بهدف «مواجهة العدوان الخارجي» على ليبيا، مشيراً إلى أن هذه القمة ينبغي ان تتيح «لقارتنا استنفار قدراتها لمواجهة القوات الخارجية التي تعتدي علينا».
وكان الاتحاد الإفريقي اتهم الدول الغربية بتقويض جهوده لإيجاد حل إفريقي للصراع في ليبيا، محذراً من أن الحرب الأهلية الدائرة هناك تواجه خطر الدخول في حالة من عدم الحسم. وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للسلام والأمن رامتان لامامرا لوزراء خارجية دول الاتحاد «أريد ان أشير إلى أن السعي لتطبيق أولويات أخرى في ليبيا من جانب أطراف غير افريقية كان له أثر على تنفيذ خارطة الطريق التي أعدها الاتحاد الإفريقي»، لافتاً إلى أن «هناك محاولات لتهميش حل إفريقي للأزمة، خاصة في ما يتعلق بتنفيذ خريطة الطريق التي وضعها الاتحاد الإفريقي في الوقت المناسب وبشكل يتمشى تماما، ويكون تكميلياً، لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
واعتبر لامامرا أن «فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، والقصف الجوي من جانب التحالف (الغربي)، والآن من جانب حلف شمال أطلسي، لم يأت بحل للازمة»، لافتاً إلى أن «الحل العسكري على الأرض يبدو انه يسير باتجاه الدخول في مأزق».
ويجتمع وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي وممثلون عن المعارضين بشكل منفصل مع مسؤولين من الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية منذ يوم أمس الأول لبحث إنهاء الحرب في ليبيا.
كذلك، طلبت ليبيا من روسيا استدعاء مجلس الامن الدولي الى اجتماع طارئ لمناقشة استمرار «العدوان الاستعماري الصليبي ضد المواقع المدنية الليبية ومحاولة استهداف الزعيم معمر القذافي»، مشيرة إلى ان الغارات الأطلسية «تنتهك قراري مجلس (الامن الدولي 1970 و1973) والقوانين والاتفاقات الدولية».
وكانت روسيا أعربت عن رفضها لأي قرار جديد للأمم المتحدة بشأن ليبيا من شانه تأجيج الحرب الاهلية الدائرة هناك. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لن تؤيد قرارا جديدا بشأن ليبيا إذا كان المقصود منه استخدام العنف وتأجيج الحرب الأهلية، لكنه أوضح أنه «إذا كان القرار الجديد ينص على الوقف الفوري للعنف ودعوة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، فإن موسكو ستؤيده بالطبع».
وانتقد رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين بشدة التحالف الغربي، قائلا إنه لا يملك تفويضا يسمح له بقتل القذافي. وقال بوتين، خلال زيارة للدنمارك، «قالوا إنهم لا يريدون قتل القذافي. والآن يقول بعض المسؤولين: نعم... نحن نحاول قتل القذافي، فمن الذي سمح بهذا؟ هل كانت هناك أي محاكمة؟ من الذي انتزع حق إعدام هذا الرجل؟».
لكن قائد عمليات الحلف الأطلسي في ليبيا الجنرال الكندي شارل بوشار نفى أن يكون الحلف قد استهدف القذافي شخصيا خلال الغارة التي شنها فجر أمس الأول على مكتبه في باب العزيزية، مشيراً إلى أن الغارات استهدفت مركزا للاتصالات في وسط طرابلس كان ينسق الهجمات على المدنيين الليبيين.
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايطالية ماوريتسيو ماساري عن عقد اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا في 5 أيار المقبل في روما، ليكون بذلك الاجتماع الثالث الذي تعقده المجموعة بعد اجتماعي لندن والدوحة.
يذكر أن مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا تضم دولا غربية كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ودولا عربية من بينها قطر والأردن والمغرب، ومنظمات دولية على غرار الأمم المتحدة والجامعة العربية والحلف الأطلسي.
وأعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بعد لقائه رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني في روما، عن «تفاؤله» بنهاية قريبة للنزاع في ليبيا، لكنه لفت إلى أنه لا يستطيع ان يخمن كم من الوقت سيستمر هذا النزاع. وقال ساركوزي «نحن متفائلون لأن المعارضة الليبية تبرهن عن شجاعة كبيرة وسيطرة كبيرة»، مشيراً إلى أن «كفاح الثوار يزداد فعالية كل يوم».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...