الطوائف المسيحية تحتفل بالفصح دون معايدات وبابا الفاتيكان يدعو للسلام

31-03-2013

الطوائف المسيحية تحتفل بالفصح دون معايدات وبابا الفاتيكان يدعو للسلام

اقتصرت احتفالات الطوائف المسيحية في سورية التي تسير على التقويم الغربي اليوم بعيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام على إقامة الصلوات والقداديس في الكنائس وأماكن العبادة دون معايدات نظراً لما تمر به البلاد من أحداث بفعل الأعمال الإرهابية التي يرتكبها أعداء الوطن وإكراما للشهداء الأبرار الذين سقطوا في سبيل رفعة وصون كرامته.
ففي كاتدرائية الروم الكاثوليك بدمشق أقيم احتفال ديني كبير ترأسه غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك عاونه لفيف من الكهنة والشمامسة الأجلاء فيما قام بخدمة الاحتفال جوقة الكاتدرائية.
وألقى البطريرك لحام عظة العيد تحدث فيها عن المعاني السامية لعيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام مؤكدا أن بلادنا سورية أرض الإنجيل والقيامة ولد فيها السيد المسيح وبها عاش وعلم فيها ومنها انتشر نور الإنجيل ليعم العالم أجمع.
ودعا غبطته إلى اتخاذ تعاليم الإنجيل المقدس نبراسا لنشر المحبة والسلام وخصوصا في هذه الأيام العصيبة التي نعيشها وأن نسترشد بوحيه وأن نتابع نشر الأمل والفرح والحوار والإصلاح والألفة والمحبة فمن هنا من بلادنا ومن شرقنا انطلق المسيح نور العالم ليعم العالم وعلينا أن نستمد من تعاليمه أملا وعزما ورجاء وأن ننشرها بين أبناء الوطن جميعا.
وأشار البطريرك لحام إلى أنه كما انتهى درب صلب السيد المسيح بالقيامة نرجو الله أن ينتهي درب صلب عالمنا العربي بالقيامة ولاسيما درب سورية داعيا أبناء سورية إلى المزيد من المحبة وأن يعملوا يدا واحدة لإيقاف نزيف الدم السوري لافتا إلى أنه أرسل رسالة إلى البابا فرنسيسس دعاه فيها وكل الشرفاء في العالم إلى العمل من أجل سلام وأمن واستقرار سورية.
وتضرع غبطة البطريرك لحام في ختام عظته إلى الله عز وجل أن يحفظ سورية وجيشها وقيادتها وأن يحل بها السلام.
وفي الكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق أقيم قداس ديني ترأسه القس بطرس زاعور الرئيس الروحي للكنيسة الذي تحدث في عظة العيد عن معاني هذه المناسبة وقال: "يأتينا عيد القيامة للمرة الثالثة اليوم بخطوات ثقيلة متشحا بثوب سميك طويل من الحزن والسواد من الآلام والدموع والمآسي والمتاعب والأنين والصرخات والمجازر والتنكيل والقلق والكآبة".
وأضاف" نحتفل اليوم بقيامة السيد المسيح وعيوننا وآذاننا مازالت تعاني من المشاهد المؤلمة والأحداث المزعجة ونحن ننتظر القيامة لبلدنا سورية فنفوسنا أمست اليوم بأمس الحاجة إلى السلام والسكينة والاطمئنان والهدوء.. يكفينا الألم والخوف والقتل والإرهاب والخطف والتنكيل والاغتصاب.. يكفينا الابتزاز بمعيشة وقوت المواطنين اليومي من قبل تجار جشعين فهذه الصفات ليست من شيم السوريين.
وقال "لقد رأينا في فترة سنتين مشاهد مؤلمة تدمي القلوب وتؤلم النفوس لم نكن نعرفها ولا اختبرناها من قبل.. كنا نعيش بأمن وأمان وسلام ووحدة وطنية لكن هكذا أرادت الدول غريبة الأطوار أن تزج بلدنا سورية في دوامة العاصفة الهوجاء حتى أصبحت منطقتنا مختبرات للحروب وأماكن تصفية حسابات دولية وإقليمية.. صبوا جام غضبهم وجشعهم وأنانيتهم علينا نحن الآمنين ولم يدركوا بل تناسوا أن لنا جذورا قوية وطنية وقومية في تربة هذه الأرض الطيبة المباركة".
وأكد أن سنتين تكفيان كي نمزق أكفان الحقد والانانية والجشع والكراهية وأن نخرج بقيامة مجيدة لحياة سورية أجل وأفضل فقد آن الأوان لسورية بعد مخاض الآلام أن تولد من جديد لحياة سامية وهانئة وآمنة ومطمئنة.
ودعا زاعور إلى الجلوس حول طاولة الحوار كي ننهي هذه الأزمات بالحوار لا بالسلاح مؤكدا أن أهم ركائز الحوار هو قبول الطرف الآخر واحترام كيانه الإنساني وخصوصيته وعدم الالتفاف والتكبر على الآخرين.
وتضرع إلى الله في ختام عظته أن يعزي القلوب الحزينة ويشفي جميع الجرحى والمتألمين ويهدي الضالين إلى الطريق الصحيح ويحفظ سورية آمنة ومستقرة صامدة أمام المحن والشدائد ومنتصرة بعون الله.

