«عرقنـة» سـوريـا: انتحـاري فـي المسـجـد

22-03-2013

«عرقنـة» سـوريـا: انتحـاري فـي المسـجـد

سقط حرم آخر في سوريا. فإلى جانب أرواح الناس التي صار موتها سهلا، سجلت الأزمة السورية للمرة الاولى جريمة أدمت العراقيين في السنوات العشر الماضية، حيث اقتحم انتحاري مسجد الايمان في وسط دمشق، وفجر نفسه ما ادى إلى مقتل رئيس «اتحاد علماء بلاد الشام» الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، و42 آخرين، وإصابة حوالى 84، كانوا يستمعون إلى درس دين.
ويأتي الهجوم، الذي يظهر تزايد قوة المتطرفين الذين يريدون تحويل سوريا إلى «دولة إسلامية»، فيما يزداد المشهد السوري تعقيدا بعد انتخاب «الائتلاف الوطني» المعارض غسان هيتو «رئيسا لحكومة مؤقتة»، اذ أعلنت موسكو رفضها الاعتراف به، متمسكة بمحاورة رئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب، فيما تصاعدت المعارك في درعا وقرب الجولان السوري المحتل، بعد دخول حوالى 2500 مقاتل من الأردن إلى المنطقة، بحسب دمشق.دماء ودمار داخل مسجد الايمان في وسط دمشق بعد التفجير الانتحاري داخله امس (رويترز)
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن المنظمة الدولية ستحقق في المعلومات بشأن استخدام أسلحة كيميائية في حلب، تلبية لطلب دمشق.
وذكرت وكالة (سانا) «استشهد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في تفجير إرهابي انتحاري داخل جامع الإيمان في منطقة المزرعة في دمشق»، موضحة أن «البوطي استشهد خلال إعطائه درسا دينيا لطلاب العلم في جامع الإيمان». وتابعت «أدى التفجير إلى مقتل 42 شخصا، وإصابة 84».
وكان البوطي (84 سنة)، إمام المسجد الأموي في دمشق، مؤيدا قويا للسلطات السورية. وعرضت قناة «الإخبارية» السورية لقطات من داخل الجامع، ظهر فيها العديد من الجثث على الأرض، في حين تولى مسعفون رفع عدد من الجثث الأخرى، بينما تولى آخرون رفع الأشلاء عن الأرض ووضعها داخل أكياس رمادية اللون. وأظهرت لقطات أخرى عددا من المسعفين وهم ينقلون الجثث إلى خارج الجامع الذي أصيبت قاعته الداخلية بأضرار كبيرة، في حين انتشرت بقع كبيرة من الدماء على الأرض المغطاة بالسجاد.

وقال مصدر امني سوري، لوكالة «فرانس برس»، إن «ما بين ألفين و2500 مقاتل دخلوا إلى جنوب سوريا قادمين من الأردن»، مشيرا إلى أن هؤلاء «مدربون ومسلحون بشكل جيد»، فيما ذكر التلفزيون السوري إن «قواتنا المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدتي التلال الحمر الشرقية وخان ارنبة بعد أن قضت على أعداد من إرهابيي جبهة النصرة فيهما».
وقال احد الناطقين باسم «الجيش الحر» لؤي المقداد، من اسطنبول، إن «دولا عدة، منها الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية، عرضت تدريب المقاتلين وبعض الدول بدأت بتقديم هذا التدريب، لكن لا يمكنني القول من هي».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، في مؤتمر صحافي، إن موسكو «لا ترى انه من المناسب إجراء حوار مع غسان هيتو رئيس ما يسمى الحكومة الانتقالية المنتخب من قبل الائتلاف الوطني»، موضحا أن «هيتو استبعد في أول خطاب له إمكانية الحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد، وأنه يدعو لتدخل أجنبي سريع في الشؤون السورية». وتساءل «طالما هذا هو الأساس، فعن أي شيء سنتحاور؟ نحن نجري حوارا مع المهتمين ببدء عملية سياسية في سوريا بأسرع وقت».
وأكد لوكاشيفيتش أن «الحكومة الروسية ستناقش مسألة بدء الحوار المباشر مع الحكومة السورية والمعارضة، بما فيها رئيس الائتلاف معاذ الخطيب»، مضيفا «نحن نأمل بأن تتم في وقت من الأوقات زيارة الخطيب إلى موسكو لمواصلة الحوار، ولا نتخلى عن إجراء اتصالات مع المعارضة الداخلية والخارجية في مصلحة التسوية السورية».
وأكد لوكاشيفيتش إصرار موسكو على «ضرورة تنفيذ قرارات جنيف»، مستبعدا في الوقت ذاته إمكانية توسيعها. وقال إن «الحديث لا يجري الآن عن زيادة أعضاء المجموعة، بل عن تنفيذ قرارات جنيف»، مضيفا «إذا ما كان لدى أحد ما إمكانية للتأثير في الوضع في سوريا فيمكنه فعل ذلك من دون الدخول في عضوية المجموعة».
وكشف لوكاشيفيتش عن «قلق موسكو إزاء وعود الأطراف الخارجية بتقديم مساعدات إلى مجموعات مسلحة تحارب السلطة السورية». وقال إن «المساعدة الخارجية المكثفة الموعودة، بما فيها إمداد المجموعات المسلحة غير المشروعة العاملة في أراضي سوريا بالأسلحة، وطدت مواقع المتشددين الذين يدعون إلى الإطاحة بالسلطة الحالية في سوريا». وأضاف إن «موسكو ترى أن الوعود بإمداد هؤلاء بالأسلحة تنذر بقطع الطريق على بدء الحوار بين السلطة والمعارضة في سوريا، إن لم تكن قد قطعته».
المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...