التوتر يتصاعد بين طهران والغرب وموسكو تحذر من «عواقب وخيمة»

02-12-2011

التوتر يتصاعد بين طهران والغرب وموسكو تحذر من «عواقب وخيمة»

تواصل تصاعد التوتر في العلاقات الايرانية الغربية أمس، مع استغلال الاتحاد الأوروبي بريادة بريطانيا وفرنسا أزمة السفارات لتوسيع إطار العقوبات على ايران والاتفاق المبدئي على فرض عقوبات جديدة تحظر نفط ايران وتجمد أرصدة مصرفها المركزي، الأمر الذي رحبت به واشنطن التي تعدّ أيضا لتصعيد مماثل في عقوباتها الأحادية، فيما حذرت موسكو من «عواقب وخيمة» قد تنتج عن زيادة الضغط على ايران، كما اعربت الصين عن «قلقها» ازاء ذلك.
في المقابل، استبعد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك شنّ هجوم على المنشآت النووية الايرانية «في الوقت الحالي»، لكنه لم يستبعد الخيار العسكري في المستقبل.

واتفقت دول الاتحاد الاوروبي على بحث فرض عقوبات جديدة على قطاع الطاقة في ايران بسبب برنامجها النووي يمكن أن يتضمن حظرا نفطيا تدعو إليه فرنسا وبريطانيا. وقال وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي المجتمعون في بروكسل ان العقوبات ربما تستهدف قطاعات الطاقة والمالية والنقل الايرانية. واضاف الوزراء 180 شخصا وكيانا لقائمة العقوبات التي تفرض تجميد أصول وحظر سفر على المشاركين في الأنشطة النووية الايرانية التي تقول طهران انها مخصصة لأغراض سلمية. لكن يبدو انهم سيؤجلون اتخاذ قرار بشأن حظر واردات النفط. وقالوا «وافق مجلس (وزراء الخارجية) على توسيع العقوبات القائمة بدراسة اجراءات اضافية بما في ذلك اجراءات تستهدف التأثير بشدة على النظام المالي الايراني وقطاعي النقل والطاقة بتنسيق وثيق مع الشركاء الدوليين».
وقال الوزراء ان قرارا سيتخذ في موعد لا يتجاوز الاجتماع المقبل في كانون الثاني 2012. لكن مفوض الطاقة الاوروبي غونتر اوتينغر قال انه ينبغي أن تدعم دول الاتحاد جميعا وعددها 27 اي حظر يفرض. وأكد خلال زيارته موسكو «نحتاج لموقف موحد لجميع دول الاتحاد الاوروبي».
وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان الاتحاد الاوروبي قد يسعى لتغطية اي نقص في امدادات النفط الخام إذا فرض الحظر. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحافيين قبل اجتماع بروكسل «أتمنى أن نتفق اليوم على إجراءات إضافية تكثف الضغط الاقتصادي المشروع على ايران وتزيد عزلة القطاع المالي الإيراني على وجه الخصوص». وأغلقت بريطانيا سفارة ايران في لندن وطردت كل العاملين فيها امس الأول قائلة إن اقتحام السفارة البريطانية في طهران لم يكن ليتم دون موافقة ضمنية من السلطات الإيرانية. ونفى هيغ الصلة بين اقتحام السفارة واجتماع بروكسل الذي كان مقررا لبحث رد الاتحاد الأوروبي على التقرير الذي أصدرته وكالة الطاقة الذرية الشهر الماضي. وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «اؤكد أن الاجراءات التي آمل أن نتفق عليها اليوم مرتبطة بالبرنامج النووي الايراني. هذه ليست إجراءات للرد على ما حدث لسفارتنا».
وفي تلك الاثناء كررت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون مناشدة طهران استئناف الحوار. وقالت آشتون «طرحنا مقترحات على الطاولة.. كي يعود الايرانيون (للمحادثات) واذا لم يعودوا ويردوا او على الاقل لم يتقدموا بمقترحاتهم، فلن يكون امامنا سوى ان نستخلص النتائج». وحثت اشتون الاتحاد الاوروبي على «تصعيد العقوبات» في ضوء الهجمات التي استهدفت السفارة البريطانية، وقالت ان الوقت حان «كي نوضح لايران مدى جديتنا».
ورحب البيت الابيض بالعقوبات المشددة التي اعلنها الاتحاد الاوروبي ضد ايران معتبرا انها تترجم «تصميم المجتمع الدولي».
وصرح المسؤول في وزارة الخزانة ديفيد كوهين امام اللجنة ان ادارة اوباما دعمت فرنسا التي دعت الشهر الماضي شركاءها الدوليين الى تجميد اصول البنك المركزي الايراني وفرض حظر على النفط الايراني. واشار الى انه «اصبح ضروريا الآن اكثر من اي وقت مضى التحرك بطريقة لا تهدد بحدوث شرخ بين دول التحالف العالمي الملتزمة بالنهج الثنائي»، كما اضاف انه من المهم ان لا يرتد اي عمل يتم اتخاذه «لمصلحة ايران الاقتصادية، بل يجب أن يحدث ضغطا جديا ودائما على ايران».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكساندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي «نرفض بشكل قاطع تصعيد التوتر والمواجهة بشأن قضايا لها علاقة بإيران. نعتقد أن الامر ينطوي على عواقب وخيمة». ودعت بكين إلى التهدئة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في بكين «تأمل الصين أن تظل الاطراف المعنية متحلية بالعقل والهدوء وضبط النفس لتفادي التصرفات المشحونة عاطفيا التي يمكن أن تفاقم النزاع».
وفي تبعات «حرب السفارات» بين ايران واوروبا، قالت ايطاليا انها قررت استدعاء سفيرها في ايران «للتشاور» بعد الاقتحام الذي تعرضت له السفارة البريطانية في طهران من جانب متظاهرين هذا الاسبوع.
وقال باراك للإذاعة الإسرائيلية «ليست لدينا نية في الوقت الحالي للقيام بتحرك لكن من المستحيل أن يشل الخوف دولة اسرائيل». وأضاف «يجب أن نتحرك بهدوء وترو.. لسنا بحاجة الى حروب كبيرة».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...