أمريكا تسلّح "إسرائيل" بأحدث راداراتها

28-09-2008

أمريكا تسلّح "إسرائيل" بأحدث راداراتها

بدأ فريق أمريكي أعمال تركيب أحدث وأقوى أجهزة الرادار الأمريكية في قاعدة “نيفاتيم” شرق بئر سبع في النقب الفلسطيني المحتل، بذريعة حماية “إسرائيل” من هجوم صاروخي إيراني محتمل. وأكدت مصادر في واشنطن أن اختيار موقع هذا الرادار، الذي تملك الولايات المتحدة منه أربعة فقط حول العالم، جاء في الأساس لحماية منشآت وأسلحة “إسرائيل” النووية في ديمونة. وسيشرف على تشغيل النظام الراداري 120 عسكرياً أمريكياً سيوجدون بصفة دائمة في قاعدة “نيفاتيم” التي أنهت الولايات المتحدة انشاء أكبر ممر هبوط للطائرات في الشرق الأوسط فيها، في فبراير/ شباط الماضي، وكلف 420 مليون دولار أمريكي، واستخدم فيه أسفلت كاف لرصف طريق يبلغ طوله 56 ميلاً، وهي “القاعدة” التي يعتقد انه تتمركز فيها وتحت الأرض قيادة سلاح الطيران “الإسرائيلي”.           

وسوف يربط تشغيل هذا الرادار الذي تشرف عليه القيادة الأمريكية في أوروبا بأجهزة “الستالايت” الأمريكية، وسيكون بوسع “إسرائيل” الحصول على معلومات المراقبة لمحيط الشرق الأوسط كله على مدار الساعة، وليس “بالطلب” كما كان دوماً أي أن المعلومات ستكون متاحة ل “إسرائيل” بشكل مفتوح، حيث صمم هذا الرادار وجرى تشغيله ضمن منظومة أمريكية متطورة نهاية عام 2005 وجرى العمل به في عام ،2006 والرادار الجديد اسمه “اكس باند” تبلغ قدرته ثلاثة أضعاف أي رادار بحوزة “إسرائيل”، ويستطيع متابعة أية صواريخ، وتحديد نوعها وهدفها. وسوف يرتبط بمنظومة المراقبة الأساسية الأمريكية في أوروبا، والمربوطة بمحطات المراقبة الفضائية الأمريكية. كما أن القوات الأمريكية التي ستتمركز في قاعدة “نيفاتيم” ستشرف على تشغيله.

وكانت أكثر من ست طائرات أمريكية عملاقة بما فيها طائرات “سي  5” وهي تعد أكبر طائرات النقل في العالم، وطائرات “سي  17” قد أتمت نقل الرادار وكافة معداته إلى القاعدة “الإسرائيلية” في 21 سبتمبر/ أيلول الحالي، بإشراف طاقم أمريكي يضم ممثلاً لوكالة الدفاع الصاروخي الأمريكي، وطواقم أمريكية تابعة لقوات المنطقة الأوروبية الأمريكية أسندت إليها مهمة تشغيل الرادار وحراسته. وهي نفس القيادة التي سبق أن أرسلت إلى “إسرائيل” قبيل أيام من غزو العراق، حيث قامت بمناورات تدريبية مشتركة، وها هي تعود الآن ولكن بصفة دائمة.

ويأتي هذا التحرك الأمريكي الجديد تنفيذاً لوعود قطعتها ادارة الرئيس جورج بوش ل “إسرائيل” وتم الاتفاق عليها في يوليو/ تموز الماضي حيث انفردت “الخليج” بالكشف عن تفاصيل هذا الاتفاق الذي تم الاعداد له بين رئيس الأركان الأمريكي الأدميرال مايكل مولن ونظيره “الإسرائيلي” غابي اشكينازي، ثم أتم الاتفاق النهائي وزير الحرب “الإسرائيلي” ايهود باراك ووزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أثناء زيارة الأول له بمقر وزارة الدفاع (البنتاجون) في يوليو/ تموز الماضي.

وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) رفضت التعليق حول الموضوع، واكتفت بتصريحات منسوبة لمسؤولين حكوميين أمريكيين أكدوا فيها أن هذا التحرك يهدف إلى إرسال رسالة لإيران “بأننا سنكتشف أي شيء يحدث، وفي نفس الوقت يوضح ل “إسرائيل” بما لا يقبل الشك أن الولايات المتحدة “تقف معكم وتساندكم”، وأن على “إسرائيل” أن تهدأ وتتصرف بعقل وعليها ألا تتسرع”.

وعلى الرغم من هذه المبررات، إلا أن خبراء في واشنطن أكدوا أن الأمر أكبر من أن يكون خطوة تطمين، وقال أحدهم، “علينا أن نتساءل لماذا اختاروا هذا المكان القريب من مفاعل “ديمونة” وهل هناك مخطط احتياطي أو توقع لهجوم “انتقامي” من تحرك ما ضد إيران؟”، والأهم هو أن نضع في الحسبان هذا التحرك الأمريكي  “الإسرائيلي”، وهو أول مشروع ناتج عن توجه “إسرائيل” بدأ منذ فترة لنقل العديد من قواعدها وقواتها وأجهزتها الدفاعية في هذه المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود المصرية.

جدير بالذكر ان قاعدة “نيفاتيم” في بئر سبع تعد أحدث قاعدة “إسرائيلية” وأصبحت منذ فبراير/ شباط الماضي تمتلك أكبر مدرج طائرات في الشرق الأوسط، وكانت بالأصل مقراً لسلاح طيران “الهاجاناه” ،1947 وتم تطويره وإعادة افتتاحه عام ،1983 وأيضاً بأموال أمريكية كنتيجة لاتفاق كامب ديفيد بين مصر و”إسرائيل”، حيث “عوضت” به واشنطن “إسرائيل” عن مطاراتها التي أخلتها بانسحابها من سيناء.

على صعيد آخر، توصل أعضاء مجلس الأمن الدولي في نيويورك إلى مسودة قرار يدين سعي إيران للحصول على تكنولوجيا نووية، بعد اتفاق روسيا والولايات المتحدة على انتقاد إيران كحل وسط بعد اعتراف موسكو إصدار قرار متشدد بزيادة العقوبات الدولية المفروضة على إيران، حيث كانت واشنطن تسعى لفرض المزيد من الضغوط وجاءت مسودة القرار الجديد الذي تم الاتفاق عليه خالية من أية عقوبات جديدة.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...