8 أفلام عربية في «تورنتو السينمائي الدولي»

08-09-2014

8 أفلام عربية في «تورنتو السينمائي الدولي»

منذ تأسيسه في العام 1976، سعى «مهرجان تورنتو السينمائي الدولي» (كندا) إلى جعل أيامه القليلة إطلالة على المشهد السينمائي الجديد في العالم. بدأ كـ«استعادة لأفلام تُعرض في أفضل المهرجانات السينمائية الدولية». بات شريكاً لـ«هوليوود»، إذ اعتبره كثيرون «اختباراً لما يُمكن أن تؤول إليه جوائز السينما الأميركية» («أوسكار» تحديداً). لم يكترث المهرجان بالجوائز. منذ تاسيسه، حَيَّد نفسه عنها. أراد أن يكون مرآة، أي أن يُتيح مجالاً أمام محبي السينما للاطّلاع على كل جديد. أحياناً، هناك أفلام تُعرض دولياً للمرّة الأولى في إحدى دوراته. هذه ميزة له، وللأفلام وصانعيها أيضاً. أحياناً أخرى، يعرض أفلاماً عُرضت في مهرجان دولي، منتمٍ إلى الفئة الأولى أو الثانية. المجلة السينمائية الأميركية المتخصّصة «فارايتي» قالت إنه يأتي مباشرة بعد «كانّ» على مستويين: «دعوة نجوم كبار، وتنشيط الحالة الإقتصادية للمدينة». الناقد السينمائي الأميركي روجر جوزف إيبرت (1942 ـ 2013) ـ أحد أبرز نقّاد أميركا الشمالية أعواماً طويلة ـ أشار، في «ناشونال بوست» (1999)، إلى أن «كانّ» يبقى الأكبر، «لكن «تورنتو» هو الأكثر فائدة، والأكثر نشاطاً وحيوية وفاعلية».لقطة من الفيلم الأردني «ذيب» لناجي أبو نوار
أفلام كثيرة مقبلة إليه من دول ومجتعمات وثقافات وهواجس وأساليب عديدة. للسينما المصنوعة في دول عربية حضورٌ أيضاً. ليس شرطاً أن يكون الحضور سنوياً، لكنه حضورٌ قابلٌ لسجال نقدي وجماهيري. سينمائيون عرب يذهبون إلى «كانّ» و«برلين» و«البندقية» مثلاً، لكنهم يلبّون دعوة «تورنتو»، لأنهم يرونه نافذة وإطلالة، ويجدونه حيوياً على مستويي المُشاهدة والنقاش. «تورنتو» مهرجان دولي يختار، سنوياً، بين 300 و400 فيلم تُعرض كلّها في برامج متنوّعة.
بين 4 و14 أيلول 2014، تُقام الدورة الـ 39 للمهرجان. هناك 8 أفلام عربية تُشارك في برامج مختلفة، 4 منها حاصلة على منحة صندوق «سند»، التابع لـ«مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي». 3 من الأفلام الأربعة هذه تُعرض في «تورنتو» للمرة الأولى: في «وثائقيات المهرجان»، هناك «الأوديسا العراقية» للعراقي السويسري سمير، و«المطلوبون الـ 18» للفلسطيني عامر الشوملي. في «سينما معاصرة من العالم»، يُشارك «الوادي» للّبناني غسان سلهب. أما الرابع، الذي عُرض في الدورة الـ 71 (27 آب ـ 6 أيلول 2014) لـ«مهرجان البندقية السينمائي الدولي (لا موسترا)»، فهو «ذيب» للأردني ناجي أبو نوّار، في فئة «اكتشاف». تجربة جديدة لسمير (تقنية الأبعاد الثلاثة)، يتناول فيها هجرات أفراد عائلته في نصف قرن من الزمن، مستعيداً عبرهم أحلاماً خُنِقت بسبب أهوال ناتجة من حكم ديكتاتوريّ، أو من حروب واحتلالات، وراسماً «بورتريه» خاصّاً بطبقة وسطى في عراق خمسينيات القرن المنصرم وستينياته. «المطلوبون الـ 18» (مشاركة إخراجية للكندي بول كُوان)، وثائقي تحريكي كتبه المخرج بأسلوب ساخر ومرح، مستعيداً فيه أحداثاً حقيقية جرت وقائعها أثناء «الإنتفاضة الأولى» (1987): ملاحقة جنود إسرائيليين لـ 18 بقرة، اعتُبر إنتاجها الحليب واستثماره من قِبَل تعاونية أهليّة مستقلة «تهديداً للأمن القومي الإسرائيلي». يرتكز «الوادي» على قصّة رجل ينجو من حادث سير في وادي البقاع، لكنه يفقد ذاكرته، فيقع رهينة أشخاص يقيمون في مزرعة نائية يستغلّونها لتصنيع المخدّرات. أما «ذيب»، فيعود إلى العام 1916، ليروي حكاية الفتى ذيب وقبيلته زمن الإمبراطورية العثمانية: بعد وفاة والده شيخ القبيلة، يتولّى أخوه حسين مسؤولية تعليمه مبادىء الحياة البدوية. عندما يزورهم ضابطٌ في الجيش البريطاني برفقة دليله في مهمة غامضة، تتغيّر وتيرة الحياة في القبيلة.
بالإضافة إلى هذا كلّه، يُعرض في «وثائقيات المهرجان» فيلمان اثنان أيضاً: «ماء الفضّة» للكوردية وئام سيماف بدرخان والسوري أسامة محمد («كان» الـ 67، 14 ـ 25 أيار 2014): صُور فيديو مُجمّعة من مصادر عديدة تروي فصولاً من قسوة الحياة السورية الراهنة. و«إيقاع الأنتنوف» للسوداني حاجوج كوكا: حياة مزارعي ورعيان وثوريي منطقتي النيل الأزرق وجبل النوبة. في فئة «اكتشاف»، هناك فيلمان اثنان آخران: «فيلا توما» للفلسطينية سهى عراف («لا موسترا» الـ 71 أيضاً)، عن 3 أخوات أرستقراطيات فلسطينيات متعلّقات بمسكنهنّ، فإذ بوصول قريبة شابّة لهنّ يُبدّل المشهد كلّه. و«الإطار الضيق لمنتصف الليل» للعراقية المغربية تالا حديد: هنا أيضاً 3 شخصيات تتداخل مساراتها ومصائرها، وتكشف أحوال بيئة اجتماعية مفتوحة على تناقضات العيش، وعلى العنوان الأخطر حالياً في الجغرافيا العربية: التطرّف.

نديم جرجوره

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...