كما أقيم قداس إلهي بهذه المناسبة في كنيسة مار سركيس للأرمن الأرثوذكس بدمشق ترأسه المطران أراماش نالبنديان مطران أبرشية دمشق وتوابعها عاونه لفيف من رجال الدين وألقى المطران نالبنديان عظة العيد التي تحدث فيها عن المعاني السامية التي يحملها عيد الفصح المجيد المتمثلة بالمحبة والإخاء والتسامح داعيا الجميع إلى الاقتداء بالسيرة الجليلة التي كرسها السيد المسيح رسول المحبة والسلام في نقله رسالة السماء إلى الأرض وتعميم مبادىء المحبة والخير والعدل والسلام بين الناس أجمعين.
واستنكر المطران نالبنديان ما يدور في سورية من انتهاكات وقتل وما يسقط من شهداء في ساحات الدفاع عن السيادة والكرامة مؤكدا أن سورية التي رواها الشهداء بدمائهم الزكية الطاهرة لن ترضخ للابتزاز والضغوط مؤكدا أنه إذا كان هدف أعداء سورية التحريض والفتنة وإحداث شرخ بين أبناء الوطن الواحد فليعلموا أن السوريين يتوحدون كأقوى وأشرس ما يكون ضد التدخل السافر في شأن وطنهم وضد استهداف كرامته لأن سورية ستبقى دائما منارة للأمم في تعزيز روح التآخي الديني ووعي أبنائها سيظل الضامن الأكبر لخروجها منتصرة في مواجهة الفتن والمؤامرات.
ودعا في ختام عظته الله تعالى أن يحفظ سورية والمنطقة مهد المسيحية وأن يسود الوئام والمحبة هذا الوطن.

كما أقيم قداس الهي في كنيسة السيدة فاطمة ترأسه رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك المطران الياس طبي الذي تحدث في عظة العيد عن المعاني السامية لقيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام وأكد ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية القائمة على المحبة والحرص على المساهمة في تقدم وازدهار الوطن والوقوف صفاً واحدا في مواجهة المؤامرات التي تحاك للنيل من صموده وثنيه عن مواقفه الوطنية والقومية والابتعاد عن النزعات الضيقة والمصالح الشخصية.
وتضرع إلى الله أن يحفظ سورية وأبناءها ويرحم شهداءها وجيشها وقائدها لما فيه خير الوطن والتقدم به نحو الأفضل.

كما احتفلت الطوائف المسيحية في المحافظات بحلول عيد الفصح المجيد حيث أقيمت القداديس والعظات الدينية بهذه المناسبة تخليداً للمعاني والدلالات التي تحملها.
وتحدث الوعاظ في هذه الكنائس عن المعاني السامية لهذه المناسبة العظيمة مؤكدين أن قيامة المسيح تعني السلام والرحمة والمحبة والعطاء من الخالق للخليقة.
وتضرع الوعاظ إلى الله أن تزول هذه المحنة عن وطننا وأن ينعم على سورية بالسلام و الفرح والطمأنينة وأن يخرجها منتصرة على قوى الشر التي تحيط بها داعين إلى تعميق أواصر المحبة بين أبناء الوطن بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم وتكريس المودة والتسامح الديني والتعايش بين شرائح المجتمع ورفض الطائفية والتطرف والتمسك بالوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد والحوار سبيلاً للخروج من الأزمة التي تعاني منها سورية.

في السويداء أقامت كنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين الكاثوليك التي تسير على التقويم الغربي قداسا وصلاة بمناسبة عيد الفصح المجيد ألقى خلالها الأب فادي زيادة راعي الكنيسة عظة تحدث فيها عن المعاني السامية لهذه المناسبة العظيمة مؤكدا أن قيامة المسيح رسول المحبة والسلام هي قيامة السلام والرحمة والمحبة والعطاء من الخالق للخليقة.
 وتضرع الأب زيادة إلى الله أن تزول هذه المحنة عن وطننا وأن ينعم على سورية بالسلام والفرح والطمأنينة وأن يخرجها منتصرة على قوى الشر التي تحيط بها داعيا إلى تعميق أواصر المحبة بين أبناء الوطن بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم وتكريس المودة والتسامح الديني والتعايش بين شرائح المجتمع ورفض الطائفية والتطرف والتمسك بالوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد واتخاذ الحوار سبيلاً للخروج من الأزمة التي تمر بها سورية.

وفي حلب قدم المحافظ محمد وحيد عقاد وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي هلال هلال التهنئة للطوائف المسيحية حيث أكد أمين الفرع "أنه رغم ما تمر به حلب من ألم ومصاعب جراء استهدافها من المجموعات الإرهابية المسلحة فإن أبناءها متمسكون بالحياة وماضون في ممارسة طقوسهم الدينية التي تؤكد للجميع أن سورية مستمرة في العيش المشترك بفضل تلاحم وتماسك أبنائها".
من جانبه أكد المحافظ "أن السوريين سيحتفلون قريبا بالنصر بعد دحر المجموعات الإرهابية المسلحة بفضل صمود الشعب السوري وتلاحمه مع جيشه".
واعتبر المطارنة رؤساء الطوائف أن فرحة عيد الفصح غير مكتملة بسبب ما تشهده سورية من أحداث موءلمة معربين عن ثقتهم بأن "سورية ستنتصر وستواصل نقل رسالتها الحضارية متمثلة بالمحبة والسلام والعيش المشترك".
وأكدوا أن "أبناء الشعب السوري كانوا وسيبقون أحرارا ولا يقبلون حرية مزيفة تحترف القتل والتدمير والتخريب".
من جانبه لفت مدير أوقاف حلب الدكتور عبد القادر الشهابي إلى "إن السوريين سيظلون موحدين لتحقيق النصر وتجاوز الأزمة مسلحين بالحق".

وفي طرطوس قدم المحافظ نزار اسماعيل موسى وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي حسن شعبان التهاني لرؤساء الطوائف المسيحية بهذه المناسبة حيث أكد المطران الياس سليمان مطران أبرشية اللاذقية وطرطوس للموارنة خلال تلقيه التهاني أهمية التسلح بالأخلاق لنبذ الفتنة ودحر المؤامرة.

من جهة أخرى دعا البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى السلام في سورية الحبيبة وإلى إيجاد حل سياسي للأزمة فيها.
وقال البابا فرانسيس في رسالة وجهها إلى العالم خلال ترؤسه قداس عيد الفصح في الفاتيكان.. إننا نطلب من الله "أن يحول الموت إلى حياة والبغض إلى محبة والانتقام إلى غفران والحرب إلى سلام فالمسيح سلامنا وبواسطته نلتمس السلام على العالم بأكمله".
وأضاف البابا فرانسيس " إننا نسأل الله السلام من أجل سورية الحبيبة ومن أجل شعبها الذي يئن ويرزح تحت هول الجراح حتى يصل إلى السلام ونصلي من أجل الذين ينتظرون المساعدة والتعاضد والتعازي.. كم من الدماء نزفت وكم هي الآلام مهولة التي لا تزال تدمي الشعب وكم من الممكن أن تطول قبل أن يصلوا إلى إيجاد حل سياسي للأزمة ".
ودعا البابا فرانسيس إلى " السلام في الشرق الأوسط ووضع حد نهائي للصراع الذي طال أمده والمساعدة على استئناف المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين " وأيضا إلى السلام في العراق ووقف كل أعمال العنف فيه بصورة نهائية.
كما دعا البابا إلى السلام في أفريقيا التي لا تزال أراضيها مسرحا للصراعات الدموية وخاصة في مالي والكونغو وأفريقيا الوسطى ونيجيريا حيث هناك عدد كبير من الأشخاص بينهم أطفال محتجزون كرهائن على أيدي الإرهابيين.
وقال البابا فرانسيس "إننا نصلي من أجل السلام في آسيا وخاصة في شبه الجزيرة الكورية حتى يستطيع أهلها أن يتمكنوا من تجاوز الخلافات وإنضاج تجدد روحي هادف إلى تحقيق المصالحة".
وأضاف البابا فرانسيس "إننا نسأل الله السلام من أجل العالم بأكمله الذي لا تزال تسوده الأطماع وجشع الباحثين عن الأرباح السهلة المبنية على الأنانية التي تهدد الحياة البشرية".
وأدان البابا فرانسيس الاتجار بالبشر معتبرا أنه الاستعباد الأكثر انتشارا في القرن الحادي والعشرين كما انتقد العنف المرتبط بتهريب المخدرات والاستغلال غير المنصف للموارد الطبيعية.

المصدر: سانا+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...